الخميس 16 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«قمم» أفسدها «الزمان» !

«قمم» أفسدها «الزمان» !
5 أكتوبر 2019 00:00

عمرو عبيد (القاهرة)

يرسم تقدُّم الزمن غضوناً على خرائط العالم، جغرافية أم سياسية، ورياضية أيضاً، يُخفي إمبراطوريات وعمالقة، ويُظهر قوى جديدة، ويُغيّر كل شيء، وفي ظل هذا التسارع الزمني الهائل، يقاتل الكبار من أجل البقاء، والحفاظ على هيبتهم التاريخية، لكن البعض يهوي في مجرى الزمن، لا يبقى من تاريخه سوى ذكريات وأمجاد قديمة، ويرفض الاعتراف بالواقع الجديد، يحلم عشاقه بموعد العودة، لكنه في كثير من الأحيان، لا يعود أبداً، ومنذ بداية القرن الحالي، غابت هيبة قوى كروية كبرى عن الساحة العالمية، أو توارت خلف الأضواء، لأنها لم تتمكن من مجاراة هذا التغيير، الذي لا يرحم من أخفق إدارياً أو مالياً أو فنياً، وباتوا جميعاً أسرى للزمن القديم!

قمة الملل
ولم يكن غريباً أن تنعت الصحف الإنجليزية قمة مانشستر يونايتد وأرسنال، التي أقيمت في الجولة السابعة من البريميرليج، بقمة الملل الباهتة، والأمر لم يقتصر على انتهاء المواجهة بالتعادل، بهدف لكل فريق، والدور الكبير الذي لعبته تقنية الفيديو في حسم النتيجة، بل امتد للمستوى الهزيل الذي قدمه العملاقان اللذان كانت قمتهما في أولد ترافورد، تخطف القلوب والأبصار في العالم بأكمله، ولم تخطئ صحيفة تيلجراف أو ميرور، عندما قالتا إن القمة صارت جزءاً من الماضي، بعدما تراجع مستوى الكبيرين، وباتا ضمن أندية الوسط في الكرة الإنجليزية، وفي ظل سيطرة البلومون على الكرة المحلية، والصراع الجديد المشتعل مع الريدز، ابتعدت بقية الفرق، التي يُطلق عليها صفة، الكبار، والدليل أن الجانرز، صاحب الترتيب الرابع حالياً، يبتعد عن قمة ليفربول، بفارق 9 نقاط بعد 7 جولات فقط، في حين يحتل البلوز المركز السابع، ويأتي الشياطين في الترتيب العاشر، ولهذا حملت تقارير صحف إنجلترا الكثير من المرارة، بعد مقارنة أيام المعارك الخالدة بين السير أليكس فيرجسون وغريمه أرسين فينجر، وبين ما يحدث الآن.

انطفاء غضب ميلانو
قبل 110 أعوام، انطلق ديربي ميلانو الناري، وشهد فوز ميلان على إنتر بنتيجة 3/‏2 في البطولة الإيطالية، حسب مُسمّاها آنذاك، وبعد مرور السنوات، وزيادة التنافس وروعة الأداء، أطلق عليه عشاق الكالشيو لقب، «ديربي الغضب»، لكن هذا الوصف اقتصر في الآونة الأخيرة على عناوين وأغلفة الصحف الإيطالية فقط، لأن المستوى الذي ظهر به الفريقان في السنوات الماضية، بدا بعيداً تماماً عن روعة التاريخ القديم، وزاد انطفاء بريق الديربي بسبب تراجع الروسونيري، وانهيار هيبته المحلية، وكذلك العالمية، بعدما صارت أمنية الشياطين الكبرى، محاولة التأهل إلى دوري الأبطال القاري، برغم أنه كان أحد كبار المتوّجين بألقابه في 7 مواسم، والمثير للدهشة أن ميلان الكبير لا يدرك أين تكمن الأزمة، ولا يستطيع القيام بثورة تغيير، برغم أن غريمه النيرأتزوري، بدأ عهداً جديداً مع كونتي، ويسعى بكل قوته لتقديم موسم استثنائي هذه المرة

نزهة ميرسيسايد ومانشستر الزرقاء
يُعتبر «ديربي ميرسيسايد»، أحد أقدم القمم الكروية في العالم، وهو الأعرق في إنجلترا، واتسم قديماً بالشراسة والقوة والبطاقات الملونة، لأن ليفربول وإيفرتون، جاران لدودان، وبعد 125 عاماً و 233 مواجهة، لم يعُد هذا الديربي مثلما كان في الزمن القديم، ربما تهتم به الصحافة والجماهير الإنجليزية، لكن المستوى الفني والفارق الكبير بين الفريقين، يضعه في مرتبة عادية ضمن قمم العصر الحالي، ولم يتمكن التوفيز من تحقيق الفوز فيه منذ 10 سنوات، وخلالها فاز الريدز 9 مرات وتعادلا في 10 مباريات، وبات الأمر بمثابة نُزهة للعملاق الأحمر، أمام الفريق الأزرق، الذي لم يحصد أي بطولة كروية منذ 24 عاماً.
ويظهر «ديربي مانشستر» بصورة مختلفة، بعدما صبغه السيتي بلونه الأزرق السماوي في السنوات الأخيرة، حيث حقق الفوز في آخر 3 مواجهات متتالية، من إجمالي 6 انتصارات له خلال 10 سنوات، بدأها في أكتوبر 2011، بانتصار تاريخي لا يُنسى، بنتيجة 6/‏1، وفي العهد الظبياني، قلب السيتيزن الطاولة فوق رأس الشياطين، بعدما حصد السماوي 3 ألقاب في البريميرليج خلال آخر 6 مواسم، بينما كان آخر تتويج ليونايتد في موسم 2012/‏2013، وبعد توهج وسيطرة البلومون المحلية في المواسم الأخيرة، تمثّل أفضل إنجازات غريمه في لقب يوروبا ليج قبل 3 سنوات!

ديربي الصمت وقمم باهتة
في الموسم الماضي، وصفت الصحف المصرية مباراة القمة بين الأهلي والزمالك بـ «قمة الملل»، بعد انتهاء ديربي القاهرة بنتيجة سلبية، وفي ملعب تحوّل إلى بحيرة مائية آنذاك، وبدأت الصحافة المصرية في إطلاق اسم الديربي على تلك المواجهة، بدلاً من القمة، في ظل المدرجات الصامتة، الخالية من الجماهير، باستثناء مواجهة السوبر المحلية الأخيرة، وفي ظل حالة الشد والجذب بين جماهير الفريقين، لم تعد قمة القاهرة ممتعة ومثيرة، مثلما كانت من قبل، وهو ما دفع الصحف العالمية لوضعها ضمن أشهر مواجهات الديربي العالمية، لكن سيطرة فريق القلعة الحمراء على نتائج الديربي في القرن الحالي، غيّرت من طبيعة المنافسة بين الغريمين، برغم اشتعالها خارج الحدود الخضراء، وفاز الأهلي بـ 49% من مواجهاته أمام الزمالك في السنوات الأخيرة، مقابل 17% لفريق القلعة البيضاء.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©