ملتقى الثريا يدعو إلى تنمية روح المواطنة والتمسك بالعادات

علي العزير (أبوظبي) - تنطلق اليوم فعاليات ملتقى الثريا الربيعي الذي يقيمه نادي تراث الإمارات تنفيذاً لتوجيهات سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، ممثل صاحب السمو رئيس الدولة، رئيس النادي، وذلك في سياق المهام الموكولة للنادي المتصلة بتعزيز مفهوم الهوية الوطنية، حيث تستضيف جزيرة السمالية مختلف أنشطة الملتقى، التي تستمر حتى 29 مارس الجاري، تحت شعار «تراثنا حلقة مضيئة في مسيرة التراث الإنساني». ويشارك في الملتقى أكثر من 1000 طالب وطالبة ينتمون إلى مختلف مراكز النادي، إضافة إلى مشاركة عدد من المنتسبين إلى مؤسسات وهيئات ذات صلة بالتراث وثقافة الشباب، وذلك في إطار اهتمام إدارة النادي بفتح المجال أمام شباب وفتيات الدولة للاستفادة من نشاطات الملتقى. وأكدت اللجنة العليا المنظمة استكمال الاستعدادات الفنية والإدارية في ميادين جزيرة السمالية والمرافق الأخرى لإطلاق الدورة الجديدة لهذا الحدث التراثي الشبابي السنوي، الهادف إلى تنمية روح المواطنة لدى الشباب والناشئة، وترسيخ قيمة التمسك بالعادات والتقاليد والتراث الوطني في أوساطهم، إضافة إلى تحصينهم ضد الاختراق الثقافي المغاير للهوية الوطنية، حيث يسعى الملتقى إلى تعليم المشاركين فنون تراث الآباء والأجداد من خلال خمسة عشر نشاطاً متنوعاً، إلى جانب العديد من المسابقات الثقافية. وشددت اللجنة على أن الملتقى مناسبة متجددة تتيح للمشاركين ممارسة هواياتهم وإبراز مهاراتهم وقدراتهم، وبناء صداقات جديدة في إطار تجمع شبابي لأبناء الدولة يسهم في نشر الوعي التراثي والعمل التطوعي، ويعمل على تعزيز ثقافة التراث لدى المشاركين الذين ازداد عددهم بنسبة كبيرة عن العام الماضي، بما يعكس حجم التطور الذي يشهده الملتقى استناداً إلى برامجه النوعية التي تتناسب وكافة الفئات العمرية، وما يوفره من أجواء مريحة للمشاركين، وما يحققه من ترابط مثالي مع إدارة النادي . فيما تركز دورة هذا العام من الملتقى على وجه الخصوص على تقديم أنشطة بيئية مكثفة بالتعاون مع وحدة البحوث البيئية التابعة للنادي تحت شعار «الصحراء تنبض بالحياة». من جانبه أكد سعيد علي المناعي، مدير إدارة الأنشطة والسباقات البحرية بالإنابة في النادي، أنه بناء على طلب الأهالي جرى توزيع الطلبة المشاركين على برامج محددة، بمعدل مركزين يومياً، وذلك تيسيراً للسبل أمام الاستفادة القصوى من الأنشطة الممارسة، حيث ستراعي دورة هذا العام من الملتقى أهمية منح خصوصية لكل مركز لمزيد من التعمق في البرامج المتنوعة، وزيادة التلاحم بين طلبة كل مركز. إضافة إلى تخصيص برامج الملتقى مساحة طيبة للمنتسبات للمراكز النسائية من خلال برامج تهتم بالمهن النسائية التقليدية وبخاصة صناعة الشيل، وأخرى ذات صلة بالعادات والتقاليد، كما أعدت للمشاركات مجموعة من الزيارات والرحلات العلمية إلى عدة مؤسسات داخل الدولة ضمن برنامج «اعرف وطنك». وأضاف المناعي: ثمة تركيز على تثقيف الطلبة في العديد من النقاط الحيوية المتوائمة مع تراثنا الوطني، خاصة في ما يتصل بنجم الثريا الذي يحمل الملتقى اسمه، وهو نجم مميز يبدو أكثر سطوعاً في هذه الفترة من العام، وقد كان أباؤنا يعتمدون عليه في زراعة أراضيهم، وفي تجوالهم التجاري، والمعيشي، لا سيما في رحلاتهم البحرية. وكشف المناعي أن الطلبة المشاركين في الملتقى سيتلقون دورة تحت إشراف المدرب التراثي حثبور كداس الرميثي، تتناول البوصلة البحرية، التي كان الأسلاف يعتمدونها، والتي يطلق عليها مسمى «الديرة» في التعابير المتداولة، حيث كانت تشكل بالنسبة لهم وسيلة ناجعة لمعرفة الاتجاهات، وتحديد السبل خاصة في الأجواء المغبرة التي لا يمكن الركون فيها إلى الرؤية المجردة.