الثلاثاء 14 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«الجامعة»: لن نقبل أي صفقة لا تنسجم مع المرجعيات الدولية

«الجامعة»: لن نقبل أي صفقة لا تنسجم مع المرجعيات الدولية
22 ابريل 2019 02:40

القاهرة (الاتحاد)

أكد مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب أن الدول العربية التي قدمت مبادرة السلام العربية عام 2002 والمبنية على أساس القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ومبدأ الأرض مقابل السلام، لا يمكنها أن تقبل أي خطة أو صفقة لا تنسجم مع هذه المرجعيات الدولية. وشدد المجلس، في بيان أصدره في ختام دورته غير العادية أمس، بشأن تطورات القضية الفلسطينية والمسار السياسي والأزمة المالية بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس، على أن مثل هكذا صفقة لن تنجح في تحقيق السلام الدائم والشامل في الشرق الأوسط إذا لم تلب الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وعلى رأسها حقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة على خطوط 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وحق اللاجئين في العودة والتعويض وفق القرار 194 ومبادرة السلام العربية وإطلاق سراح الأسرى.
وفي هذا السياق، تم التأكيد على دعم خطة الرئيس الفلسطيني محمود عباس التي قدمها في مجلس الأمن عام 2018. وشدد المجلس على التزام الدول العربية باتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية مدينة القدس الشرقية المحتلة عاصمة دولة فلسطين والحفاظ على هويتها العربية ومكانتها القانونية والتاريخية بما يشمل مقدساتها الإسلامية والمسيحية ضد السياسات والخطط والممارسات الإسرائيلية الاستعمارية وضد أي قرار يعترف بها عاصمة لإسرائيل أو يخل بمكانتها القانونية التي أسستها قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
وطالب المجلس المجتمع الدولي بتنفيذ قرار مجلس الأمن 2334 ضد الاستيطان الاستعماري الإسرائيلي ولحماية المدنيين الفلسطينيين والالتزام بالتفويض الأممي لوكالة «الأونروا» وتأمين الموارد والمساهمات المالية اللازمة لموازنتها وأنشطتها.
وحذر المجلس من خطورة النهج الإسرائيلي باعتماد قوانين عنصرية لشرعنة نظام الاستيطان والفصل العنصري وحرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه ونهب أرضه ومصادر عيشه بما في ذلك القانون الذي سمح لحكومة الاحتلال بسرقة مخصصات ذوي الشهداء والأسرى الفلسطينيين من عائدات الضرائب الفلسطينية. وأكد على التزام الدول العربية بدعم موازنة دولة فلسطين وتنفيذ قرار قمة تونس بتفعيل شبكة أمان مالية بمبلغ 100 مليون دولار أمريكي شهرياً دعماً لدولة فلسطين لمواجهة الضغوط السياسية والمالية التي تتعرض لها. وشدد المجلس على احترام شرعية منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ودعوة الفصائل والقوى الفلسطينية إلى سرعة إتمام المصالحة الوطنية وتمكين الحكومة الفلسطينية من تحمل مسؤولياتها كاملة في قطاع غزة وإجراء الانتخابات العامة في أقرب وقت ممكن.
وكلف المجلس لجنة مبادرة السلام العربية بمتابعة تطورات الموضوع واعتبارها في حالة انعقاد دائم لمتابعة المستجدات. وأشار البيان إلى أن مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب في دورته غير العادية أمس، ناقش آخر تطورات القضية الفلسطينية خاصة تلك التي تستهدف فرض حلول غير قانونية تدعي بالسيادة الإسرائيلية على أجزاء أساسية من الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة عام 1967 بما فيها القدس الشرقية والجولان العربي السوري المحتل ومزارع شبعا وتلال كفر شوبا اللبنانية والجزء اللبناني من قرية «الغجر» وتشكل حماية للجرائم والممارسات الاستعمارية الإسرائيلية بما فيها الاعتداءات على الأرواح والمقدسات والممتلكات وشرعنة سرقة أموال وحقوق الشعب الفلسطيني.
وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أن الدعم العربي للقضية الفلسطينية وركائزها المعروفة ثابت وراسخ ولا يتزعزع، وستظل الجامعة العربية مركزاً للإرادة الجماعية للدول الأعضاء في وقوفها مع الحق الفلسطيني ودفاعها عنه وحملها لرايته. وقال أبو الغيط، خلال كلمته في الاجتماع الوزاري لمجلس الجامعة، إن دعم صمود الشعب الفلسطيني في مواجهة ما يتعرض له في المرحلة الحالية من تضييقات تحمله أعباء فوق عبء الاحتلال البغيض، وضغوط اقتصادية تُضاف إلى ما يواجهه من القمع والاضطهاد اليومي، مشدداً على أن دعم صمود هذا الشعب البطل هو حق له، وواجب على العرب. وأكد أن عملية السلام لا يمكن تجزئتها، وأن القضية الفلسطينية تعتبر قضية مهمة بالنسبة للعرب. مشدداً على ضرورة وقوف المجتمع الدولي ومساندة الشعب الفلسطيني، مضيفاً: «حال تصفية القضية الفلسطينية لن يرحمنا التاريخ ولن ترحمنا شعوبنا، موضحاً أن عملية السلام شاملة ولا يمكن تجزئتها». وأعرب عن الأسف من أن هناك بعض الدول في العالم قامت بافتتاح مكاتب تمثيلية لها في القدس المحتلة، بالمخالفة للقانون الدولي ولقرارات مجلس الأمن الواضحة في هذا الخصوص. وأكد ضرورة أن تصل رسالة الجامعة العربية لهذه الدول بأن مواقفها محل رصد وتسجيل، وانتقاد واستهجان، وهي تؤثر على علاقاتها بالدول العربية جميعاً.
بدوره، اتهم الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، إسرائيل بأنها نقضت كل الاتفاقات المبرمة مع الجانب الفلسطيني لحل الصراع في الشرق الأوسط. وقال عباس في كلمته بالجلسة الافتتاحية لاجتماع مجلس جامعة الدول العربية في دورته غير العادية على مستوى وزراء الخارجية العرب، «إسرائيل نقضت جميع الاتفاقيات المبرمة بيننا وبينها، في الوقت الذي نلتزم بها، ولم يعد يجمعنا معها شيء». واعتبر عباس أن إسرائيل لم تطبق قراراً دولياً واحداً حول قضية الشرق الأوسط منذ 1947 لأنها لا تريد القيام بذلك أولا ولأنها تحظى بدعم الولايات المتحدة ثانياً. وشدد على أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لا يؤمن بالسلام ويتذرع بعدم وجود شريك فلسطيني. كما أكد عباس رفضه لخطط نتنياهو ضم أراض من الضفة الغربية إلى إسرائيل، مشدداً على أن هذا الأمر سيسفر عن تشكل نظام «أبارتهايد» حقيقي في المنطقة. وأضاف الرئيس الفلسطيني «كما لا نقبل بضم إسرائيل للقدس ولا بضم الجولان ومزارع شبعا اللبنانية». واتهم عباس إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بأنها انقلبت على كل ما وعدت به الجانب الفلسطيني واتخذت قرارات مخالفة للقانون الدولي.

