الجمعة 17 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

قطاع الطيران العالمي يفقد الأمل في التعافي المبكر

قطاع الطيران العالمي يفقد الأمل في التعافي المبكر
30 أكتوبر 2010 20:17
يسود قطاع صناعة الطيران حالة من تراجع العائدات وخفض في الوظائف وصورة مستقبلية شديدة القتامة. وبعد مضي عامين على انهيار بنك “ليمان براذرز” الذي أعقبه تحول مريع في القطاع من الطفرة إلى الركود، تضاءلت الآمال لتعافي قريب. ويقول جاري كريشلو المحلل لدى مؤسسة “إسيند “لاستشارة الطيران في لندن “لا يبدو أن تغييراً سيطرأ على القطاع في 2011 وستشهد 2012 بداية تحسن الأحوال”. ومن الواضح أن القطاع يمر بفترة نقاهة الآن لشدة ارتباطه بالاقتصاد العالمي الذي استمر في ضعفه بالإضافة إلى برامج التقشف التي أعلنتها معظم الحكومات الأوروبية وصعوبة الحصول على التمويلات، مما ولد مخاوف الدخول في مرحلة ركود أخرى. وتمكن القطاع من تسليم 830 طائرة تجارية العام الماضي، بينما لم يبع سوى 445 طائرة في الثلاثة أرباع الأولى من العام الجاري حتى الآن. وتراجعت مبيعات الربع الثالث عند 125 طائرة بانخفاض 39% مقارنة بالسنة الماضية. وهناك فرق كبير في مبيعات شركات الطيران مقارنة بالثلاث سنوات الماضية حيث تمكن القطاع ولأول مرة من بيع 1,000 طائرة في 2007 عندما كان الاقتصاد العالمي ينعم بالنمو والرفاهية. كما حقق طفرة أخرى في 2008 في ظل تراكم الطلبيات الضخمة. ويذكر روب ويلسون مدير القسم التجاري والطيران العام في شركة هاني ويل للطيران، تلك الأعوام في 2004 و2005 عندما كان القطاع يبيع ما بين 600 إلى 700 طائرة في العام. ونجد أن شركة “سيسنا” لصناعة الطائرات من أكثر المتأثرين بهذه الأزمة حيث تم الاستغناء عن 700 وظيفة بالإضافة إلى 8,000 موظف سرحتهم منذ نهاية العام 2008. كما تم تخفيض قوتها العاملة للنصف حيث تركزت معظم هذه العمليات في مصنع “وشيتا”، الذي انخفض عدد العاملين فيه من 12,400 إلى 6,200 عامل فقط، حيث من المتوقع أن لا يتعدى العدد الكلي 5,500 بحلول ديسمبر المقبل. ووضح جلياً أن على القطاع الانتظار لبعض الوقت حتى يعود إلى الذروة التي كان عليها في الأعوام الماضية. ومع ذلك، فان هناك بعض البوادر التي تبشر بالانفراج حيث عاودت حركة السفر نشاطها مرة أخرى فضلاً عن ارتفاع في مبيعات الطائرات المستعملة، بالرغم من أن كلا المؤشرين أبعد ما يكونا عن نشاطهما في الماضي. وانخفض معدل نسبة أسطول الطائرات التجارية المعروضة للبيع عالمياً من الذروة التي كان عليها عند 16% أو 2,000 طائرة في مايو 2009، بالرغم من أنها لم تتراجع لأقل من 14% منذ بداية العام الحالي مما ينتج عنه مشكلة فائض العرض. وتتوقع “هاني ويل” للطيران تسليم ما بين 675 إلى 700 طائرة في 2010 مع تراجع العدد لما دون ذلك في 2011. وتغيرت تنبؤات الشركة بعض الشيء مقارنة بالسنة الماضية التي توقعت فيها بيع 11,000 طائرة بتكلفة إجمالية تبلغ نحو 200 مليار دولار في الفترة بين 2009 و2019. ولا تزال الشركة تعتقد أنه من الممكن بيع ذلك العدد بين 2010 و 2020 لكن بزيادة قليلة في التكلفة عند 225 مليار دولار. ويعزي ويلسون ارتفاع التكلفة لزيادة الأسعار فضلاً عن التحول الواضح نحو طائرات الركاب الكبيرة، وهي الميول التي لم تشهدها حالات الركود الماضية. وتنقسم تكلفة الطائرات التجارية إلى قسمين، قسم تصل تكلفته إلى 25 مليون دولار وأكثر، وقسم ثان تقل تكلفته عن 25 مليون دولار. ويتأرجح هذان القسمان بين الارتفاع والانخفاض بشكل متقارب طيلة فترة العشرين عاماً الماضية، لكن ما شهده القسم الثاني خلال الأزمة الأخيرة بتراجع بلغت نسبته 42,8%، لم يسبق له مثيل في تاريخ سوق الطيران العالمي. ومع ذلك، انخفض القسم الأول بنسبة ضئيلة لم تتعد سوى 4,1%. ووضحت نتيجة الانقسام هذه في شركات صناعة الطائرات الكبيرة مثل داسولت الفرنسية التي أولت اهتماماً أكبر لصناعة القسم الأول ذي التكلفة الأكثر التي حققت أرباحاً أفضل من شركات القسم الثاني مثل سيسنا. ويعزو خبراء القطاع تراجع مبيعات القسم الثاني الذي تمثله شركات صغيرة ومتوسطة الحجم إلى أنها عادة ما تكون أكثر تأثيراً بحالات الركود الاقتصادي. كما يزيد اعتماد هذه الشركات بشكل أكثر على الائتمانات التي شهدت انهياراً كبيراً خلال هذه الأزمة. وتقول “هاني ويل” في مسح أجرته على 1,200 شركة طيران حول العالم، إن توقعات الشراء ستظل ولحد كبير على ما هي عليه. لكن تقل حدة هذه التوقعات في مناطق أخرى من العالم مثل الشرق الأوسط وبعض البلدان الأوروبية ولحد ما في أميركا اللاتينية وآسيا. وبالرغم من تراجع المشتريات الآسيوية بنسبة 18% مقارنة بالسنة الماضية، إلا أنها تظل عالية مقارنة بدول أخرى. ويخطط مشغلو شركات الطيران خلال الخمس سنوات القادمة لتغيير 30% من أساطيل شركات الطيران حول العالم. وذكرت “هاني وي” أنه وبغض النظر عن حالات إلغاء بعض الطلبيات أو تأجيلها، فان هناك طلبيات تقدر بعدة آلاف معظمها من الطائرات الكبيرة قيد التسليم بعد 2011. وتقول الشركة “وبافتراض استمرار التعافي فمن المرجح أن يتم تسليم هذه الطلبيات مما يخلق انتعاشاً في القطاع وهو يستقبل العامين 2012 و2013”. نقلاً عن: فاينانشيال تايمز ترجمة: حسونة الطيب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©