الأربعاء 22 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قضاة في الإسلام.. اليازوري.. "سيد الوزراء والقضاة"

قضاة في الإسلام.. اليازوري.. "سيد الوزراء والقضاة"
31 أغسطس 2018 00:59

القاهرة (الاتحاد)

قاضي جليل ووزير محنك، كان صاحب نفوذ ديني وسياسي كبير في الدولة الفاطمية بمصر، لقب بـ «سيد الوزراء والقضاة»، حيث أثبت كفاءته وجدارته في كل المناصب التي تولاها، سواء في القضاء أو الوزارة أو الدعوة.
هو القاضي والوزير أبو محمد الحسن بن علي بن عبدالرحمن، الملقب بـ «اليازوري» نسبة لمسقط رأسه قرية «يازور»، من قرى مدينة الرملة في فلسطين، وقد نشأ في أسرة ميسورة الحال، حيث كان أبوه من صفوة وأعلام أهل «يازور»، وكان واسع العلم، غزير الثقافة، وقد عين قاضياً لقريته، وهو الأمر الذي انعكس على ابنه الصغير، حيث دفعه والده إلى مجالس العلماء وحلقات العلم، وقد استغرق سنوات طويلة في طلب وتحصيل العلوم الشرعية على أيدي كبار علماء وأئمة الرملة.
عندما توفي الوالد خلفه ابنه الحسن في قضاء «يازور»، وبعدها بسنوات قليلة تولى قضاء الرملة، فأخذ يكرم العلماء ويحسن إليهم ويجالسهم، فنال سمعة طيبة وشهرة واسعة بين أهل الرملة.
وفي سنة 417 هجرية، تولى اليازوري عمارة المسجد الأقصى، ونظراً لانتقاده أحكام قاضي القضاة في مصر، عزل من قضاء الرملة، وبعدها توجه إلى مصر ليستقر فيها، وقد عمل في ديوان السيدة «رصد» أم الخليفة المستنصر بالله الفاطمي، وكان ذلك في سنة 439 هجرية، ثم أخذ يتقدم في وظائف هذا الديوان إلى أن عين سنة 441 هجرية في منصب قاضي القضاة، وأضيف إليه منصب «داعي الدعاة»، وفي العام التالي عهد له منصب الوزارة، وقد أثبت في هذا المنصب الرفيع جدارة وكفاءة شهد له بها كل من تعامل معه.
ومع مرور الوقت، أخذ نفوذ اليازوري يزداد لدى أم الخليفة، فعينت ابنه محمد نائباً لوظائف والده، كما عينت ابناً آخر له على قضاء الشام، وقد تعاظم نفوذ اليازوري في البلاط الفاطمي ومفاصل الدولة، حتى لقب بـ «سيد الوزراء»، كما منحه الخليفة لقب «الوزير الأجل والمكين»، وكان ذلك العصر معروفاً بانقلاباته وصراعاته السياسية، وقد تآمر البعض ضد اليازوري، الأمر الذي انتهى بمقتله سنة 450 هجرية، بعد أن تخوف البعض من توسع سلطاته ونفوذه في الدولة الفاطمية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©