قصر الحمراء مصدر للإلهام الفني

مجدي عثمان (القاهرة)

أخبار ذات صلة

إسبانيا تخطط لاعتراف مشترك مع دول أخرى بدولة فلسطينية

سياح إسبان بين ضحايا هجوم أفغانستان

في العام 2013 أقام متحف «تروبن»، معرضاً لأعمال الرسام الهولندي «إم سي إشر» يظهر افتتانه بالعمارة الإسلامية خاصة قصر الحمراء في غرناطة بإسبانيا، الذي شيّده المسلمون في القرن الرابع عشر.
وتم استعارة بعض أعماله من متحف فكتوريا وألبرت بلندن، مع مجموعة من روائع الفن الإسلامي، لتأكيد الصلة بين الفن الإسلامي وأعماله، وكان إشر قد درس معمار الحمراء ورسم اسكتشات لأنماط البلاط في القصر، وقال: كان العرب سادة في ملء الأسطح بالأشكال المتطابقة، ولم يكونوا يتركون أيّ ثغرات، وفي قصر الحمراء خاصةً، قاموا بتزيين الجدران عن طريق وضع قطع متناغمة ومتعدّدة الألوان من الخزف دون ترك فجوات فيما بينها.
زار إشر، قصر الحمراء في 1922 للمرة الأولى، وكانت الثانية في العام 1936، ونقل رسوماته وزخارفه، واصفاً القصر على أنه «مصدر عظيم للإلهام الفنّي».
وقد اعتقد أن الأنماط المتكرّرة في الزخرفة الإسلامية تشير إلى مصدر أعلى من المعرفة التي كانت موجودة قبل البشر، واعتبر أن الانتظام والتكرار الدوري والتجديدات هي قوانين للظواهر التي تحيط بنا، فكانت تصاميمه انعكاساً مبسطاً لتلك القوانين من منظوره الخاصّ، قائلاً: أكثر لحظات التفاؤل بالنسبة لي هي عندما أشعر أنه لا أحد في هذا العالم صنع شيئاً بهذا القدر من الجمال والأهمية».
في العام 1923، انتقل إشر إلى إيطاليا حيث التقى السويسرية «جيتا أوميكر» وتزوجها، وانتقلا إلى روما ونظّم أوّل معرض لأعماله في لاهاي العام 1924.
ولم يكن هناك اهتمام بأسلوب إشر المستمد من الفن الإسلامي إلا في العام 1952 وكان عمره 53 عاماً حيث انتُقدت أعماله كونها تخاطب العقل أكثر من العاطفة.
وفي العام 1952، استخدم عالم الرياضيّات «هيرمان فايل» من جامعة برينستون، لوحة لإشر غلافاً لأحد كتبه، كما وظّف الفيزيائي «تشن نينج يانج»، الحائز على جائزة نوبل، لوحته المسمّاة «الفارس»، وقد أدرك علماء كثيرون أن أعمال إشر هي رسوم توضيحية مبسطة للنظريّات المتطوّرة في الهندسة والجبر، وقد كان لمعرضه، الذي أقيم أثناء انعقاد المؤتمر الدولي لعلماء الرياضيات في أمستردام العام 1954، ولأول كتاب صدر له العام 1959 بعنوان «The Graphic Work of M.C. Escher»، أثر كبير بين العلماء، وقد كتب بأن الدافع الرئيس لأعماله كان «الاهتمام الشديد بالقوانين الهندسية التي تحكم الطبيعة حولنا».
في مجال السينما تأثر عدد من المخرجين بأعمال إشر، وخاصة خدعه البصرية التي وُصفت ب «المستحيلة»، وهو ما نجده في أفلام «interstellar//inception/ Lord of the rings contact»
ولد موريتس كورنليس إشر «17 يونيو 1898 وتوفي 27 مارس 1972» في ليفاردن بهولندا.