الحذر من السل

كثيرا ما نسمع أن فلانا مصاب بالسل، وأن امرأة ما بها آثار مرض السل، فماذا تعرف عن السل؟ السل مرض مزمن ينتج عن العدوى بجراثيم السل، وقد يصيب هذا المرض مختلف أجزاء الجسم وبصورة رئيسية الرئتين، فهو يقتل مليونيْ إنسان كل سنة · وفي عام 1993 أخذت منظمة الصحة العالمية خطوة لم يسبق لها مثيل وأعلنت أن الوباء العالمي الحديث للسل يمثل حالة طوارئ عالمية· وحاليا يقدر أن بين عامي 2000 و 2020 سيتم إصابة مليار شخص إصابة سل حديثة، وأن 200 مليون إنسان سيصبحون مرضى، و35 مليون سيموتون من السل إذا لم يتم دعم جهود السيطرة عليه· ويقدر أنه في كل ثانية يصاب شخص في العالم بإصابة سل حديثة، أو أن واحدا بالمائة تقريبا من سكان العالم يصابون إصابة حديثة بالسل كل سنة· ويقدر أيضا أن ثلث سكان العالم مصابون حاليا بجرثومة السل، وأن 5-10 بالمائة من المصابين يصبحون مصابين بالسل النشط أو ناقلين للجرثومة في وقت ما خلال حياتهم· العدوى الأولى تصيب الأشخاص الذين لا يملكون المناعة الكافية، إذ تنتقل العدوى من خلال المرضى المصابين بالسل الرئوي فقط، فعندما يقوم الأشخاص المصابون بالسعال، العطس، التكلم، والبصق، يقومون بنشر الجراثيم، التي تعرف بعصويات السل في الهواء، ولكي تتم العدوى يحتاج الشخص السليم أن يستنشق عددا بسيطا فقط من هذه الجراثيم· في حالات قليلة تكون العدوى الأولية شديدة وتتطور إلى سل جامح يمكن أن يصيب أمكنة متعددة من الجسم، ولكن في أغلب الأحيان يشفى المريض من هذه الإصابة ويتحجر مكانها برواسب كلسية وتبقى الجراثيم محبوسة لمدة طويلة، وفي حالة ضعف الشخص أو أصيب بمرض سبب له الهزال زالت الرواسب الكلسية ونشطت جراثيم السل من جديد مما يسبب للشخص ما يسمى السل الثانوي، فيصاب بسعال شديد مزمن وضعف عام ونقص في الوزن وألم في الصدر وأحيانا وجود دم مع البصاق والبلغم· ويشخص المريض بواسطة الأشعة، وكذلك بالأعراض المميزة للمرض ووجود الجراثيم في البصاق والبلغم عند فحصها، وعندما يتم اكتشاف حالة سل نشطة (بوجود الجرثومة في البلغم) يتم البدء بالعلاج الذي يجب أن يعتمد على أدوية مضادة للسل تعطى بطريقة معينة وجرعات محددة، ومدة العلاج تستمر من 6 إلى 8 أشهر· مريم الكلباني