الإثنين 13 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تخاريف صيفية

تخاريف صيفية
26 يوليو 2009 23:35
هل أصبح «الجنس»، ولا شيء غيره، هو الشغل الشاغل للبشر، هو «الهم» الذي تتوارى أمامه كل الهموم خجلا، هو الهاجس الذي لا هاجس قبله أو بعده؟.. يبدو ذلك، أو هذا ما اكتشفته، متأخرا جدا بالطبع، خلال عطلة صيفية استمرت قرابة الشهر، أمضيتها في القاهرة، واضطررت خلالها إلى إنهاء مقاطعتي للفضائيات والأرضيات بكل أنواعها، الغنائية والإخبارية والسينمائية والدرامية، لاستهلاك الوقت خلال ساعات البيات الصيفي اليومي في الأجواء «المكيفة» هربا من الحر القائظ. البداية كانت مع برنامج إذاعي على محطة شهيرة، موضوع حلقة البرنامج كان الضعف الجنسي عند الذكور، والخلاصة أن زمن الفحولة ولى، والشوارب التي يقف عليها الصقر أصبحت معلما تراثيا، وسي السيد خرج ولم يعد. مذيعة البرنامج «الدلوعة» استعرضت كل فنون الدلال وأظهرت مهارات ثقافية فائقة وهي تؤكد أن 50 بالمائة من الذكور فوق الأربعين يعانون من الضعف الجنسي وأن النسبة ترتفع الى الستين وربما السبعين بالمائة بين الخمسينيين، وما بعد ذلك «مرفوعين من الخدمة» بكل تأكيد. أعترف أن البرنامج أصابني بالإحباط وأنني اكتشفت مدى حاجتي إلى «عمرة» بفتح العين، حتى لا أنضم الى صفوف المرفوعين من الخدمة أو على أقل تقدير أؤخر ذلك قدر الإمكان، فقررت الفرار الى التليفزيون، لأجد مفاجأة أخرى في انتظاري. قناة فضائية منوعة محترمة، صاحبها عالم ورجل أعمال مشهود له بالوقار والاتزان تعرض للـ»صبايا» اعترافات فتاتين تمارسان الشذوذ، تتحدثان باستفاضة، دون ظهور ملامحهما بالطبع، عن الدوافع والتفاصيل.. أعترف بأن حالة من الذهول والغثيان تملكتني، وأنني لم أتخيل أن تشاهد ابنتي هذا الغثاء. اكتشفت خلال لحظات البيات الصيفي في الغرف المكيفة أن فضاء الإعلام العربي اصبح إباحياً أكثر مما يجب، ولم يعد ينافسه في ذلك سوى الصحافة الصفراء.. فقد طالعت في صحيفة صفراء، صفارها فاقع، أن الذكور، كل الذكور، «راحت عليهم» بعد أن توصل العلماء إلى طريقة طبية معملية صناعية فذة لإنتاج الحيوانات المنوية، مما يشير إلى أن سي السيد سوف يفقد دوره الإنجابي بعد أن فقد أدواراً كثيرة أخرى. هل هذا كل شيء؟ بل هناك المزيد والمزيد.. في «الفرح» و«دكان شحاتة» و«المشتبه» و»السفاح».. سينما غارقة في الجنس والعنف والعشوائيات.... والنكد. صلاح الحفناوي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©