السبت 25 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

رواية «ليال بلا نوم».. جوهرة من القارة السمراء

رواية «ليال بلا نوم».. جوهرة من القارة السمراء
15 يوليو 2019 01:52

محمود إسماعيل بدر (أبوظبي)

يمثل الأدب الأفريقي الآن أيقونة مهمّة في ساحة الأدب العالمي، لما له من سمات خاصّة في توجهه الإبداعي، انطوت في كثير من الأحيان على هوية إنسانية ومحلّية خاصّة به، حيث يكتب عدد كبير من أدباء أفريقيا باللغات الفرنسية والإنجليزية والبرتغالية والإسبانية. وقد عاشت أفريقيا حياة مريرة طوال تاريخها، وظهر أدبها أول ما ظهر خارج القارة على يد الأفارقة الذين سيقوا منها عنوة إلى القارة الأميركية الشمالية والجنوبية، قبل أن يتمكن أبناؤها داخل القارة من تفعيل رسم الخطوط العريضة للأدب الأفريقي المحلّي فيها.
على الجانب الآخر نجد أن القارّة الأفريقية قد تفاعل فيها الفن الروائي، وأخرج لنا العديد من الكتّاب الذين بصموا هذا النوع من الكتابة السردية بإبداعاتهم ومنجزهم الروائي المتفرّد.
ويعدّ العاجي «آرو سابانا بارو» من الأسماء اللامعة في مسيرة أدب «كوت ديفوار» التي كتبت أدباً إنسانياً رفيعاً، عبّرت به عن ذاتها والتمرد السائد في الرؤية والبحث عن الحرية والهوية للإنسان الأفريقي، أما مفتاح حياته الروائية، فيوجد في روايته الشهيرة (ليال بلا نوم) الصادرة عام 2014 عن دار (هارماتان - كوت ديفوار) وهي قصة مغامرات مثيرة عن ثلاثة أيتام صغار مقيدين بالمصير نفسه، حيث يقضون لياليهم بلا نوم، ولا يعرفون كيف يتصرفون في مواجهة هذه الحياة التي تؤلم، وقوانينها الميكانيكية المعقدة.
يقول بارو: «يجب علينا القتال في هذه الحياة المريرة القاسية، وبذل كل جهد للمضي قدماً»، وهذه الرواية الكبيرة في معناها ودلالاتها هي وفق مؤلفها: «أناقش في عملي هذا موضوعات الطفولة المسحوقة في ظل الفساد والظلم والرشوة وتضارب الهوية والثغرات في نظام التعليم الإيفواري، من أجل عالم أكثر إنصافاً وعدالة».
وفي السياق، أشاد الناقد الأدبي ريشارد اغبيلي ببساطة لغة الرواية ورصانة أسلوبها، واصفاً إياها بأنها «جوهرة في الشكل والمضمون». وقال إن النقاط التي تثيرها معروفة لدى الجميع لكن طريقة معالجتها هي التي صنعت الفرق وميزت هذا العمل عن سواه، بسبب محافظتها على أصول الرواية، وكتابتها الفنية بدقة متناهية.
تجسد رواية «ليال بلا نوم» إحدى الروائع في المشهد الأدبي في ساحل العاج- كوت ديفوار-، كونها تجسد سوسيولوجيا الحياة في هذا البلد المضطرب، بصورة نموذجية واقعية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©