الأربعاء 15 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محمية الوثبة.. جنة فوق مسطحات رطبة

محمية الوثبة.. جنة فوق مسطحات رطبة
31 يناير 2020 00:02

لكبيرة التونسي (أبوظبي)

باتت محمية الوثبة التي تمتد على مساحة خمسة كيلومترات، وجهة الباحثين عن الهدوء في أحضان الطبيعة، حيث اختارت طيور الفلامنجو التي تعد من أجمل طيور العالم، الأراضي الرطبة في الإمارات وتحديداً في أبوظبي ملاذاً شتوياً، ما جعلها نقطة جذب لآلاف الزوار الذين يقصدون المحمية، الواقعة على بعد 40 كم جنوب شرق مدينة أبوظبي، من أجل مشاهدة طيور الفلامنجو الكبير، وهي تجول في ربوعها مشكلة لوحات بيئية آسرة.
أجواء نابضة بالحياة يبثها هذا الطير المهاجر الاجتماعي، ما جعله علامة من علامات محمية الوثبة التي تعد من المواقع الرطبة المهمة بيئياً على المستوى الدولي، فقد أُدرجت في العام 2018 على القائمة الخضراء التابعة للاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة ومواردها.
وتمتاز طيور الفلامنجو الكبير، التي تعرف محلياً باسم «الفنتير»، بألوان زاهية تشيع البهجة في المكان الذي تتواجد به.
وتقصد «الفلامنجو» دولة الإمارات العربية المتحدة لقضاء فترة الشتاء ما بين سبتمبر وأكتوبر من مناطق بعيدة، مثل كازاخستان وبحر قزوين، حيث تقضي أشهر الصيف، إلا أنه يمكن مشاهدة طيور الفلامنجو في الإمارة على مدار العام، فهي تمثل نحو 20% من الطيور المسجلة، في الدولة.
إلى ذلك، قال أحمد الهاشمي، المدير التنفيذي بالإنابة لقطاع التنوع البيولوجي البري والبحري هيئة البيئة أبوظبي، إنه يتم تسجيل نحو 20 ألف طائر في الدولة خلال فصل الشتاء، النسبة الأكبر منها تسجل في إمارة أبوظبي، حيث يمكن مشاهدة معظمها على طول الساحل في المناطق المدية وفي المياه الضحلة، كما يمكن مشاهدتها في المناطق الداخلية الرطبة، وخاصة محميتي بو السياييف البحرية، والوثبة للأراضي الرطبة.
وتبدو جهود هيئة البيئة – أبوظبي واضحة في الحفاظ على هذا النوع من الطيور واتخاذ العديد من التدابير لحمايته، حيث أكد الهاشمي أن الهيئة تتخذ تدابير إدارية لضمان تكاثر طيور الفلامنجو في محمية الوثبة للأراضي الرطبة، منها الحفاظ على الموائل والأنواع، وتوفير بيئة آمنة للحياة الفطرية، وحماية الأنواع من الحيوانات المفترسة، وضمان مستويات المياه المثلى والأهم من ذلك توفير جزيرة تعشيش اصطناعية داخل أحد المسطحات المائية أثبتت أنها مفيدة جدًا لتربية الطيور، ومنذ العام 2011، تتم عمليات التكاثر على هذه الجزيرة الاصطناعية.
وأوضح أن هيئة البيئة – أبوظبي أجرت دراسات حول حركة هجرة أنواع مختلفة باستخدام أجهزة التتبع عبر الأقمار الاصطناعية، وفّرت نتائجها معلومات حول أنماط هجرة الطيور، وتحديد المواقع المهمة محلياً في مسارات هجرتها، لافتاً إلى حرص الهيئة على إبقائها أطول فترة ممكنة من خلال حماية موائلها.
وقال إن الإمارات انضمت إلى معاهدة المحافظة على الأنواع المهاجرة في 2016، لتؤكد التزامها بالمحافظة عليها بما يشمل الفلامنجو الكبير.
ويسهم برنامج رصد الطيور البرية الذي تنفذه الهيئة شهرياً لجميع المواقع الساحلية والأراضي الرطبة الداخلية في توفير بيانات مهمة لتقييم أعداد الفلامنجو الكبير في الإمارة، وفهم التغيرات الموسمية والسنوية.

حقائق مثيرة
* تستمد طيور الفلامنجو لونها الوردي من طبيعة الغذاء الذي تتناوله، والذي يتضمن روبيان وبلانكتونات وطحالب وقشريات.
* يتزاوج طائر الفلامنجو مرة واحدة، ويضع بيضة واحدة خلال موسم التكاثر.
* الفلامنجو الكبير طائر اجتماعي، حيث يقوم بالتعشيش في مستعمرات كبيرة وكثيفة العدد.
* يستخدم أقدامه ذات الوترات لتقليب الأرض التي يقف عليها، ثم يدفن بها منقاره ليمتص الطين والماء ويستخرج الغذاء من بينها.
* منقاره مصمم ليكون مثل الفلتر يستخرج الغذاء من السائل قبل أن يلفظ الأخير.
* عشه ذو شكل مخروطي مصنوع من الطين يعلوه تجويف ضحل.

التكاثر محلياًً
قال أحمد الهاشمي، المدير التنفيذي بالإنابة لقطاع التنوع البيولوجي البري والبحري هيئة البيئة أبوظبي، حول تكاثر تلك الطيور في الدولة، إن أول عملية تكاثر ناجحة لطيور الفلامنجو في محمية الوثبة للأراضي الرطبة سجلت في العام 1998، والتي أعلنت المنطقة على إثرها محمية طبيعية، كما اكتشف خبراء هيئة البيئة - أبوظبي تكاثر الفلامنجو في محمية بو السياييف البحرية في العام 2009، حيث سجلوا نحو 800 فرخ. ولم يتم تسجيل المزيد من عمليات التكاثر في هذه المحمية مرة أخرى، وفي العام 2011 بدأت طيور الفلامنجو تتكاثر مرة أخرى في محمية الوثبة للأراضي الرطبة، حيث تم تسجيل 18 فرخًا، موضحاً أن تكاثر الفلامنجو في جميع السنوات اللاحقة تم في فصل الصيف مع تسجيل تكاثره مرة واحدة في فصل الشتاء. وفي العام 2020، بلغ عدد الأفراخ 714 فرخًا، وهو أكبر عدد يتم تسجيله في المحمية، التي شهدت تكاثر هذا الطائر المميز للمرة الحادية عشرة على التوالي في السنوات الأخيرة.

حماية قانونية
«الفلامنجو الكبير» من الطيور المحمية في دولة الإمارات العربية المتحدة، بموجب القانون الاتحادي رقم 24 لسنة 1999، الذي يحظر قتل أو محاصرة أو جمع بيض الطيور البرية، وأشار الهاشمي إلى وجود منطقتين محميتين في أبوظبي، محمية الوثبة للأراضي الرطبة ومحمية بو السياييف، وهما يضمنان حماية نسبة كبيرة من هذا النوع من الطيور في الإمارة. بالإضافة إلى ذلك يوفر متنزه القرم الوطني والمناطق المجاورة ملاذاً لعدد كبير من طيور الفلامنجو الكبير.

أوقات العمل
تفتح محمية الوثبة أبوابها أمام الزوار من الساعة الثامنة صباحاً إلى الرابعة عصراً، من السبت إلى الخميس، في الفترة من الأول من أكتوبر، وحتى الثلاثين من أبريل كل عام.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©