عدد اليوم
أحمد البنك (القاهرة، بنغازي، طرابلس)
دفعت القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية بتعزيزات عسكرية ضخمة إلى العاصمة طرابلس، وذلك في إطار عملية «طوفان الكرامة» لملاحقة الجماعات الإرهابية وعصابات الجريمة التي تتواجد داخل العاصمة الليبية. وقال مصدر عسكري ليبي في غرفة العمليات الرئيسية لتحرير طرابلس لـ«الاتحاد»، أمس السبت، إن ثلاث كتائب عسكرية ضخمة وصلت إلى طرابلس استعدادا لاقتحام قلب العاصمة خلال الأيام المقبلة. وأكد المصدر الليبي استمرار طيران حكومة الوفاق في استهداف منازل المدنيين في منطقة الهيرة وعدد من ضواحي طرابلس، ما أدى لسقوط ضحايا من النساء والأطفال في القصف العشوائي للأحياء السكنية.
وأشار المصدر إلى أن القوات المسلحة الليبية دفعت باللواء 106 مجحفل بقيادة اللواء سالم رحيل، وذلك للمشاركة في عملية اقتحام قلب العاصمة الليبية طرابلس، وتطهيرها من المليشيات المسلحة والجماعات الإرهابية التي تتمركز في العاصمة الليبية. ودفعت قيادة الجيش الليبي بكتيبة القوة الثانية المقاتلة التابعة لكتيبة «سبل السلام» المنحدرة من مدينة الكفرة لتتوجه إلى منطقة الهلال النفطي، لصد أي هجوم محتمل للكتائب المسلحة التابعة لمصراتة لمنطقة الحقول النفطية. وقال قيادي في الكتيبة لـ«الاتحاد» إن التعليمات الصادرة للقيادة العامة للقوات المسلحة الليبية لتأمين الهلال النفطي تأتي بعد تحركات كتائب مسلحة من مصراتة باتجاه مدينة سرت، مشيرا لوجود معلومات استخباراتية مؤكدة حول نية كتائب ومليشيات تتبع حكومة الوفاق للهجوم على الهلال النفطي. وقامت كتائب مسلحة تتبع مدينة مصراتة ببناء سواتر ترابية حول مدينة مصراتة، خوفا من اقتحام الجيش الوطني الليبي للمدينة وإجبارها على سحب المليشيات والكتائب المسلحة من طرابلس، وذلك لعرقلة أي تحرك لقوات الجيش الوطني الليبي نحو مصراتة.
بدوره، قال رئيس لجنة الرقابة في مجلس النواب الليبي زايد هدية إن تواجد مقاتلين أجانب في طرابلس يشكل خطرا كبيرا للغاية على أمن واستقرار دول القارة الإفريقية والأوروبية، مشيرا إلى أن ذلك سينعكس بشكل سلبي على المنطقة بعد دخول مقاتلين أجانب لطرابلس وتحالفهم مع مليشيات مسلحة وجماعات إرهابية.
وأشار المكتب الإعلامي للقيادة العامة للقوات المسلحة لوجود مقاتلين أجانب من تركيا وتشاد والإكوادور ووجود مقاتلين مستشارين عسكريين إيطاليين في المنطقة الغربية، فضلا عن دفع قوات حكومة الوفاق بالأطفال والمهاجرين غير الشرعيين في طرابلس، وذلك لعرقلة عملية الجيش الليبي لتحرير العاصمة.
وأكد زايد هدية في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد»، أمس السبت، أن رئيس المجلس الرئاسي الليبي فائز السراج لا يسيطر على أي شيء في طرابلس، موضحا أن المقاتلين الأجانب الذين يقاتلون بجانب الإرهابيين همهم الأول جني الأموال وهو خطر على دول أفريقيا وأوروبا. وأكد عضو مجلس النواب الليبي تمكن قوات الجيش من القضاء على قيادات في تنظيم أنصار الشريعة الإرهابي المتورط في قتل السفير الأميركي في بنغازي عام 2012، موضحا أن واشنطن أيقنت أن قوات الجيش الليبي تقوم بدور هام ومحوري في المنطقة. وشدد البرلماني الليبي على أهمية الدعم الإقليمي والدولي لعملية الجيش الوطني، وتقديم الدعم عبر رفع حظر التسليح عن قوات الجيش الليبي بقيادة المشير حفتر في ظل تهالك الأسلحة وخاصة سلاح الجو، فضلا عن الحدود الشاسعة التي تتطلب وجود تكنولوجيا حديثة ومتطورة لملاحقة التنظيمات الإرهابية في شمال أفريقيا وتحديدا في الجنوب الليبي.
