السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

"التقوى".. مخرج من الضيق

"التقوى".. مخرج من الضيق
10 مايو 2019 01:56

القاهرة (الاتحاد)

تمر بالإنسان أوقات كثيرة يشعر فيها بالحزن، ويضيق صدره، ويحاول أن يبحث عن مخرج من هذا الشعور، أو يجد حلاً للمشكلات التي تؤرقه دون جدوى، ولكن القرآن الكريم وضع لنا الحل، فالتقوى مفتاح كل خير، في الدنيا والآخرة، وإنما تأتي المصائب والبلايا والمحن بسبب الإهمال أو الإخلال بالتقوى وإضاعتها، أو إضاعة جزء منها، فالتقوى هي سبب السعادة والنجاة وتفريج الكروب والعز والنصر.
يقول ابن باز، لنذكر في هذا آيات من كتاب الله، ترشد إلى ذلك، منها قوله جل وعلا: (... وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ...)، «سورة الطلاق: الآيات 2 - 3»، قال بعض السلف: هذه الآية أجمع آية في كتاب الله، أو من أجمع آية في كتاب الله، وما ذاك إلا لأن الله رتب عليها خير الدنيا والآخرة، فمن اتقى الله جعل له مخرجاً من مضائق الدنيا ومضائق الآخرة، والإنسان في أشد الحاجة، والضرورة إلى الأسباب التي تخلصه من المضائق، ولكنه في الآخرة أشد حاجة وأعظم ضرورة، وأعظم الكربات وأعظم المضائق كربات يوم القيامة وشدائدها، فمن اتقى في هذه الدار فرج الله عنه كربات يوم القيامة، وفاز بالسعادة والنجاة في ذلك اليوم العصيب، فمن وقع في كربة، فعليه أن يتقي الله في جميع الأمور، حتى يفوز بالفرج والتيسير.
فالتقوى باب لتفريج كربات العسر والفقر، والظلم والجهل، والسيئات والمعاصي، وكربة الشرك والكفر إلى غير ذلك، فدواء هذه الأمور وغيرها، أن يتقي الله بترك الأمور التي حرمها الله ورسوله، وبالتعلم والتفقه في الدين، وبالحذر من المعاصي والسيئات حتى يسلم من عواقبها في الدنيا والآخرة.
والتقوى خشية مستمرة، فضائلها عظيمة، وخيراتها جليلة، وعاقبتها طيبة، خيرها عاجل وبرها آجل، أمر معروف، تطرد الحزن والخوف، وتنجِّي العبد من المهالك والمآزق والضيق، (... وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً)، وهكذا ينقل الله المتقين من الحرام إلى الحلال، ومن الضيق إلى السعة، وينجيهم من ألوان المحرمات، إلى ظلال الحلال والمباحات، ومن الضيق والكربات إلى السعة والفرج، ومن النار إلى الجنة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لو أخذ الناس كلهم بهذه الآية لكفتهم»‏‏.
وقيل في «مجموع الفتاوى»، جعل الله للتقوى فائدتين‏:‏ أن يجعل له مخرجاً، وأن يرزقه من حيث لا يحتسب‏،‏‏ والمخرج الخروج من الضيق والشدة، وهذا هو الفرج والنصر والرزق،‏‏ وأما التوكل فبين أن الله حسبه، يكفي المتوكل عليه.
وقال السعدي: يسوق الله الرزق للمتقي، من وجه لا يحتسبه ولا يشعر به، ويرزقه الفوز بخير الدارين، من طرق لا تخطر له على بال، ولا ترد له على خاطر، فإن أبواب رزقه سبحانه لا يعلمها أحد إلا هو.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©