الجمعة 17 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

أندية آسيا..وكرة أفريقيا!

أندية آسيا..وكرة أفريقيا!
19 ديسمبر 2018 00:07

ما هي أسباب تفوق أندية آسيا على نظيرتها الأفريقية في كأس العالم للأندية؟ أعيد طرح هذا السؤال، بعد فوز العين على الترجي بطل أفريقيا بثلاثية صاحبها الأداء المميز..فقد لعبت الأندية الآسيوية مع الأفريقية 14 مباراة، وفازت آسيا 12 مرة مقابل مرتين لأفريقيا.
ومن أسباب الانطباع بتفوق أفريقيا على آسيا، أن عدد اللاعبين الأفارقة الذين احترفوا في أوروبا على مدى نصف قرن يقدر بالآلاف، وكثير منهم أصبحوا نجوماً على مستوى العالم..يضاف إلى ذلك أن منتخبات القارة تألقت في المونديال.
وهو وراء ترسخ الانطباع أن منتخبات أفريقيا أفضل من نظيرتها الآسيوية، وقد يكون ذلك حقيقياً على مستوى المونديال، وفقاً للنتائج والإنجازات، إلا أنه ليس تفوقاً مطلقاً، وهو ما عكسته كأس العالم للأندية.
هذا التفوق الآسيوي في كأس العالم للأندية كشفته المواجهات مع الفرق الأفريقية وأخرها فوز العين على الترجي..فلماذا هذا التفوق؟ أول الأسباب، هو أن الكرة الآسيوية غنية، وليست في حاجة كصناعة إلى هجرة نجومها إلى الشمال، وتلك الثروة جعلت الأندية الآسيوية تبدأ صناعة اللعبة من حيث انتهى العالم المتقدم، سواء على مستوى الملاعب والتجهيزات الفنية والميدانية والإدارية، أو على مستوى القواعد والنظم والقوانين.
وبالثروة أيضاً مزجت الأندية الآسيوية صناعة اللعبة بالعلم والتكنولوجيا، وهذا أضاف إلى كرة آسيا تميزاً وقوة.
لم يهاجر نجوم اللعبة في آسيا إلى الشمال، وإنما هاجر نجوم من العالم إلى آسيا، بحثاً عن المال، ولعل الصين من النماذج الحية والدقيقة التي تجسد هذا المعنى، بما تنفقه أنديتها على اللاعبين المحترفين، لكن المال وحده لا يصنع التقدم..
وإنما العقل البشري الذي يدير هذا المال، ويدير الصناعة هو الذي يصنع التقدم في شتى المجالات، وليس في كرة القدم وحدها.
يبقى سبب آخر، وهو تعالى الفرق الأفريقية وغرورها بكرتها، وظنها الراسخ أنها متفوقة بناء على معطيات لم تدريس بعمق ولم توضع في مكانها..
وهذا التعالي يعود أيضاً إلى أن كرة أفريقيا وضعت نفسها كصناعة وكإدارة، وكإعلام في شرنقة الإقليمية، دون متابعة ومشاهدة لمباريات الأندية الآسيوية أو لبطولات القارة.
وحين يكون التعالي مصحوباً بعدم العلم، يحدث الانكسار ويتكرر.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©