الثلاثاء 28 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

قلق متزايد من تراجع إنتاج كبريات شركات النفط الأوروبية خلال 2011

قلق متزايد من تراجع إنتاج كبريات شركات النفط الأوروبية خلال 2011
12 أغسطس 2011 22:33
شهدت غالبية كبريات شركات النفط الأوروبية زيادة أرباحها الربعية مؤخراً، غير أن ما قلل من أهمية هذه النتائج، هو ظاهرة تؤرق وول ستريت ومجالس إدارات هذه الشركات، تتمثل في تراجع إنتاج الشركات خلال العام الجاري مقارنة بعام 2010 بنسبة يزيد متوسطها على 10%. وتنفق كبريات شركات النفط مبالغ ضخمة للتغلب على هذه المشكلة من خلال الإقدام على العمل في مشاريع غير تقليدية والتنقيب في أماكن عالية المخاطرة وإعادة هيكلة الشركة، ولكن حتى لو أن هذه الاستراتيجيات تصلح لبعض الحالات، إلا أنه من المؤكد أن تضاؤل إنتاج النفط يبشر بتحد طويل الأجل يواجه القطاع. تفاوتت البيانات من شركة إلى أخرى في القطاع، حيث يعزى خفض إنتاج بي بي 11% جزئياً إلى تقليص نشاطها في خليج المكسيك بالولايات المتحدة عقب حادثة تسريب النفط الكارثية العام الماضي. كما انخفض إنتاج شركة إيني بنسبة 15% بسبب ارتباطها بليبيا التي تعاني حالياً من اضطرابات حرب أهلية. أما ريسبول واي بي اف الاسبانية التي تقلص إنتاجها بنسبة 17%، فقد تضررت بسبب اضطرابات ليبيا وحادثة خليج المكسيك، وكذلك بسبب قلاقل العمال في الأرجنتين. وشهدت ستاتويل النرويجية انخفاضاً نسبته 16% في إنتاجها ما يعزى في المقام الأول إلى توقف الانتاج والصيانة في السوق المحلية في بحر الشمال. بينما تراجع إنتاج توتال بنسبة 2% عن العام الماضي بسبب نقص النفط الليبي. تعتبر كبريات شركات النفط أكثر عرضة للمشاكل التشغيلية ما يعزى إلى حد ما إلى تضاؤل هيمنتها على آبارها ومصادرها. فعلى الرغم من هيمنة شركات النفط المستقلة عام 1973 على ثلاثة أرباع احتياطيات العالم، فهي لا تملك سوى 10% اليوم بحسب بعض التقديرات. وقد دفع هذا كبريات شركات النفط إلى الاعتماد أكثر على مصادر غير تقليدية باهظة التكاليف مثل الغاز الصخري والتنقيب في المناطق العميقة وفي المناطق القطبية. شكل الاستثمار في حقول تقليدية 63% من اجمالي إنفاق كبريات الشركات بين عام 2001 وعام 2005، حسب بحث أجرته وود ماكنزي، بل إن هذه النسبة يحتمل أن تقل إلى 40% فيما بين عام 2005 وعام 2011. وأظهرت التقارير مؤخراً أن وضع أكبر عملاقتين نفطيتين رويال داتش شل واكسون موبل أفضل من نظرائهما الأصغر على خلفية قدرتهما على إدارة المشروعات كثيفة العمالة. يذكر أن شركة بي جي الشركة الأوروبية الكبرى الوحيدة التي شهدت زيادة إنتاجها السنوي، قد ازدهرت من بعض الاكتشافات الحديثة في المنطقة البحرية الدافئة الواقعة قبالة السواحل البرازيلية. غير أن هذه الشركات قد تزيد معاناتها، وذلك بسبب أنه رغم استمرار قوة الطلب على الغاز الطبيعي، فإن أسعاره قد تشهد مزيداً من الضعف في ضوء زيادة إنتاج الغاز الصخري في قارة أميركا الشمالية والتباطؤ الاقتصادي في كل من أوروبا والولايات المتحدة. إن الحاجة إلى مزيد من الإمدادات دفعت الشركات إلى التوجه إلى أفريقيا عقب نتائج قياسات زلزالية جديدة واكتشافات حديثة في غانا وأوغندا، غير أنها مباراة تنطوي على المخاطرة وتتطلب استثماراً مكثفاً وسرعة الحركة لاقتناص الفرص والتكيف السريع مع الأحوال السياسية المتغايرة. وهناك العديد من الروايات الصناعية عن أن بعض أكثر الاكتشافات الحديثة ربحاً في أفريقيا كانت لا تلقى أي اهتمام من كبريات الشركات. كما أن الاندماج يفتح مجالاً واعداً غير أنه من غير المتوقع أن تتم عمليات اندماج بين كبريات شركات النفط المتكاملة بسبب خشية الوقوع في أخطاء الاحتكار وكذلك بسبب أسعار النفط اليوم المرتفعة. ومن الأرجح أن تتم صفقات على غرار شراء اكسون لشركة اكس تي او الأميركية المتخصصة في عمليات الغاز غير التقليدي، وهي الشركة التي يعود إليها الفضل في زيادة انتاج اكسون 10% في ربع السنة الماضي. وهناك إمكانية أخرى تتمثل في عقد اتفاقيات بين كبريات شركات النفط الخاصة وشركات ناشئة تملكها الحكومة أو تتحكم فيها مثل شركة بتروبراس البرازيلية وروزنفت الروسية والشركة الصينية الوطنية للنفط. وكان إخفاق اتفاق بي بي على تبادل أسهم وعلى تنقيب منطقة القطب الشمالي مع روزنفت مثالاً يوضح طول المدد الزمنية التي لدى الشركات استعداد لتحملها من أجل تأمين احتياطياتها الواعدة. ويرجح خلال الأشهر القليلة المقبلة أن يضغط وول ستريت ليدفع كبريات شركات النفط على اتخاذ إجراءات ملموسة. فالقطاع يتداول بخفض كبير عن سعر النفط السائد وهو عامل قد يزيد من مطالبات إعادة شراء الأسهم والحصول على مزيد من الأرباح الخاصة. وقد أدت خطوة كونوكو فيليبس التي اتخذتها مؤخراً بفصل أعمال معينة إلى رفع أسعار أسهم الشركة وأثارت أسئلة عن بقية القطاع. غير أن معظم نظراء كونوكو اعتبروا الفكرة غير عملية نظراً لمزايا الأعمال ذات النمط المتكامل التقليدي. نقلاً عن «وول ستريت جورنال» ترجمة: عماد الدين زكي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©