الثلاثاء 21 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

خطباء الجمعة يدعون المسلمين إلى الإحسان للمسنين

خطباء الجمعة يدعون المسلمين إلى الإحسان للمسنين
2 أكتوبر 2010 00:22
دعا خطباء الجمعة في مساجد الدولة المسلمين أمس إلى الإحسان في التعامل مع المسنّين، لما لهم من منزلة رفيعة وأجور عظيمة في الإسلام لقول الرسول صلى الله عليه وسلّم “ما من مسلم يشيب شيبة في الإسلام إلا كتب له بها حسنة ورفعه بها درجة أو حط عنه بها خطيئة”. وأضافوا أنّ الإنسان يتقلب في نعم الله عز وجل في مراحل عمره المتعددة، من مرحلة الطفولة إلى الشباب، وصولاً إلى الكهولة والشيخوخة، فطول العمر في طاعة الله تعالى ميدان واسع لزيادة القرب منه عز وجل، وذلك بفعل الخيرات والطاعات، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ليس أحد أفضل عند الله من مؤمن يعمر في الإسلام لتسبيحه وتكبيره وتهليله”. وهنّأ الأئمة كبار السنّ بهذه المنزلة الرفيعة والأجور العظيمة التي ينالونها بطول العمر وحسن العمل، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ألا أنبئكم بخياركم؟ قالوا بلى يا رسول الله، قال خياركم أطولكم أعماراً وأحسنكم أعمالاً”. وأشار أئمة المساجد إلى أنّ الإسلام قد غرس فينا قيماً حضارية للتعامل مع المسنين، فعلّمنا الإحسان إليهم وفاء لهم على ما قدموا من أعمال وإنجازات، فالماضي الذي نعتز به، والحاضر الذي ننعم به هم من صناعه ورواده، فعلينا أن نحسن إليهم كما أحسنوا إلينا، كما أمر الدين الحنيف أن نعاملهم بالتوقير والرحمة لكبر سنهم، حتى أن الإمام في صلاة الجماعة قد أمر أن يخفف مراعاة لهم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إذا صلى أحدكم للناس فليخفف، فإن منهم الضعيف والسقيم والكبير”، وهذا جزء من الإحسان إليهم. وأكّد الخطباء أنّ الإحسان ليتأكد أكثر في حق الوالدين، قال تعالى “وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً”. فالمسلم يحسن معاملة والديه، خاصة عند الكبر، لأنهما في حالة ضعف وعجز، ويتذكر أنهما عنده في آخر العمر كما كان عندهما عاجزاً في أول العمر، فلا يقل لهما ما يكون فيه أدنى تضجر، وعليه أن يحسن إليهما بفعله وقوله الكريم ويتواضع لهما، ويدعو لهما بخيري الدنيا والآخرة، فإنه إن فعل ذلك فقد نال الأجر العظيم عند الله تعالى، فهنيئاً لمن أكرمه الله تعالى بكبر والديه أو أحدهما عنده، وقام بواجب البر والإحسان إليهما، وخفض لهما جناح الذل من الرحمة ليجزيه الله سبحانه براً من أبنائه في الدنيا، وفي الحديث النبوي الشريف “بروا آباءكم تبركم أبناؤكم” ويكرمه في الآخرة في مقعد صدق عند مليك مقتدر. كما نال أويس بن عامر القرني منزلة عظيمة ببركة بره بأمه الكبيرة ورعايته لها، ولما لقيه سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن من مراد ثم من قرن، كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم، له والدة هو بها بر لو أقسم على الله لأبره، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل”، فقال له سيدنا عمر رضي الله عنه استغفر لي، فاستغفر له. ونبّه الخطباء المسلمين إلى وجوب غرس توقير كبار السن في أجيالنا، وحسن استقبالهم إذا حضروا وتصديرهم في المجالس إذا دخلوا، والإنصات إلى حديثهم إذا تكلموا، فقد قال سمرة بن جندب رضي الله عنه لقد كنت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم غلاماً فكنت أحفظ عنه فما يمنعني من القول إلا أن ها هنا رجالاً هم أسن مني. لذا فإنّه من الواجب أن نغرس في أبنائنا إظهار الفرح بإنجازات كبار السن إذا عملوا، والصبر على تصرفاتهم إذا غضبوا، والعناية بغذائهم إذا جاعوا، والقيام بخدمتهم إذا احتاجوا، والسهر على راحتهم إذا مرضوا وتفقد شؤونهم قبل أن يطلبوا، والإنفاق عليهم إذا افتقروا.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©