الثلاثاء 14 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأسر تواصل إقبالها بكثافة على شراء السلع في رمضان

الأسر تواصل إقبالها بكثافة على شراء السلع في رمضان
30 يوليو 2012
تواصل الجمعيات التعاونية ومراكز التسوق، التنافس في جذب أكبر عدد من المستهلكين، خلال الشهر الكريم، بتقديم العروض الترويجية، و-حسب الإعلانات-، تخفيضات في الأسعار، بالإضافة إلى التفنن في تنسيق أقسامها وإضافة الأنواع الجديدة من المواد الغذائية، حيث أكد خبر تناقلته وسائل الإعلام مؤخراً، زيادة في حجم مبيعات السلع تجاوزت الـ 50 %، وهو الأمر الذي يستدعي وقفة طالبت بها آراء على مواقع التواصل الاجتماعي، منبهة إلى ضرورة توعية الأسر بأن كرم الشهر في زيادة العبادات وليس في تنوع وكثرة الطعام، كما نبهت إلى أن التزاحم ما زال مستمراً على رغم من مرور أكثر من 10 أيام على بداية رمضان. وفي الصدد نفسه نبهت دراسة اجتماعية إلى انخفاض معدل الوعي بثقافة الاستهلاك خلال شهر رمضان من كل عام، موضحة أن ذلك يتنافى مع مفهوم الشهر الفضيل، بالإضافة إلى أن الإنسان في غير أيام الشهر يتناول ثلاث وجبات، أما خلاله ففي الأغلب وجبة واحدة على الإفطار، حيث إن الكثيرين لا يفضلون طعام السحور، ويكتفون بتناول الفواكه أو السلطة. انتقدت آراء على مواقع التواصل الاجتماعي السلوكيات الاستهلاكية خلال الشهر الفضيل ووصفتها بالخاطئة، حيث تلف الحبل حول ميزانية الأسرة، ووجه بعضها نقداً ساخراً إلى الذين يتذكرون حكمة الصوم فقط في وجبة السحور، ويرددون ما يقال عن خطورة امتلاء المعدة، سواء من الناحية الدينية أو الطبية، أما قبل الإفطار فتجدهم، قد تغيروا، وكثر حديثهم عن أهمية تعدد أنواع الطعام على المائدة، باعتبار ذلك من خيرات رمضان. ودعت تلك الآراء إلى الاعتدال في التسوق، وضرورة الشراء حسب الحاجة، موضحة أن امتلاء عربات التسوق بشكل متكرر، يتنافى مع تعاليم الشهر الكريم، طالما زادت على الحد. كما أوضح عدد من المستهلكين أن الاستعداد للشهر الكريم يبدأ مع بداية شهر رجب، خاصة مع ضرورة تجهيز السلع التي تحتاج إلى تنظيف وتعقيم وطحن، والتي تستخدم في إعداد الوجبات الشعبية، من الأطباق التي تبادلوها وتعلموها من بعضهم خلال التعايش عبر كل السنوات الماضية، بالإضافة- على حد قولهم- إلى ضرورة أن تكون المواد الغذائية التي تشترى لأجل الشهر الفضيل مميزة، لأن الأسر تطعم الجيران والغرباء الذين يأتون لأداء الصلاة بعد الإفطار في المساجد القريبة، التي تتوسط الأحياء السكنية ويهدون عابري السبيل من العمال الذين يمرون بالقرب من المساجد. الأطباق الشعبية إلى ذلك، قال سيف مبارك: من السلع التي تدخل ضمن مير رمضان القمح، حيث يتم من خلاله صنع كافة الأطباق الشعبية قديما حتى اليوم، وكذلك نصنع منه الدقيق، وأيضاً لا بد من توافر الأرز الذي توجد منه عشرات الأنواع وأسعاره تتفاوت ما بين 120 درهماً لكل عشرين كيلوجراماً حتى 180 درهماً للكيلوجرام، معبراً عن ظنه بالاستغلال الكبير خلال أيام الشهر من قبل الجمعيات ومراكز التسوق، والمبالغة في رفع أسعار بعض السلع التي