الأحد 5 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«بلقان إنسايت»: معارضو أردوغان اختاروا جنوب أفريقيا هرباً من القمع

«بلقان إنسايت»: معارضو أردوغان اختاروا جنوب أفريقيا هرباً من القمع
28 ابريل 2019 02:19

لندن (الاتحاد)

بدأ معارضو النظام التركي الحالي في التوجه إلى جنوب أفريقيا طلباً للحماية وهرباً من اضطهاد رجب طيب أردوغان ونظامه الذي شن حملة اعتقالات غير مسبوقة في التاريخ منذ فشل الانقلاب العسكري على نظامه في عام 2016.
وأوضح تقرير موقع «بلقان إنسايت» أن النظام التركي بدأ في استخدام كل أداة لديه لإقناع الحكومات بترحيل معارضيه ومؤيدي المعارض التركي فتح الله جولن، لكن هذا النهج لم يثبت نجاحه في جنوب أفريقيا، حيث لجأ العشرات هناك هرباً من جحيم إردوغان. وأوضح الموقع في تقريره أن حملات القمع التركية المتسمرة منذ عام 2016 تستهدف غالباً السياسي المنفي عبد الله جولن الذي تسببت آرائه في تشكيل حركة اجتماعية في شتى أنحاء البلاد تحمل اسم «الخدمة» والتي كان لها تأثير كبير في الحياة العامة التركية قبل الانقلاب.
وكان جولن الحليف الوثيق لأردوغان في سعيه لإنشاء حركة إسلامية سياسية قوية في تركيا العلمانية، إلا أنه انشق عن الرئيس التركي بعد إدانة فساد حكومته وسعيه المستمر نحو تعزيز سلطته وقمع معارضيه. ومنذ ذلك الحين، اتهم أردوغان جولن بإنشاء دولة موازية من خلال زرع أتباعه في القضاء والمؤسسات العامة الأخرى. ومباشرة بعد الانقلاب، اتهم الرئيس التركي جولن المقيم في الولايات المتحدة بالوقوف وراء المؤامرة - وهو ما نفاه جولن بشدة.
ويقول وزير الداخلية التركي، إن الأجهزة الأمنية حكمت على نصف مليون من أنصار جولن منذ الانقلاب. لكن اضطهاد أنقرة للمتهمين بالتخطيط لإبعاد أردوغان العنيف لم يتوقف عند حدود البلاد. وطالبت تركيا الولايات المتحدة بتسليم جولن، وقد تقدمت بطلبات مماثلة للحكومات في جميع أنحاء العالم، لإرسال أعضاء حزبه إلى بلادهم. وكان الضغط أشد في منطقة البلقان التي كانت تحكمها ذات يوم الإمبراطورية العثمانية. لكن الذراع الطويلة لآلة الدولة التركية لم تستطع الوصول إلى المزيد من الدول النائية.
وتمثل جنوب أفريقيا إحدى أقوى ديمقراطيات أفريقيا، ونظامها القضائي المستقل لا يتلاعب به بسهولة من قبل الحكومات الأجنبية، وفقا للموقع. وهي أيضاً إحدى الدول التي يمكن للمواطنين الأتراك الدخول إليها دون الحاجة إلى تأشيرة دخول. وهو ما جعل جنوب أفريقيا وجهة مفضلة للعديد من المعارضين الفارين من تركيا لتجنب الاعتقال.
وتقول «جمعية الحقوق العالمية»، إن نحو 300 من المنفيين الأتراك وصلوا إلى جنوب أفريقيا خلال السنوات الثلاث الماضية. وقد لجأ حوالي ثلثي المعارضين الأتراك في وقت لاحق إلى أوروبا أو أميركا، بينما اختار العشرات جنوب أفريقيا كوطن مؤقت لهم.
ومن أبرز المنفيين في جنوب أفريقيا الصحفي والفيلسوف تركمان تيرزي الذي جاء إلى جنوب أفريقيا في عام 2009، بعد عمله في الهند وسيريلانكا كمراسل لوكالة «جيهان» للأنباء. وفقد تيرزي وظيفته في عام 2016 عندما أغلق أردوغان «جيهان» وشقيقتها صحيفة «زمان» التي اعتبرتها أنقرة جزءاً مما وصفته «منظمة فتح الله الإرهابية».
وتثير مقالات تيرزي في صحف جنوب أفريقيا التي تدين انتهاكات حقوق الإنسان في بلده، هجمات شديدة من السفارة التركية.
وبعد الانقلاب بفترة وجيزة، أخبر السفير التركي الإذاعة العامة لجنوب أفريقيا أن تيرزي كان جزءاً من منظمة إرهابية ويديه ملطخة بالدماء. وسيواجه الاعتقال إذا عاد لبلاده. كما يخشى السفر إلى دول أفريقية أخرى، حيث قد يتم اعتقاله هناك وترحيله إلى تركيا. ويقول المحللون، إن إردوغان يستخدم نفوذه وعلاقته ببعض الدول الإسلامية، ووعد بالاستثمار في دول تحتاج إليه، لإقناع الحكومات باحتجاز وترحيل من يصفهم بـ «الإرهابيين». وفي حديثه إلى الجالية المسلمة المحلية خلال زيارته لجنوب أفريقيا في يوليو 2018، حيث شارك في قمة هناك، قارن أردوغان ما أسماه «بمنظمة فتح الله الإرهابية» بـ «داعش» و«القاعدة» و«حزب العمال الكردستاني»، رغم أنه أحد أكبر داعمي «داعش» في العالم وسهل لآلاف المقاتلين الانضمام لهم في بداية والحرب السورية. وعلى عكس الحكومات الهشة في بعض الدول الإفريقية، لم تستسلم جنوب أفريقيا للضغوط التركية، ولا تزال ملاذاً للمنفيين الأتراك. وتقتصر معاناة المعارضين الأتراك في جنوب أفريقيا على المقاطعة التي تفرضها السفارات والقنصليات التركية، وهو إزعاج بسيط مقارنة بالمخاطر التي تواجهها في البلدان الأفريقية الأخرى. لكنها لا تزال تمثل صداعاً، حيث أخبر العديد من المنفيين الأتراك موقع «بلقان انسايت» أن السفارة ترفض تقديم أي خدمات لهم، بدءاً من تجديد جوازات سفرهم. ولا يمكن لأولئك الذين انتهت صلاحية جوازات سفرهم السفر خارج جنوب أفريقيا. وأكد الموقع أن من بين المعارضين الأتراك لنظام إردوغان القمعي في جنوب أفريقيا محامون ومدرسون وأساتذة جامعات ورجال أعمال ناجحون وطلاب بدأوا حياة جديدة من الصفر، وقد تركوا وراءهم عائلاتهم وأموالهم وممتلكاتهم وذكرياتهم المؤلمة، ولكنهم اختاروا القيام بذلك هرباً من بطش أردوغان ونظامه.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©