الجمعة 10 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هل أنا ساذجة لهذه الدرجة؟

هل أنا ساذجة لهذه الدرجة؟
4 مايو 2010 21:26
المشكلة عزيزي الدكتور عشت حياتي كلها للأسف أبحث عن الحب، لكن ربما كنت أبحث عنه بطريقة خاطئة، فقد عشت تجارب حب عديدة من طرف واحد وكانت لي علاقة في السابق دامت لفترة طويلة، أحسست بأن هذا الشيء المزعوم غير موجود. فأنا أبلغ من العمر 25 عاماً، وللأسف حالمة ورومانسية جداً، ويتقدم للزواج مني كثيرون ولا أجد فيهم من يشدني إما لأسباب شخصية أولظروفه الخاصة، وهذا الأمر صعب للغاية؟. أفكر كيف تزوج كل هؤلاء الناس؟ وكيف يعيشون معاً؟ هل كلهم يعيشون الحب؟ لا أظن! عشر سنوات من التجارب الفاشلة أصابتني باليأس، وأخذت أبحث في نفسي لعلي مخطئة، وكنت أجد أشخاصاً من ناحية أخرى يتمنون مجرد الرضا، وأن أكون من نصيبهم، إلى أن خطبت لأحد أقربائي وأحببته بشكل أنا نفسي مندهشة لهذه المشاعر، فقد تدفقت مشاعري بعد طول حرمان بكلامه الجميل وأخلاقه الدمثة التي لا يختلف عليها اثنان، لكن يبدو أنني غير محظوظة، كان شخصاً عنيداً للغاية، ولا يستطيع أن يتفاهم معي، فكل همه كان ينصب على فرض رأيه فقط دون مناقشة حتى لو معي الحق! ويريدني أن أجزم في كل حلة برجاحة عقله وتفرد رأيه حتى لو لم يعجبني! فهو شخصية “بارانوية”، ودائما يختتم نقاشه وعناده بجملة “إن كان يعجبك..” وكأنني عديمة القيمة عنده. أراد أن يجلسني في بيت العائلة رغماً عن إرادتي، وعندما وافقت إرضاء له وتجنباً للمشاكل، كان يفسر أي تعليقات مني على أنها إهانة بالنسبة له أو لأهله! وكيف أعيب فيهم!، رغم أن أى رأى أتبناه كان يعكس وجهة الشرع والعقل، لكن الشريعة عنده تطبق حسب الأشياء التي ترضيه هو وأهله فقط!. دائما عنده خوف من أنني سأخدعه يوماً، وأحسست بالفعل أنني بلا كرامة، وبعدم الأمان فانفصلت عنه، وتوقعت أنه لن يتحمل فراقي كما كان يقول لي، لكنه تمادى في عناده وصلفه، ولم يحاول أن يرجع إلىّ، وكان دائما يردد أنه فقط ما يقرر ما يريد دون استشارة أي فرد من أهله مهما كان. تركته وواجهت بعدها أياماً سوداء لم ولن أنساها أبداً، تدور في ذاكرتي إلى الآن بعد سنة ونصف من فسخ الخطبة. وبعد شهور قليلة تقدم شخص مناسب للغاية، وبسبب رجولته وإعجابه بي خشيت إن تركته لا أجد مثله في هذه الأيام. أقنعت نفسي بأن أدخل التجربة، وعندما ضقت ذرعاً من عدم وجود الحب بمفهومه الذي كان عندي كنت سأنهي الخطبة، لكنني رأيت دموعه وتمسكه بي فتحرك قلبي، كيف لشخص اقترب مني لفترة قصيرة أن يتمسك بي إلى هذا الحد؟ وسبقه قريب ذو صلة دم باعني بسهولة مع أني قدمت للأول كل حب وعطف وحنان، والثاني لم يأخذ شيئاً بعد، ماذا حدث للدنيا؟ بدأت مشاعري تتحرك ناحية خطيبي بالتدريج إلى أن إطمأننت له وعقدنا القران، ولا يعكر صفوي في هذه الأيام السعيدة سوى ظلم خطيبي الأول لي، فإحساس الظلم إحساس مهين جداً لا يزول بسهولة، ولقد سمعت مؤخراً أنه خطب بنتا بالمواصفات التي يريدها، فأحسست تجاهه بالغل والكراهية وتمنيت أن أنتقم منه شر انتقام، وألا أراه يضحك مرة بعد كل أيام العذاب التي رأيتها بسببه، وهو يحيا ولا كأنه فعل شيئاً، كان يقول” لو تركتيني سأموت، لكنه هو الذي تركني! لكن أحمد الله أن عوضني بزوجي هذا فهو نعم الخلق وحبه لي فوق الوصف، لكن المشكلة أنني لا أفهم نفسي، ما الذي يدور بداخلي؟ أستغرب لنفسي لما لا أبيع الناس بسهولة كما يبيعونني؟ لماذا هنت عليهم ولم يهن علي أحد؟ هل العيب في أنا أم في الغير؟ هل أنا ساذجة لدرجة أنه لعب بي لهذه الدرجة؟ وما شكل نفوس الناس من الداخل عندما يبيعوا بالرخيص دون حتى مناقشة أو تفاوض؟ هل هم بشر أم أنا لست من البشر؟ وكيف أغير طباعي؟ وهل من الممكن أن يكره الإنسان كما كان يحب بهذه الدرجة؟ أنا أكره نفسي لدرجة كبيرة فلا أحب أن أجرح مرة ثانية حتى زوجي أتعامل معه بحذر وأخاف منه. شاركني في هدايتي للطريق الصحيح، والنصيحة قبل زفافي لعلى أنسى وأبدأ حياة نظيفة جديدة. “سماء الغيوم” النصيحة ابنتي: توقفت كثيراً عند جلدك لذاتك في أكثر من مرة، وبالطبع لا أتفق معك في مجملها، علينا أن ندرك أن الحياة دائما أمل ونجاح وفشل، فلا تتوقفي عند الفشل إلا بالقدر الذي تتعلمين منه، كي توجهي خطاك بثبات إن شاء الله نحو النجاح وهذا يشمل جميع نواحي الحياة وليس العاطفي منها فقط. وأظن أن البشر الذين واجهوا موقفا مثل موقفك، يعيشون سعداء، وتجاوزوا آلامهم مهما كانت مريرة. فالبعض يتخذ قراراته وهو يفتقد الفكرة الواضحة عن حاجاته، ولا ترتيب لأولوياته، وهناك آخرون يضيعون أيامهم وحياتهم خوفاً من اتخاذ قرار، ومنهم من يتوكل على الله بعد استخارة وتوكل على الله. الناس يحتارون في بحثهم عن الحب ويبدو لهم كأنه سراب، وما ذلك إلا لأنهم لا يعرفون حقيقة ما يبحثون عنه، فنجد اختلاطاً بين حقيقة الحب وأمور أخرى مثل الإعجاب والألفة والتعلق والانجذاب الحسي، وغيرها من الأمور التي هي أجزاء يشملها الحب ويبقى أوسع منها، وليس الجزء كالكل؛ ففي حين أن الإعجاب أو الميل يحدث في دقيقة إلا أن الحب شعور وعملية تحتاج إلى وقت ورعاية. لم تجدي الحب في كل تجاربك لأنها غالبا كان ينقصها الإحترام والتكافؤ وأشياء أخرى، ويغيب عنها المسؤولية، وتزداد فيها الأنانية، لذا فهي لم تكن حباً، بل كان وهماً، ومن الفشل والتخبط تتضح الحقيقة فلن تخدعك بعد اليوم بضع كلمات لينة. استوقفتني مشاعر الكراهية والغضب تجاه خطيبك السابق، ورغم إدراكنا معاً لحقيقة مشاعر الأنثى، فالماضي قد مضى ولن تستطيعي تغييره فلماذا تهتمين بأمره وقد أثبت لك بأنه غير صادق، فلماذا البكاء والتحسر على “بياع الكلام”؟! غضبك منه بعد كل هذا الوقت هو في حقيقته غضب من نفسك، ولوم لها على حسن ظنك به وتصديقك له يوماً ما وخيبتك فيه، ففكري بعقلانية أنك بشر وقد تخطئين في تقدير الأمور، وأنه أيضا بشر قد يكون أحبك ثم تقلب قلبه. دعي الماضي وراء ظهرك يا ابنتي، وتخلصي من ثقل كراهيتك له وغضبك منه، وفكري بعقلانية كي تسعدي لحياتك بنفس نقية خالية من الحقد والغل، ومؤشر غير صحيح قد يؤدي لاكتئابك إن لم يكن قد حدث بالفعل. ولكي تسعدي يجب أن يكون عقلك سعيداً راضياً بقراراتك، فلا يكفي تمسك خطيبك بك وإلحاحه كي يجعلك ترضخين وتوافقين عليه، فهل ترين فيه الشخص المناسب بعقلانية من حيث التكافؤ الاجتماعي والفكري والشخصي؟ وهل تجدين نفسك سعيدة بالحديث معه؟ هل ترين أنك قادرة على احترامه والتسامح مع عيوبه؟ أما سؤالك.. لماذا أنت كذا.. وكذا؟ أظن أن السبب أنك نشأت في بيئة آمنة مسيطرة بالغت في حمايتك، وزرعت فيك إيمانا بأن جميع الناس من حولك ملائكة، فكان لابد أن تتذوقي ألم بعض الأشواك كي تتعلمي الحذر، وقد يكون السبب أنك نشأت في بيئة قاسية خالية من الحب والتقدير مما جعلك سريعة التعلق بالآخرين. والآن لن يهمنا لماذا كنت كذلك، بل يهمنا ما أصبحت عليه من وعي وخبرة عسى أن تنفعك في حياتك القادمة وفي التعامل مع زوجك وأولادك. أرفضه أم أقبله ؟ المشكلة عزيزي الدكتور السلام عليكم ورحمته وبركاته .. وبعد: أكتب اليك مشكلتي وكلي رضا وأمل بتوجيهك الطيب الذي سيعقب هذه الرسالة.. أنا سيدة عمري 38 عاماً، تزوجت لسنة وطلقت، ومرّ على طلاقي سنة ونصف السنة فقط، وكان زوجي السبب في هذا الطلاق. لم أحمل منه بسببه، لأنه يخاف على أطفاله من زواجه السابق. وكان فظاً في معاملته لي، وخلال فترة زواجنا كنت له ولله الحمد نعم الزوجه، إلى أن تزوج علي من أخرى، وصدمت كيف لرجل أن يتزوج ثانيةً في الوقت الذي هضم فيه حقوق الأولى. ليست هذه هى المشكلة، إنما مشكلتي في أن شخصاً تقدم لي عن طريق الخاطبة، وهو ليس مقيم في الإمارات، فهو من قطر خليجي شقيق ويقيم فيه، ويتنقل بين هنا وهناك، ويرغب في عمل مشروع تجاري له في الإمارات، وفضلاً عن كونه متزوجاً من بلده، فإنه يرغب بالزواج من هنا كزيجة ثانية لأن زوجتة الأولى مريضة ولا تستطيع الإنجاب، وهو يرغب في ان يكن له أطفال. وتحدث هاتفيا” مع الوالد ويتواصل معه بشكل أسبوعي لإتمام الزواج. لكن الوالد رفضه لأنه متنقل وغير مستقر، لكنه يعاود المحاولة من جديد، وقال للوالد إنه سيأتي كل شهر، وسيقسم وقته بيني وبينها بالعدل، لأن ذلك من حقها عليه، وأنه سيوفر لي بيتاً في الإمارات، أما خلال الإجازات سأكون برفقته في بيت خاص في بلده وانه سيأتي برفقة بعض من أصدقائه في الإمارات لخطبتي في المرة الأولى، وبعد أسبوع سيأتي بصحبة أهله. إنني في حيرة ، وأتمنى أن ترشدني لما يجب أن أفعله؟ هل أرفضه أم أقبله وخاصة أنني لست بصغيرة، وأريد الاستقرار وتكوين بيت وأسرة وأطفال.أرجو النصيحة جزاك ربي كل خير. شمس النصيحة سيدتي.. أود أولاً أن ألفت انتباهك بعدم التفكير في تجربتك الأولى بحلوها ومرها، وطي صفحتها وذكرياتها المريرة حتى لا تتأثري في نظرتك للأمور. أما أحلامك في البيت والأسرة والذرية فهي أحلام مشروعة، ونسأل الله لك التوفيق. أما عن رفضك أو قبولك للزوج الجديد، أظن أن كونه- خليجياً- من بلد شقيق لا تمثل مشكلة على الإطلاق بين بلدان الخليج، فالانتقال ميسر وسهل ولا يستغرق ساعات، وليس هناك فروق كبيرة في العادات والتقاليد، ومادام يوجد هناك تفهم منك لظروفه العائلية، وأن حالته المادية تسمح بالإنتقال وتخصيص بيتاً لك هنا وفي بلده، فلما لا ؟ إنها مسائل يمكن الاتفاق عليها مسبقاً، والأهم أن تضمني حقوقك الشرعية وتأمين هذه الحقوق بطرق مضمونة، فليس هناك من يضمن الغد، ووالدك- أطال الله في عمره- لن يعيش لك طيلة العمر، وأنت لم توضحي ظروفك، ولا أفراد أسرتك، لذا فإن الموافقة لا بد أن تكون مقرونة بموافقة الأهل، وبمدى تأمين حقوقك كاملة، سواء هنا أو في بلده، وتوثيق الزواج بالطرق الرسمية والشرعية في البلدين، هذا بعد أن تتحري وتتأكدي تماما من حسن سير وأخلاق الزوج تماماً، ومن الظروف التي ساقها لتبرير زواجه، فمن حقك أن تطمئني عليه وعلى ظروفه جيداً، وبالتالي فإن إقناع الوالد سيكون سهلاً بإذن الله. ونتمنى لك التوفيق.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©