الأربعاء 15 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نحو عبور البرزخ

نحو عبور البرزخ
27 ابريل 2011 21:35
ساهمت الجغرافيا في قيام علاقات تاريخية بشرية وتجارية موغلة في القدم تعود إلى القرن الخامس قبل الميلاد بين منطقة الخليج والساحل الشرقي الإفريقي ومن ثم مع مناطق أخرى في إفريقيا، وعلى الرغم من هذه الصلات العميقة الجذور فإن حجم التعاون الخليجي ـ الإفريقي ما يزال محدودا، بل ويواجه تحديات جديدة بعد ظهور النفط في العديد من دول إفريقيا، الأمر الذي يدفع الباحث محمد عاشور مهدي في كتابه “العلاقات الخليجية ـ الإفريقية الواقع وآفاق المستقبل” إلى محاولة البحث في واقع تلك العلاقات والإجابة عن مجموعة من الأسئلة التي تتعلق بمستقبل هذه العلاقة بعد أن يبحث في تاريخ تلك العلاقات من حيث دلالاتها ومستوياتها البشرية والاقتصادية والثقافية. الأفق التاريخي للعلاقة لاشك أن الجغرافيا قد لعبت دورا هاما في التأسيس لتلك العلاقة وتطورها، حيث شهد البحر الأحمر وبرزخ السويس ومن بعد وادي النيل والصحراء العربية الكبرى حركة انتقال للبشر في الاتجاهين. كذلك ساهم هذا القرب في جعل عرب الخليج والجزيرة العربية هم أول من وصل إلى الساحل الشرقي لإفريقيا. ويضيف الباحث أن هؤلاء المهاجرين في الاتجاهين قد حملوا معهم حضارتهم القديمة. وعلى الرغم من هذه العلاقة التاريخية فإن الباحث يشير إلى مسألة هامة تتمثل في ضعف تلك علاقة التعاون بين الجانبين في الوقت الراهن بالرغم من التحديات المشتركة التي تواجه الجانبين، والتي تتطلب وجود تعاون مشترك واسع وكبير. أما على مستوى المؤلفات التي تناولت العلاقة بالتحليل والدراسة فيرى أنها ما تزال محدودة، وتركز على البعد التاريخي والديني لتلك العلاقة، أو على العلاقات الثنائية بين هذه الدولة الخليجية وإفريقيا، وهي كتابات تتسم بطابعها الموسمي. ويتخذ الباحث من عقد الستينيات في القرن الماضي بداية لنشوء العلاقات الخليجية ـ الإفريقية بالمعنى الحقيقي لأن هذا العقد كان بداية حصول تلك الدول على استقلالها الحقيقي، في حين حافظت العلاقات التجارية والبشرية على استمراريتها حتى في ظل وجود الاستعمار. إن فهم حقيقة هذه العلاقة يتطلب من الباحث دراسة الإشكاليات التي يواجهها البحث على هذا المستوى، خاصة في ظل العلاقات المتطورة التي تقيمها دول الخليج مع مناطق أخرى من العالم، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية. ومما يزيد من ضرورة مواجهة التحديات التي تواجهها العلاقة بين الطرفين في ظل التحولات الدولية والإقليمية ظهور النفط الإفريقي الذي يزداد الحديث عما يمكن أن يشكله من بديل عن نفط الخليج نظرا لكونه أقل تسيسا وأكثر قربا من السواحل الأمريكية، ما يمكن أن ينعكس على واقع تلك العلاقة وينقلها من مستوى التعاون المشترك إلى مستوى التنافس المفتوح، واستخدام كل طرف من جانب القوى الكبرى للحصول على أقصى ما تستطيع من الطرف الآخر. ينشغل الباحث كما يقول في مقدمة الكتاب بتبين مدى التأثير الذي يمكن أن تمارسه التحولات الدولية والإقليمية على العلاقة بين دول مجلس التعاون الخليجي وإفريقيا، وبالدور الذي تلعبه العوامل الخارجية في منع تنشيط تلك العلاقات. وقبل البحث في تلك الجوانب يقدم عرضا مكثفا للدراسات التي سبق ونشرت حول تلك العلاقات، ينتقل بعدها لدراسة التأثير المفترض للتحولات الدولية على هذه العلاقات بدءا