الأحد 19 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

ناشرون إماراتيون: نحن بصدد اجتياز بوابة النشر الإلكتروني

ناشرون إماراتيون: نحن بصدد اجتياز بوابة النشر الإلكتروني
27 ابريل 2019 02:08

خالد الغيلاني (أبوظبي)

شهدت صناعة الكتاب في الإمارات، خلال العقدين الماضيين نهضة ملحوظة، في كافة الميادين، خصوصا لجهة الطباعة والنشر والتوزيع، ومن بضع دور نشر محلية صغيرة في القطاع الخاص، بالإضافة إلى وجود أقسام تعنى بالنشر في بعض المؤسسات الرسمية، بات قطاع النشر في الإمارات يضم اليوم أكثر من 100 دار خاصة، فضلاً عن الجهات الرسمية الناشطة في هذا المجال.
وتتنوع اهتمامات قطاع النشر الإماراتي، بين العناوين المختصة والأخرى العامة، وبين إنتاجات الشبّان وتلك التي تصدر بأقلام المخضرمي، وقد تأسست هذه الصناعة على قاعدة تشريعية شفافة، وانتظمت في إطار تمثيلي ناشط هو «جمعية الناشرين الإماراتيين».
وحين تزور معارض الكتب في الدولة، وخصوصاً معرض أبوظبي الدولي للكتاب، المنعقد حالياً، لا بد وأن يطالعك امتداد الأجنحة الإماراتية في فضاء العرض، وتلفت نظرك مئات العناوين الصادرة عنها في الفنون السردية، والشعرية، والدينية، والعلمية، والثقافية، والاجتماعية وغيرها.
في هذا التحقيق تسلط «الاتحاد» الضوء على واقع حال دور النشر الإماراتية، وكيف ينظر الناشرون الإماراتيون إلى ظروف مهنتهم، وما الذي يطمحون إليه في المستقبل.

بوابة الذكاء الاصطناعي
في هذا السياق تحدثنا مع حسن الزعابي مؤسس مداد للنشر والتوزيع، الذي أوضح أن رؤيتهم هي تبني أكثر من 80% من الأقلام الإماراتية، من خلال شعارنا «الإمارات تقرأ، الإمارات تكتب، الإمارات تنشر». وأضاف: بهذه المقومات والقواعد نستند للحصول على مادة رصينة متكاملة تحوز على رضا القراء وتملأ رغباتهم واهتماماتهم.
وعن منظومة الاستمرارية قال الزعابي: إن الكتاب الورقي متواجد في كل مكان، لكن يتوجب علينا تغيير مفهوم النشر بإضافة عناصر إبداعية تعتمد على الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الرقمية التي تساهم في تجديد أسلوب العرض، ونحن اليوم في دار النشر نحاول أن نعتمد نسبة 100% لتحويل الكتب الورقية إلى الرقمية ونشرها عبر نظام «eBook» والذي يحافظ على حقوق التأليف والنشر، ويساهم ذلك على تصدير الثقافة لتكون في متناول اليد لجميع أنحاء العالم.

شاب يدعم الشباب
وأشار علي جابر المرزوقي مؤسس مدار للنشر والتوزيع، أنه يشارك لأول مرة في معارض الكتاب وتعتبر هذه المشاركة هي الافتتاح الرسمي لدار النشر التي يملكها.
ويقول المرزوقي، ـ أصغر ناشر إماراتي ـ إذ يبلغ الـ 19 عاماً، إنه حرص خلال مشاركته الأولى على طرح مجموعة متنوعة من الإصدارات الجديدة التي أعدها الكُتّاب الشباب من أصحاب الأقلام الجديدة، ويحمل في ذلك هدفا ورسالة يود إيصالها للقارئ المحلي أنه لدينا أقلام إماراتية موهوبة.
ويؤكد الناشر المرزوقي: نسعى لاستقطاب أكبر قدر ممكن من الشباب الإماراتي المهتم في مجال الكتابة والرواية وسرد القصص، لأننا نؤمن بإبداعهم ونثق في قدراتهم في صياغة وصناعة المشهد الثقافي المستقبلي لدولة الإمارات.
وأضاف: شخصياً أؤمن بنظرية أنه يجب على الكاتب إيصال رسالة سامية في محتواه، بغض النظر عن الاسم أو الشخصية، ولعل هذه النقطة من أبرز شروط النشر لدينا في الدار، لأننا نسعى لاحتضان مادة ذات قيمة رصينة تفيد المتلقي.
وبحسب المرزوقي: لا يوجد لدينا في الدار كتاب مرفوض النشر، نحن نسعى لتطوير جودة المخرجات لدى الكُتّاب من خلال تزويدهم بالملاحظات التي تحسن المحتوى المقدم، وكذلك إعطائهم فرصة للتعديل وإعادة الإرسال ومن ثم نقوم بمراجعة المحتوى وإذا كان صالحا نقوم بنشره لدينا.
وبشأن المنافسة بين دور النشر يقول: دائماً المنافسة في تقديم مادة مشوقة للقارئ جداً جميلة، وتساهم في تطوير قطاع النشر، وعندما نتنافس على نشر الثقافة هذا بحد ذاته فخر لنا جميعاً كمُلاك دور نشر، لأننا في الإمارات نسعى لمواكبة الخطة الإستراتيجية المنبثقة من توجهات القيادة الرشيدة للدولة بتشجيع الجميع على الإطلاع والقراءة وزيادة المعرفة.

