الثلاثاء 14 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

دورة الخليج «سوق عكاظ»

دورة الخليج «سوق عكاظ»
29 نوفمبر 2010 23:35
أكد خليفة سليمان المحلل بقناة “أبوظبي الرياضية” أن المسؤولين السابقين والحاليين، سواء في الاتحادات، أو وزارات الشباب، أو غيرهم يتحملون مسؤولية الفشل، في إقناع الجهات الرسمية الممثلة في الاتحادين الآسيوي والدولي بالاعتراف ببطولات الخليج، على مر تاريخها، وبالتالي باتت البطولة عبارة عن “ثقب” في وسط ثوب الاحتراف، الذي بات يغير كل شيء، يتعلق بكرة القدم، في معظم الدوريات الخليجية، التي ترك معظمها كرة الهواية وأصبحت معاييرها لا تتطابق ومعاير البطولة. وأوضح خليفة سليمان أن البطولة باتت أشبه بسوق عكاظ جديد، يقام لتجمع المسؤولين في المجالس، وإقامة الندوات والحوارات، وهي كلها عوامل، تحول دون احتراف البطولة، ومواكبتها لنقلة العصر في الكرة الخليجية، وبالتالي سوف تتخلف عن الواقع الحالي وتنتهي مع الوقت، كما رأي البعض بدون شك. وتحدث خليفة سليمان عن البطولة الحالية، وكشف أبعاد هبوط مستوى معظم اللاعبين، وظهورهم بالشكل غير المتوقع، فضلاً عن قضية التجنيس التي باتت تؤرق الشارع الخليجي، وأحد أسباب الجدل عند انطلاق كل بطولة، مشيراً إلى أن التجنيس، بدول الخليج، يتم بصورة “غير”، ويخالف ما هو متبع في الدول الأوروبية، مشيراً إلى أن هناك دولاً تبالغ في التجنيس، فتحول إلى “بيزنس” بالنسبة للاعبين المختارين لحمل شعار المنتخب. كما أن البطولة الحالية لم تقدم المستويات العالية المتوقعة، ولم تقدم مواهب بارزة، في المنتخبات، كعادتها منذ انطلاقها، قبل سنوات طويلة، بسبب عدم الاهتمام الكافي بالبطولة الخليجية، خاصة من الفرق واللاعبين الذين دخلوا الاحتراف، وطبقوه في دورياتهم المحلية، وتحدث خليفة سليمان عن ملفات أخرى خلال الحوار التالي. وعن البطولة الحالية ومدى قناعته بها كبطولة تمثل تظاهرة خليجية تحتاج لتعامل خاص معها، قال “باتت كأس الخليج من وجهة نظري مثل سوق عكاظ في التراث العربي والخليجي، والذي كان ملتقى كل الخليجيين والعرب، يتعارفون ويتبادلون الأخبار والحوارات الجانبية، وبات حب التقارب والتعارف بين المسؤولين في هذا الحدث أشبه، بما كان يحدث بذلك السوق الشهيرة في تاريخنا وتراثنا، وسوف تصبح البطولة مع المستقبل مثله، من حيث الاندثار والتوقف، لو استمرت بالشكل الحالي، صحيح أنها أفادت المنتخبات الخليجية، والكرة في المنطقة، بصورة كبيرة خلال العقود الأخيرة، ولكنها في نفس الوقت، باتت عبئاً ثقيلاً على الاتحادات ولجان المسابقات المحلية بها، فضلاً عن عدم الاعتراف بها رسمياً حتى هذه اللحظة وهو ما يكشف عن خلل ما”. وأضاف: أرى أن البحث عن طرق وآليات لفرض هذه البطولة، على الاتحاد الآسيوي والعمل الجاد للتفاوض من الآن مع مسؤولية، لبحث كيفية اعترافه بها رسمياً، وهو الأمر الذي بات هدفاً ملحاً، خاصة مع المشاكل التي ظهرت خلال البطولة الحالية، ورفض الأندية ترك لاعبيها المحترفين، لبطولة ودية في نظر الجميع، ومن العيب علينا أن نترك دورة الخليج حتى 2010، دون أن يبذل جهد في هذا الصدد، ولا يزال الجميع يتعامل معها، كما كان يتعامل العرب القدامى، مع سوق عكاظ، حتى اندثر وبات تراثاً يتندر عليه”. وأكد خليفة سليمان أنه يلوم على كل مسؤول تولى شؤون الكرة في أي اتحاد خليجي، ولم ينتبه لهذه النقطة، وقال “المسؤولين عن اللعبة خلال 25 سنة الأخيرة، وحتى هذه اللحظة تركوا الأمور تسير على عواهنها، وأخذتهم العاطفة، ولم يهتم أحد بأن تواكب البطولة النقلة الحالية، التي تحدث في كافة الدول، كما أن بعض المسؤولين يرغب