من مرحلة انتهاء الحرب الباردة بعد أن عانت المنطقة الإفريقية ـ العربية من آثار انهيار القطبية الثنائية وتسيد القطب الوحيد على العالم وما رافق ذلك من اتساع دائرة نظام العولمة الجديد، وانعكاسه على واقع الدول الصغيرة، لاسيما بعد حرب الخليج الثانية وأحداث 11 سبتمبر وإعلان الحرب على الإرهاب، ما يجعل تلك التحديات المشتركة تستوجب تعزيز العلاقات الخليجية- الإفريقية خصوصا والعربية- الإفريقية عموما. بعد هذا التمهيد يتحدث الباحث عن مؤسسات التفاعل الخليجي ـ الإفريقي وأطرها، حيث تتنوع مؤسسات التفاعل القائمة بينهما وتتنوع مستوياتها، لكنه يميز بين أربعة مستويات أساسية منها هي، المؤسسات والمنظمات الدولية التي يشارك فيها الجانبان، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، والمؤسسات الإقليمية المعنية مباشرة وغير مباشرة بقضايا تلك العلاقات ، ثم مؤسسات التعاون الخليجي الجماعي، والمؤسسات والصناديق التنموية والاستثمارية الخليجية، وأخيرا الروابط الخيرية الخليجية الرسمية وغير الخليجية العاملة على الساحة الإفريقية، حيث تمتلك الدول الخليجية منفردة ومجتمعة شبكة متنوعة من مؤسسات وأطر التعاون الثنائي مع إفريقيا، وهي مؤسسات إما رسمية أو شبه رسمية مثل المؤسسات الخيرية والدعوية والمنتديات الاقتصادية، إلى جانب صناديق التنمية الخليجية مثل صندوق أبوظبي للتنمية الذي أنشىء عام 1971 بهدف تحقيق التنمية والاستثمار في برامج اجتماعية، من خلال القروض المقدمة لتمويل المشروعات التي تساعد على الحد من الفقر وتحسين ظروف معيشة السكان الإفريقيين ، وقد بلغ إجمالي القروض المقدمة من قبل الصندوق أو التي أشرف عليها حوالي 23 مليار درهم إماراتي. معوقات العلاقات يركز البحث في هذا الفصل من الكتاب على التفاعلات الدبلوماسية باعتبارها تمثل مؤشرا لقياس حجم العلاقات وتحديد طبيعتها بين الطرفين، خاصة وأن تطور العلاقات بين أي بلدين في العالم يرافقه تطور في حجم التمثيل الدبلوماسي. وفي هذا المستوى يناقش واقع التمثيل الدبلوماسي لدول مجلس التعاون الخليجي لدى إفريقيا والذي يشير إلى وجود ثقل دبلوماسي كبير فيها، إذ يصل حجم البعثات الدبلوماسية لدول الخليج إلى 69 بعثة أو قنصلية بحيث يفوق ذلك تمثيل أي من القوى الدولية الكبرى. وبعد العرض يسجل عددا من الملاحظات على توزع خريطة هذا التمثيل وأسبابه لينتقل بعدها لدراسة التمثيل الإفريقي لدى دول مجلس التعاون الخليجي والذي يبلغ 109 بعثات دبلوماسية من ضمنها 49 بعثة لعشر دول عربية إفريقية، ثم يقدم مجموعات ملاحظات على هذا التمثيل . وينتقل من دراسة العلاقات الدبلوماسية إلى دراسة واقع العلاقات الاقتصادية على المستوى التجاري الذي شهد تضاعفا في حجم الصادرات الخليجية إلى الاتحاد الإفريقي ودول جنوب الصحراء ست مرات خلال عقد من الزمن، بينما تضاعفت التجارة البينية ثلاث مرات بين الجانبين خلال سبع سنوات مضت. كذلك يعرض للتعاون التنموي بين الصناديق الخليجية ودول إفريقيا والذي تميز بتعدده وتنوعه في الإسهامات، لكنه يسجل ملاحظة حول عدم انعدام وجود للصناديق السيادية الخليجية على خلاف صناديق الأسواق المالية والبورصات الغربية إلى جانب وجود الصناديق التنموية الجماعية . من جهة أخرى يوضح التوزيع القطاعي للمساعدات الخليجية للدول الإفريقية ليصل إلى البحث في دراسة معوقات تلك العلاقة التي يوزعها على معوقات عامة يقوم