السيسي يؤكد ضرورة التوصل إلى حل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني
أبدى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي دعم بلاده للقضية الفلسطينية وتمسكها بحل عادل وشامل يؤدي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية. وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية بسام راضي في بيان، إن الرئيس السيسي أكد لدى لقائه بالرئيس الفلسطيني محمود عباس دعم مصر الكامل للموقف الفلسطيني تجاه مسار التسوية السياسية.
وأضاف المتحدث أن اللقاء شهد استعراض الصعوبات الحالية التي تواجهها السلطة الفلسطينية، خاصة عقب خصم إسرائيل لأموال المقاصة والانعكاسات السلبية لذلك الأمر على وضع السلطة.
كما أكد الرئيس السيسي حرص بلاده على بذل مساعيها مع الأطراف المعنية في هذا السياق، بما يساهم في الحؤول دون تفاقم الأوضاع. وأوضح أن التحركات المصرية دائماً ما تستهدف بشكل أساسي الحفاظ على أمن واستقرار الشعب الفلسطيني، وتحسين الأوضاع الإنسانية والمعيشية والاقتصادية بقطاع غزة، وذلك لدى التطرق إلى الجهود المصرية لتثبيت الهدوء في القطاع. وأشار إلى استمرار مصر في جهودها لإتمام عملية المصالحة وتحقيق توافق سياسي في إطار رؤية موحدة بين جميع القوى والفصائل الفلسطينية، ووفق استراتيجية مصرية لدعم السلطة الفلسطينية. من جانبه أعرب الرئيس الفلسطيني عن تقديره لتحركات مصر على مختلف الأصعدة سعياً لحل القضية والحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني وتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية. وأكد أهمية التشاور والتنسيق مع الرئيس السيسي بشأن مجمل الأوضاع الفلسطينية وسبل التعامل مع التحديات التي تواجه الشعب الفلسطيني.
وفي سياق متصل، أكد السيسي خلال استقباله أمس، السيناتور الديمقراطي رون وايدن، عضو مجلس الشيوخ الأميركي، موقف مصر الثابت بضرورة التوصل إلى حل عادل وشامل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني، وإقامة دولته المستقلة وفق المرجعيات الدولية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©