تباع داخل الدولة، وتجدها في دول أخرى، بأسعار تقل كثيراً، نظراً لقلة الطلب عليها. وأضاف: تركز الأسرة على منتجات الألبان مثل الزبادي واللبن الحامض عند الإفطار أو السحور، ليتم تناوله مع الخبز أو الأرز بالإضافة إلى التمر، كما تفضل الكثير من الأسر تناول البيض مع الطماطم المطبوخين معا عند السحور، لذلك ترتفع أسعار تلك المواد، مشيراً إلى أن الأهل كانوا قديماً يعملون طوال النهار في صيدهم البري والبحري والرعي والزراعة، ولم يكن الطعام أكبر همهم حيث كانت وجبة رئيسية واحدة تكفيهم، وحين يستعدون لرمضان كانوا يكتفون بالقليل، لكن الآن تستعد الأسرة لرمضان منذ شهر شعبان، وربما قبل ذلك بقليل، وتحرص على توفير القمح والقهوة والأرز والزيت والسكر كمواد رئيسية، كأنها ستنقطع خلال الشهر الفضيل. موائد رمضان وقال عبيد سعيد اليوحة، رب أسرة، وهو في السبعين من العمر، إن الموائد الرمضانية في البيوت الإماراتية أو العربية أو بيوت المسلمين من جنسيات أخرى، أصبحت تضم أطباقاً جديدة نتيجة الاختلاط بين الجنسيات وتبادل الأطباق الرمضانية، مشيراً إلى ضعف الإقبال على الأسماك لدى الكثير من الأسر، رغم أنها من الأطباق المفضلة الرئيسية في الأيام الأخرى، لكن لا ينقطع عنها الناس حيث لا يفضل كثير من الأسر الابتعاد عن أطباق السمك، التي اعتادوا عليها، وبالتالي يصيبها أحياناً ارتفاع الأسعار. ولفت إلى أن المطبخ الإماراتي لديه نكهات غنية مثل وضع الزبيب والحمص المفلوق، والطهي مع الكثير من البصل، لكن يبقى الهريس والثريد من أهم الأطباق التي يجب أن تكون موادها من ضمن قائمة مؤونة رمضان، كما أن الأرز يتصدر الموائد إلى جانب الهريس أو الثريد ولا غنى عنه في رمضان، وقد كان كيلو الأرز قبل عشرين عاما بدرهم، لكن مع مرور الوقت، ارتفعت الأسعار، مشيداً بالجهود المبذولة في هذا الصدد من دعم السلع وحملات تثبيت الأسعار. مؤن الشهر أما حصة إبراهيم، من الفجيرة، فأوضحت أن مؤن رمضان في الفترة الماضية كانت أقل تنوعاً لكنها كانت تتميز برخص ثمنها، بالإضافة إلى أن إنتاج بعضها كان يتم داخل البيت، لذلك لابد لرب الأسرة من توفير حب البر وهو القمح من أجل صنع طبق الهريس، ومن القمح كان يتم أيضا صنع «اليريش أو المجروش» مع السمك أو الخضراوات أو اللحم حسب رغبة أهل البيت، ويأتي هذا الاسم من لفظة جرش الحبوب أي سحقها لتتكسر، ولا يزال الجريش من الأطباق المفضلة التي تصنع في رمضان. ونبهت إلى حرص البيوت على توفير الدقيق الذي يوفر وجبات مرغوبة يومياً في رمضان، لذلك فإن ما بين 30 و50 كيلوجراما من الدقيق تعتبر كمية مناسبة للعائلة، داعية إلى عدم المبالغة في الشراء، تحت حجة ضرورة زيادة الكمية، لتوزيع وجبات على الجيران، منتقدة مبالغة الأسر في إعداد كميات الهريس أو الأنواع المختلفة من الطعام. وذكرت أن الأمهات قديما كن يجتمعن مع بعضهن بعضاً لتنظيف كل المواد الغذائية خلال شهري رجب وشعبان، مثل تنقية الأرز والحبوب وطحن ما يحتاج لطحن، وأيضا تحميص التوابل لأنها لا تكون نظيفة، ويجب أن تغسل، ولذلك لا بد من أن تحمص كي تجف، وبالتالي كانت تقل