بتعدادها، ومعوقات مرتبطة بالجانب الإفريقي وأخرى بالجانب الخليجي لينتقل إلى البحث في مواقف الطرفين من تلك العلاقة . وفي نهاية الكتاب يقدم الباحث مجموعة من الملاحق ببيان تلك العلاقة وثبت بالمراجع التي استعان بها في هذه الدراسة التي تميزت بالتركيز والبحث الموضوعي. عناوين ومضامين «قمر أَم حبة أَسبيرين» لمحمَّد حلمي الرِّيشة صدرت مؤخراً عن “دار فضاءات للنَّشر والتَّوزيع” في عمَّان، المجموعة الشِّعريَّة الجديدة: “قمرٌ أَم حبَّة أَسبيرين” للشَّاعر والباحث والمترجم محمَّد حلمي الرِّيشة، وقد وقعت المجموعة في (262) صفحة من القطع المتوسط. قسَّم الشَّاعر مجموعته إلى قسمين هما: “قمر لا يليق بضوئه”، و”قوارب ورقيَّة”، واحتوى القسم الأوَّل على سبعةِ نصوصٍ، في حين احتوى القسم الثَّاني على تسعة نصوص. قدَّمت الشَّاعرة والنَّاقدة د. أسماء غريب قراءةً/ مقاربةً متميَّزة للمجموعة تحت عنوان: “قمر الفرجار وقواربه”، وقد ثُبِّت النَّاشر على الغلاف الخلفيِّ أواخر تلكَ القراءة التي جاء فيها: “لكن الأهم من هذا كلّه، هو أنه على عكس ما قد يبدو للقارئ في كون الحضور الأنثوي هو قرين الموت، والشبقية، والعتمة، عبر استحضار وجوهٍ نسائية، لم يُروّج التاريخ من صورتهن إلا هذا الجانب المادي، فإن الشّاعر كان أذكى من أن يسقط في مثل هذا الفخ؛ فامرأته الحاضرة في الديوان هي شقيقة القصيدة والحياة، بل هي القصيدة والحياة ذاتها، وهي النور بعد الظلام. هي حاملة سرّ الهمس والبوح، وهي ثراء الحرف، الحافظة لثمرة التجربة والخبرة الأبجدية. هي الحضور الشعلة الذي يقود كل من اكتوى بنار الإبداع نحو الغنى الحقيقي والمعنى الأصلي لكل الأشياء؛ المعنى الذي يحوّل برودة القمر وشحوبه إلى جزيرة من الوهج الذي يفيض حبرًا فوق الورق، ويصيره إلى قوارب تبحر في اتجاه الغيث والمطر. المرأة، إذًا، هي القوة الكامنة في الفراغ، وهي كينونة كل فضاء فسيح بين قطبين، وهي الذات التي تملك قوة تحويل الممكن إلى حقيقة تشعّ وسط عالم من الفوضى والخراب. إنها في النهاية بلا انتهاء فراشة الاستيقاظ الفجري نحو النصر والعزة، بعد سفر شاقّ تجاه النور. إنها الفراشة التي تخرج من شرنقتها كي تتحرر من شبقيتها ولعابها في اتجاه يوم جديد كامل ومكتمل تتحد فيه مع شجرة النبوة والحكمة والملك والشعر الأبدي!” يذكر هنا أَن هذه المجموعة الشِّعريَّة الجديدة، هي المجموعة الرابعة عشرة للشاعر، إضافةً إلى أعماله الأدبية الأخرى في البحث والترجمة. «فضفضيلي» لرانيا عبد الغفار “فضفضيلي” هو عنوان الكتاب الأول للمصرية رانيا عبد الغفار ـ إصدار خاص ـ ومنحته تصنيف قصة قصيرة. الكتاب يقع في 99 صفحة من القطع الصغير، وهو عبارة عن نص سردي استخدمت فيه الكاتبة اللهجة المحكية في الحوارات التي تدور بين الشخوص لكي تضفي عليه مزيداً من الواقعية، التي أرادتها الكاتبة تكملة للفكرة الوحيدة في الكتاب، وهي ما تحكيه النساء عما يتسبب لهن به أزواجهن من آلام. تدخل رانيا عبد الغفار في كتابتها إلى عوالم العلاقات الموازية للأزواج، وتجعل من نفسها محل فضفضة الزوجات المحزونات فتعكسها على صفحات كتابها. النفس السردي الذي يغلف الكتّاب لم يقترن بالعناصر اللازمة لبناء عمل روائي أو قصصي، لذلك ظل في إطار فضفضة النساء لبعضهن بعضاً، أو لمن تثقن بها، وهو ما يجعل منه نصاً واقعياً قبل أي شيء آخر.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©