«حبة البازلاء» يتحدى خبرات «النجم الأسطوري»

في نهاية موسم 1997 – 1998 كان أسطورة الريال السابق، وملهم شالكه الحالي راؤول جونزاليس يحتفل بلقبه الأوروبي الأول مع النادي الملكي، بينما كان الشاب الواعد خافير هيرنانديز نجم هجوم مان يونايتد، وأحد أهم اكتشافات أليكس فيرجسون طفلاً صغيراً لم يطرق أبواب العاشرة من العمر. ومساء اليوم سيكون النجم الأسطوري، والشاب الواعد وجهاً لوجه في صراع على هز الشباك، ومن المتوقع أن تكون المواجهة بينهما أحد أهم بواعث الإثارة في مواجهة الليلة بين “الملكي الأزرق”، و”الشياطين الحمر” في ذهاب الدور قبل النهائي لدوري الأبطال. كما أن المواجهة بينهما تجسد مشهداً حياً لصراع وتنافس الأجيال، حيث يقترب راؤول من وداع ميادين الساحرة المستديرة بعد 16 عاماً، منها 15 موسماً مع الريال، وموسم واحد مع شالكه، بينما يتأهب “حبة البازلاء الصغيرة” كما يلقبونه في بلاده لبداية المشوار، حيث نجح في قهر مخاوف البدايات، وتمكن من تسجيل 19 هدفاً في أول مواسمه مع “الشياطين الحمر”، في سابقة هي الأولى من نوعها لأي لاعب محترف في أحد الأندية الأوروبية العملاقة. صفقة القرن لم يكن وين روني نجم مان يونايتد يرغب في توجيه بعض كلمات المحاباة والمجاملة في حق هيرنانديز حينما قال عنه عقب نجاحه في تسجيل هدف الفوز على حساب إيفرتون في آخر مباريات الفريق ببطولة الدوري الإنجليزي، حيث نجح هيرنانديز في تسجيل 19 هدفاً في 40 مباراة منذ أن وطأت أقدامه أرض الأولد ترافورد معقل مان يونايتد الصيف الماضي، ووفقاً لتحليل نشرته صحيفة التلجراف البريطانية فإن “حبة البازلاء الصغيرة” هو اللاعب الأكثر تأثيراً في مسيرة يونايتد خلال الموسم الحالي قياساً بعدد الأهداف المؤثرة التي سجلها، وعدد النقاط التي جلبها النجم الصغير للفريق الإنجليزي في بطولة الدوري، كما أشاد التقرير بالأداء الذي يقدمه في دوري الأبطال، حيث نجح في تسجيل 4 أهداف مؤثرة، وهو يتصدر لائحة هدافي الشياطين الحمر في البطولة. وبات من المتوقع أن يحصل هيرنانديز على مكان في التشكيلة الأساسية على حساب الهداف البلغاري ديميتار برباتوف صاحب الـ 22 هدفاً، ولكن ما يحسب لهيرنانديز إنه لم يكلف خزائن مان يونايتد أكثر من 7 ملايين جنيه إسترليني، فيما بلغت تكاليف صفقة الحصول على برباتوف أكثر من 30 مليون جنيه إسترليني، وهي الصفقة الأغلى في تاريخ “الشياطين الحمر”، كما أشاد أليكس فيرجسون باللاعب الواعد، مؤكداً أنه يشعر بسعادة غامرة لأنه كان موفقاً في جلب اللاعب إلى الأولد ترافورد، وأشار فيرجسون إلى أن هيرنانديز من أهم الصفقات التي أبرمها طوال مسيرته مع الفريق التي بدأت 1986. وقال فيرجسون تعليقاً على أداء النجم المكسيكي الشاب: “هيرنانديز قدم أداءً يتفوق على أي لاعب يخوض عامه الأول وتجربته الاحترافية الأولى في فريق كبير، فقد كنا لا نطمح إلى ما هو أبعد من اندماجه مع الفريق من خلال بعض المباريات، ولكنه استغل الفرض التي أتيحت له، وأصبح أحد أهم العناصر المؤثرة في صفوف الفريق، كما أنه نموذج للاعب كرة القدم المحترف والمنضبط، فهو الأول في الحضور خلال التدريبات الصباحية، حيث يوجد في النادي قبل التاسعة صباحاً، وهو آخر المغادرين عقب نهاية التدريبات، إنه هدية من السماء للمان يونايتد” يذكر أن هيرنانديز بدأ مسيرته الاحترافية مع فريق جوادا لاخارا “وادي الحجارة” المكسيكي موسم 2006 –2007، ونجح خلال مشواره مع الفريق في تسجيل 29 هدفاً في 80 مباراة، وحصل على لقبين قبل أن يشد الرحال صوب قلعة المان ليواصل رحلة التـألق، حيث تمكن من إحراز 19 هدفاً في 40 مباراة ليصبح مجموع أهدافه 48 هدفاً في 120 مباراة، كما تمكن “حبة البازلاء الصغيرة” فرض نفسه على تشكيلة المنتخب المكسيكي، فقد شارك في 23 مباراة دولية محرزاً 14 هدفاً منذ انضمامه إلى صفوف المنتخب المكسيكي 2009. أسطورة كروية ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن راؤول: هو أسطورة كروية، لكنه يشعر “كما لو كان طفلا”، يعيش “خبرات جديدة” كل يوم، رغم أنه قضى نصف عمره محترفاً، فقد حقق راؤول جونزاليس في ألمانيا واحداً من أقدم الأحلام في تاريخ البشر: الجمع بين أمل الشباب وخبرة النضج، ولديه سر المعجزة”. وبينما يواصل اللاعب إحراز النجاح والأهداف، سجل 18 هدفاً في الدوري والكأس ودوري الأبطال، ويشعر راؤول بسعادة، حيث تبدو له ألمانيا مكاناً مثالياً للعيش: “أعرف أناساً كثيرين أتوا لقضاء عام أو اثنين ومرت عليهم الآن 20 أو 30 عاماً”، دون أن يستبعد البقاء في البلاد بعد اعتزاله. وقال “إنه قرار شخصي أكثر، سيكون علي أن أقيم كل شيء، لكنني أيضاً لا أستبعده، الآن نحن سعداء هنا، وإذا ما خطر لنا البقاء ثلاثة أو أربعة أعوام فربما قد نفعل، لكنني أعتقد أن الحياة يجب أن تعاش يوماً بيوم وعبر اتخاذ قرارات على المدى القصير”. في هذه الأثناء يبدو الأمر الوحيد المؤكد هو تبقي عام للاعب مع شالكه، أو ربما أكثر: “ذلك يعتمد على النادي، أنا سعيد” مع الفريق: “لن أضع أي عائق لو أرادوا استمراري، لن يكون هناك الكثير كي نتفاوض بشأنه”. ويملك النجم الكبير راؤول أكثر من رقم قياسي يصعب على أي لاعب تحطيمه في المستقبل القريب، فهو اللاعب الأكثر تسجيلاً للأهداف في تاريخ الريال بـ 323 هدفاً، أحرزها في 741 مباراة، وهو الأكثر مشاركة في المباريات في تاريخ النادي الملكي، وهو صاحب الرقم القياسي لأكثر اللاعبين مشاركة دوري الأبطال بـ 142 مباراة، وصاحب الرقم القياسي لأكثر اللاعبين تسجيلاً للأهداف في تاريخ البطولة برصيد 72 هدفاً، كما نجح راؤول خلال مشواره مع الريال في حصد 16 بطولة أهمها 6 ألقاب للدوري الإسباني، و3 ألقاب لدوري أبطال أوروبا.