دعم لا محدود
ويقول محمد قنديل المدير التنفيذي لدار ملهمون للنشر والتوزيع: نسعى نحن كدار نشر إماراتية بتوفير كافة الدعم لجميع الشباب والكتاب لنشر محتوى يتضمن جودة وقيمة فنية ثقافية تعكس تطور قطاع النشر في الساحة المحلية والعربية والانتشار لاختراق الأسواق العالمية بترجمة الكتب المناسبة.
ويشير قنديل إلى أن توعية المجتمع بمحتوى قوي وهادف يكون من خلال عملية متكاملة لجميع دور النشر، وما نشاهده اليوم من نهضة فكرية ثقافية من قبل أصحاب دور النشر دليل على وعي وإدراك لقيمة المخرجات التي ستعود على المجتمع بعد إنتاج مواد خلاقة، من خلال صناعة النشر بأمانة.
ويحكي قنديل أن هناك العديد من المعايير التي تجعل الكُتب سلعة مناسبة وخفيفة في متناول القارئ، وذات جودة إخراج وتصميم وطباعة عالية، أما بما يتعلق بالجانب التحريري فنقوم بمراجعة وتنقيح جميع محتويات الكُتب من خلال مساعدة الكاتب على إيصال الفكرة بشكل مناسب للقراء.
ويتمنى قنديل، أن يزيد الكُتّاب من مستوى الوعي الذاتي قبل نشر أي كتاب، وعلى سبيل المثال من غير المنطقي أن يأتي كاتب لإطلاق كتاب جديد وهو في الأساس غير متذوق وغير قارئ للكتب، على الرغم من أنه قد يكون لديه عوامل كثيرة مساعدة وثقافة عامة ومتنوعة لكن ليس من الضروري أن يصبح الجميع كُتابا.
وأكد قنديل في حديثه، أن الإمارات تفوقت على العديد من الدول العربية في إنتاج الكتب ونشرها وتوزيعها، في السابق كان عدد دور النشر قليلاً جداً واليوم مع زيادة العدد إلى أكثر من 100 دار نشر مسجلة لدى جمعية الناشرين الإماراتيين، ويدل ذلك على حرص القيادة للمضي قدماً نحو بناء جيل مثقف واع وقارئ، لأن ثقافة القراءة هي أداة لبناء نهضة في شتى المجالات.

سيارة المعرفة الأولى من نوعها في العالم
أعلن حسن الزعابي، عن إطلاق أول سيارة ذكية للمعرفة، وتعد الأولى من نوعها في العالم، وهي صديقة للبيئة تعمل بالطاقة الكهربائية.
وميزة السيارة أنها تعمل على بث إشارات الـ WIFI لمسافة أكثر من 2 كيلومتر، وتتيح لكل من يكون قريباً منها الحصول على خدمة الوصول لصفحة بوابة مكتبة الكتب الرقمية المتاحة عليها.
وعند جلوسك في هذه السيارة تتفاعل معك وتقرأ ملامح الوجه، وتناقشك للتعرف على اهتماماتك الأدبية وثقافتك القرائية، وبعد ذلك تعطيك العديد من الخيارات لاختيار المجال المهتم به، لتستعرض لك بعد ذلك الكتب المقترحة.. ويعد هذا النظام التفاعلي شبيهاً بالأنظمة الذكية على غرار «Siri» في الهواتف الذكية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©