التكلفة، أما اليوم فيصنع الخبز من الدقيق الجاهز، ولا بد أن يبقى هناك الكثير من خبز الرقاق لما بعد الإفطار، لأن معظم الأسر اعتادت على السحور بعمل ثريد من الرقاق واللبن الحامض، أو الرقاق مع اللبن الزبادي، وطبعا يصاحب السحور تناول التمر الذي لا بد من أن يتم توفيره قبل رمضان، مشيرة إلى أن من يرى العربات المحملة في الجمعيات ومن يجر أكثر من عربة، فسيعرف مدى الإسراف الكبير، الذي يقوم به بعض الناس خلال الشهر الفضيل. تخفيض الأسعار إلى ذلك، أوضح أحد أصحاب المحال التجارية في الشارقة، أن الأسر قد بدأت تسأل عن أنواع الزعفران منذ شهر رجب، حيث يستعد البعض لرمضان بشراء «الساقو» لصناعة الحلويات، وهو عبارة عن حبيبات من النشاء الخالص، وهو من الأطباق التي تطبخ بكميات وافرة لتوزيعها على بيوت الحي، ومنها الأكثر شعبية في نفوس الصائمين وهو الفرني والكاستر وهو في الأصل يصنع من بودرة الآراروت، لكن تعرفه العائلات منذ قديم الزمان باسم عراروت، لكن الفرني يصنع من الأرز الذي يغسل ثم يجفف ثم يطحن وتصنع منه الحلوى، ويوجد منه الجيد أما الرديء فإن العائلات سرعان ما تكتشفه وتعود ببقية الكمية. المواد الغذائية وقال إن المواد الغذائية التي يجب أن تتوافر بصفة دائمة الأرز والسكر والسمن، ودخل فيما بعد الزيت النباتي، حيث كان السمن ينتج منزليا ويباع ضمن الحارة والسوق، مشيراً إلى حرص كل أسرة على إعداد البزار أو البهار من التوابل، بجانب شراء الحبوب التي يتم صنع البهار منها مثل الكركم والكمون والينسون والقرفة والقرنفل، وأيضا يقبل الأهالي والمقيمون على شراء الزنجبيل وجوزة الطيب، والبعض يضيف شيئا من الفلفل الأسود والأحمر، بينما يستغني البعض عنهما، وتضاف الكزبرة المجففة والهيل والأهليلج أو الأهليلي، كما تحب بعض الأسر إضافة مقدار صغير من مسحوق الحلبة، مشيراً إلى أن الإقبال على شراء هذه الأنواع يرفع الطلب عليها، وبالتالي يرتفع سعرها. من جهتها، أكدت جمعية الشارقة التعاونية أنها وفرت السلع ووضعت برامج تثبت من خلالها أنها ترغب في تقديم خدمات متميزة للمستهلكين، وأنها تعمل بشكل جاد على خفض الأسعار، خاصة أن إدارة حماية المستهلك تعمل على منع التجار من الاحتكار والاستغلال، والجمعية تثمن دورهم في حفظ التوازن في الأسعار. وقال حسن أحمد السوقي مدير المشتريات في الجمعية، يتم العمل أن يتم التنويع في الحملات الترويجية طوال الشهر، وضخ كميات من الغذاء والسلع لتبقى الأسعار مستقرة، ولا يستطيع أحد التلاعب بالأسعار، مؤكداً أن ضعاف النفوس يستغلون نقصا في سلعة معينة وفي الوقت ذاته ارتفاع الطلب عليها حتى يتم رفع سعرها، مؤكداً بدء توافد الناس على الشراء بزيادة ملحوظة منذ شهر شعبان الماضي. إضاءة شدد عدد من المستهلكين على أهمية تخفيض الأسعار بشكل حقيقي، ومواجهة محاولات البعض لاستغلال زيادة الطلب في رمضان على شراء السلع، مؤكدين في الوقت نفسه أهمية ترشيد الاستهلاك، والالتزام بحكمة الصيام، خاصة أن هناك فائضاً كبيراً عن حاجة الأسر يكون مصيره مكبات النفايات.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©