الإثنين 13 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

عبد الله صالح: الإخراج المسرحي يفتقر إلى إبداعات العنصر النسائي

عبد الله صالح: الإخراج المسرحي يفتقر إلى إبداعات العنصر النسائي
3 سبتمبر 2018 01:40

متابعة وحوار (إبراهيم الملا)

حققت ورشة الإخراج المسرحي لهيئة دبي للثقافة، بالتعاون مع مسرح دبي الأهلي التي اختتمت مساء أمس الأول، العديد من النتائج الإيجابية لمصلحة الحركة المسرحية في الإمارات من خلال دعمها لأسماء وأصوات ومواهب واعدة باتت تبحث عن دور تفاعلي وعن مساهمة حقيقية في تطوير فن المسرح في الإمارات، والتعاطي مع الإخراج كحالة إبداعية متعددة المناهج والتيارات والرؤى، كما عكست الدورة بعض النواحي السلبية المتمثلة في التوقيت وحجم المشاركة وتضاربها مع دورات أخرى مسرحية باتت تشكل معضلة مستمرة فيما يتعلق بالتنسيق واختيار عناوين الدورات والأشخاص المؤهلين للانضمام لها والمشاركة النظرية والترجمة التطبيقية لمحاور فقراتها.
وفي هذا السياق ومن أجل التعرف على أهداف ورشة الإخراج ونتائجها ودورها في خلق أجيال مسرحية جديدة تكمل ما أسس له الجيل المسرحي الأول في الإمارات، تحدث الفنان والمخرج عبدالله صالح لـ«الاتحاد»، مشيراً بداية إلى أن الورش المتخصصة للإضاءة على مجالات فن المسرح هي ورش مطلوبة بقوة في الوقت الراهن، نظراً لما تعانيه الساحة المسرحية من نقص كبير فيما يتعلق بالأفراد العاملين خلف الخشبة مثل المخرجين والتقنيين والمؤلفين وغيرهم من القادرين على خلق حركة مسرحية متواصلة ومن دون وجود فراغات كبيرة بين الأجيال تؤثر سلبياً على اندفاعة هذه الحركة واستمرارها.
ونوّه صالح إلى أنه شارك كمحاضر في الورشة التي استمرت لمدة شهر كامل في فترة الإجازة الصيفية، وشاركه في الورشة كل من المخرج القدير أحمد الأنصاري والمخرج الشاب مروان عبدالله صالح، مضيفاً أن الورشة حملت عنوان «مدخل إلى علم الإخراج» من أجل تعريف المنضمين للورشة بالمدارس المسرحية المختلفة وتطورها التاريخي والأساليب المتفاوتة لتقنيات الإخراج، وتسليط الضوء كذلك على مفهوم الإخراج كعنصر حيوي ورئيسي في التعاطي مع النص المسرحي، ومع أداء الممثلين، ومكونات الديكور والصوت والإضاءة والموسيقا، وغيرها من العناصر المعززة والمثرية للعرض المسرحي ولمضمون النص، ورؤية المخرج التي تحمل بصمة خاصة، تعكس ثقافته ومرجعيته وتفرّده أيضاً، خصوصاً إذا تم التعاطي مع ذات النص من قبل مخرجين آخرين.
وأكّد صالح أن مثل هذه الورش والدورات هي خطوات تمهيدية تتضمن معلومات عامة وأولية حول فنون المسرح المختلفة، وعلى المنضمين لهذه الدورات القيام بخطوات لاحقة تتمثل في القراءة الذاتية وتنويع نطاق المشاهدة للأعمال المسرحية والدراسة الأكاديمية التخصصية، والدخول في تجارب حقيقية وممارسات تطبيقية، تنقل المعرفة النظرية إلى واقع حيّ وديناميكي وملموس على الخشبة.
وعن النتائج التي لمسها عن قرب خلال الورشة، قال صالح إن العنصر النسائي كان طاغياً على نسبة المشاركين، وهو أمر مفرح، خصوصاً أن مجال الإخراج المسرحي في منطقتنا يفتقر لهذا العنصر المكمل دون شك للإبداع المسرحي كمّاً ونوعاً، مضيفاً أن عملية الإخراج المسرحي تتطلب رؤية جمالية أشبه بإنتاج لوحة بصرية متناسقة تتداخل وتنسجم فيها تفاصيل وعناصر العرض، وبالتالي -كما أشار- فإن وجود رؤى متنوعة لشكل ومحتوى هذه اللوحة يطرح أمام المشاهد مستويات عدة من الذائقة الفنية والمعالجة الإخراجية.
وأشار صالح لبعض الظواهر السلبية المتمثلة في قلة عدد المشاركين في الورشة رغم الإعلان المسبق والمبكر عنها، وعزا الأمر إلى التوقيت الصيفي ووجود ورش أخرى مقامة في الوقت ذاته، ما يؤدي إلى تشتيت الخيارات أمام المشاركين القادمين من إمارات الدولة المختلفة والذين يفضلون الورش المقامة في مناطق قريبة منهم. ودعا صالح إلى ضرورة التنسيق مع دائرة الثقافة بالشارقة، جمعية المسرحيين بالدولة، والجامعات والكليات والمعاهد، من أجل الاستفادة المشتركة، وتطوير العمل المسرحي في الدولة، واستقطاب أكبر عدد ممكن من الطلبة والهواة المتحمسين للانضمام للعمل المسرحي، والمشاركة في مثل هذه الدورات والورش التخصصية ذات الأثر الإيجابي على المدى الطويل.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©