الإثنين 13 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

البرازيل تشعل المنافسة في سوق السيارات العالمية

البرازيل تشعل المنافسة في سوق السيارات العالمية
29 مايو 2010 23:09
تسعى البرازيل هذا العام جاهدة للتفوق على ألمانيا التي تحل رابع أكبر سوق للسيارات في العالم، وذلك على ضوء استمرار ارتفاع الطلب على السيارات في سوق البرازيل الذي تجاوزت وتيرته الدول المتقدمة. وأدى التوسع الاقتصادي المدفوع بموارد البلاد الغنية، إلى نمو قوي في شراء السيارات في العام الماضي الذي استمر حتى بعد انقضاء فترة التحفيزات الحكومية التي تم تقديمها بعد انقشاع سحابة الأزمة المالية في نهاية 2008. وحلت البرازيل في المركز الخامس كأكبر سوق للسيارات في العالم في العام الماضي بعد الصين، وأميركا، واليابان، وألمانيا، بإنتاجها البالغ 3,1 مليون سيارة. وتتوقع شركة “فولكس فاجن” وهي ثاني أكبر شركة سيارات في البرازيل من حيث الإنتاج بعد “فيات”، نمواً في سوقها يصل إلى 7% هذا العام، حيث ذكرت أنها تخطط لتجاوز ألمانيا في جملة مبيعاتها، واستثماراتها التي تبلغ نحو 2,3 مليار يورو. ويقول توماس إشمال مدير “فولكس فاجن” في البرازيل “تعتمد هذه السنة على سير الأمور في أوروبا. وربما تستمر على ما هي عليه، وربما تتفوق البرازيل على ألمانيا”. وتتوقع “جنرال موتورز”، التي تحل في المركز الثالث في سوق البرازيل، بلوغ إجمالي مبيعاتها نحو 3,3 مليون سيارة هذا العام، أو بنسبة 5% زيادة عن العام الماضي. ويقول جايم أردايل مدير جنرال موتورز في البرازيل “أعتقد أن نسبة 5% ستكون مستقرة على مدى السنوات الخمس القادمة باستثناء بعض الزيادات التي ستصاحب الفعاليات المقامة في البرازيل من مباريات كأس العالم لكرة القدم في 2014، والألعاب الأولمبية في 2016. وقد يجعل ذلك البرازيل رابع أكبر سوق للسيارات في العالم بعد الصين، وأميركا، واليابان”. وبلغت أرباح جنرال موتورز في أميركا الجنوبية في العام الماضي نحو 765 مليون يورو، معظمها من البرازيل. وذكرت الشركة الأميركية أنها تعتزم استثمار 4.5 مليار ريال برازيلي في الفترة من 2011 إلى 2015. وتعني نهضة البرازيل ودخولها لتجمع صناعة السيارات العالمي، هجرة القوة الإنتاجية والاستثمار، من دول الغرب الغنية والمتشبعة، إلى الدول الناشئة التي تشهد نموا مطرداً. ويتوقع خبراء القطاع انخفاض سوق السيارات الخفيفة في ألمانيا بنحو 20% هذه السنة لتبلغ 3,8 مليون، مما كانت عليه عند 4 ملايين في السنة الماضية. أما البرازيل فمن المتوقع أن تشهد نموا قدره 8%، إلى 3,3 مليون سيارة. لذا، من المتوقع أن تتفوق البرازيل على ألمانيا هذا العام ، على نطاق السيارات الخفيفة، وليس التجارية الثقيلة. ولا يعتبر مصنع سيارات “فيات”، بالقرب من بيلو هوريزونت البرازيلية الأكبر للشركة الايطالية فحسب، بل الأكثر نشاطاً وحركة في العالم. ويستهلك هذا المصنع 750 طنا من الحديد يوميا، ويعمل بثلاث نوبات عمل على مدار الساعة لينتج سيارة كل 20 ثانية، وأكثر من 3,000 سيارة يومياً. ويتم صنع 12 موديلا في هذا المصنع تتضمن، أونو، وبونتو من السيارات الصغيرة، وسيارة “استرادا بيك آب”. وقام هذا المصنع بإنتاج 722,400 سيارة في العام الماضي، ليحل ثانياً بعد مصنع وولف بيرج معقل سيارة فولكس فاجن في ألمانيا بنحو 740,000 سيارة في 2009. وسجلت “فيات” أرباحاً بلغت نحو 863 مليون دولار في البرازيل في السنة الماضية حيث تسيطر على ربع مبيعات السوق للسيارات الخفيفة وسيارات النقل، بينما شهدت خسارات كبيرة في موطنها في أوروبا. ويذكر أن مبيعات فيات في البرازيل فاقت مبيعاتها في إيطاليا في العام الفائت. وفي الوقت الذي يحاول فيه قطاع صناعة السيارات في العالم رأب الصدع الذي خلفته الأزمة المالية، أخذت بعض الشركات في البحث عن الأسواق الواعدة في أميركا الجنوبية حيث كاد ان يصبح ذلك توجها العام. وفي حين لم يزل سوق الصين يمثل أكبر حلبة منافسة لشركات السيارات العالمية، تمنح البرازيل افضل الأرباح، حيث انها ليست مرغمة على صناعة السيارات بالمشاركة ومن ثم اقتسام الأرباح مع شركائها. وتتمتع شركات السيارات في البرازيل حتى الآن بالأرباح في وجود الحماية التي توفرها التعريفة الجمركية التي فرضتها الحكومة على استيراد السيارات بنسبة 35%. ومع ذلك، يقول المحللون ان شركات السيارات ستشهد معاناة في السنوات المقبلة، حيث بدأ عدد السيارات الواردة يزيد بالفعل في ظل تعافي القطاع العقاري البرازيلي، وبدء المنافسين الآسيويين في الاستحواذ على حصص الشركات الأخرى في الأسواق. وأعلنت كل من هيونداي الكورية وشيري الصينية، عن خططهما الرامية لبناء مصانع لهما في البرازيل. ويقول مارسيلو سيوفي من شركة برايس ووتر هاوس كوبرز العالمية “ستشهد البرازيل موجة من القادمين الجدد خاصة من الصين والكوريتين. وربما يقود ذلك لانخفاض الأسعار، وزيادة حجم الانتاج”.وفي الوقت الذي تهيمن فيه السيارات الصغيرة على سوق البرازيل، بدأ صانعو القرار والمستهلكون بالمطالبة بزيادة مزايا السلامة وميزات أخرى، مما يولد ضغوطا إضافية على حساب الأرباح. وذكرت “فيات” أنها مستعدة لهذا التحدي، حيث ان مصنعها في بيتيم والذي تم افتتاحه في 1976، يتمتع منذ وقت طويل بمزايا تكلفة العمالة القليلة، مقارنة بمنطقة ساوباولو حيث تتركز معظم مصانع السيارات في البرازيل. عن« فاينانشيال تايمز »
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©