في أن يكون الضوء مسلطاً عليه، ولن يجد فرصة أفضل من بطولات الخليج، كما أن الاعتراف الآسيوي بالبطولة يغير كل شيء فيها كما يجعلها تقام بصورة أفضل وأكثر جاهزية”. الأجندة الآسيوية ولفت سليمان إلى أهمية البحث عن آليات لفرض البطولة على الاتحاد الآسيوي والاعتراف بها رسمياً، كأول خطوة من خطوات تطورها، وفرضها على أجندته، ليتم الاعتراف بها بعد ذلك من “الفيفا”، وقال “لو نجحنا في ذلك فسوف يتغير التعامل مع البطولة، وستكون أكثر قوة واحترافية، بل وستواكب النقلة الحادثة بدوريات المنطقة، فبطولة الخليج في رأيي، أهم وأرفع مستوى من بطولة غرب آسيا المعترف بها بالفعل، من الاتحاد الآسيوي، لأنها تضم دولاً لها دور في قارة آسيا، وهي مهمة فنياً وإعلامياً، وليست أقل من بطولة أي تجمع قاري آخر، حتى لا يعترف بها الاتحاد الآسيوي، وما يقهرني هو أن بطولة مثل كأس التحدي بالهند معترف به رسمياً، وبطلها يتأهل رسمياً لأمم آسيا دون الدخول لنظام المجموعات، أليس ذلك يعني أن العيب فينا، وعلى الرغم من ذلك أرى أن الاتحاد الآسيوي معذور في موقفه، لأننا من لم نفكر في كيفية التلاقي معه على أرض مشتركة، وعلينا أن ندرك أن هذا الأمر بات مطلباً ملحاً، ولو لم يتم خلال دورتين أو ثلاث على الأكثر، فقد يهدد ذلك كيان البطولة، وقد نراها لا تقام بالفعل، إلا بمنتخبات الرديف أو منتخبات الشباب”. وأضاف: علينا أن نبحث عن موعد ثابت مثلاً، لتقام فيه البطولة دون أن يتضارب مع الأجندة الآسيوي التي يعترف بها الاتحاد الآسيوي، وهذا ليس بالأمر الصعب، لأنه لن يعترف ببطولة تتضارب مع بطولات قارية أخرى مثل دوري الأبطال أو كأس الاتحاد الآسيوي أو كأس أمم آسيا وتصفيات كأس العالم”. وأوضح خليفة سليمان أن أول الصعوبات التي ستواجه بطولات الخليج خلال المستقبل هو تأخرها عن الواقع الكروي الخليجي الذي يتطور من عام إلى آخر، وقال “بعد دخول الأندية الخليجية إلى الاحتراف سيكون من الصعب تجميع الفرق والمنتخبات، مشكلتنا أننا نتعامل مع الأمور بالعواطف، والبعض غضب مثلاً لأن نادي الزمالك رفض ترك لاعبيه حسين ياسر وعماد محمد، ولكن هذا من حقه لأن هناك شيئا أسمه احتراف والنادي تضرر، وها هو حسين ياسر أصيب فمن سيعوض الزمالك مثلاً، وماذا لو كان اللاعب محترفا بأحد أندية أوروبا مثل الحبسي حارس عُمان الذي غاب لرفض ناديه حضوره ومشاركته كما غاب محمد حسين لاعب البحرين لرفض أم صلال تركه وهذا من حقه. رفض الإشراف الآسيوي وعن رفض الاتحادات الخليجية السماح للاتحاد الآسيوي الإشراف على تنظيم البطولة وبالتالي عدم الاندماج فيه على مدار تاريخها، واعتبارها شيئا خاصا بدول المنطقة، مما دفع ابن همام في مناسبات سابقة، لأن يطالب بإقامتها كل 4 سنوات، حتى يتم الاعتراف بها آسيويا ومن ثم دولياً . وعن رفض إشراف الآسيوي على البطولة والسيطرة على دخلها التسويقي، قال “الأمر هنا لا يخلو من مصالح شخصية لبعض الدول والاتحادات، حيث تستفيد الدول المنظمة بالامتيازات التي توفرها البطولة، خاصة المادية، وأعتقد أننا جميعاً نرغب في الاستمتاع بتنظيم كأس الخليج بصورة أكثر احترافية، تواكب النقلة التي تدور في بلادنا المحترفة كروياً، مثل أي بطولة محترفة بأي مكان في العالم”. وقال لو نظرنا لتطور كرة القدم في المنطقة ندرك إلى أي حد باتت البطولة متراجعة وغير مواكبة لتطور العصر الحديث، فأي اختراع أخر بدأ ضعيفاً وقديماً، ولكنه تطور مع الزمن مثل اختراع السيارة التي تختلف حالياً عن أول سيارة اخترعت، إلا كأس الخليج لا تزال على حالها منذ اختراعا وحتى الآن”.
المصدر: عدن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©