الأحد 19 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

زكي نسيبة في محاضرة بجامعة الغرير: تسامح زايد قيمة إنسانية عابرة للحدود

زكي نسيبة في محاضرة بجامعة الغرير: تسامح زايد قيمة إنسانية عابرة للحدود
13 ابريل 2019 02:29

دبي (الاتحاد)

أكد معالي زكي أنور نسيبة وزير دولة أن إعلان 2019 عاماً للتسامح في دولة الإمارات العربية المتحدة بعد «عام زايد» ليس مجرد صدفة، بلْ جاء تأكيداً لرؤية القيادة الحكيمة للتسامح، وامتداداً للقيم النبيلة التي جسّدتها شخصية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه».
جاء ذلك خلال محاضرة في جامعة الغرير بدبي بعنوان «عام التسامح والأخوّة الإنسانية في فكر الشيخ زايد» شهدها الدكتور باسم الذهبي، رئيس الجامعة وعدد من أعضاء مجلس الأمناء والأكاديميين وأعضاء الهيئة التدريسية والإدارية والطلبة والمهتمين بالدراسات والبحث العلمي.
وقال معاليه إن قرار حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة بإعلان 2019 عاما للتسامح يحمل دلالات مهمة للمجتمع الدولي الذي يعاني اليوم من تمزق النسيج المجتمعي وتفشي العصبية والعنف في العديد من دوله.
وقال إن الإمارات تدرك أن العالم اليوم أحوج ما يكون للتضامن لمواجهة المخاطر المصيرية التي تحدق بالجميع، ولتحقيق ذلك علينا الإقرار أولاً بأنّ التسامح ليس حالةً تلقائيةً لدى الشعوب، والدول بلْ هو ثقافةٌ يجب العمل على تعزيزها وتحصينها محلياً وإقليمياً وعالمياً.

تحد عالمي
وذكر معاليه أنه بالرغم من أن البشرية قد مرّت بتجارب عديدة أثبتتْ عبر القرون أن تعزيز التسامح عاملٌ ضروريٌ لإثراء الحياة البشرية، كما شهدتْ على ذلك العصور الذهبية للحضارة الإسلامية، إلا أن أحد التحديات العالمية الكثيرة التي نواجهها في عصرنا الحديث هو تفشي التعصب والتطرف والشعوبية المنغلقة على نفسها التي تؤدي إلى العنف وتكرّس نزعة الدمار والاقتتال ورفض التعددية، وهو وباءٌ نراه متفشياً للأسف الشديد في العديد من المجتمعات من حولنا.
وأضاف « نحن في الإمارات ندرك أنه ليس من السهل تحقيق روح التسامح واستدامته بدون العمل على تكريس ثقافة مجتمعية تتقبل التعددية وتحترم الاختلاف، وهذا يتطلب تعاوناً والتزاماً من الأفراد والمؤسسات والمدارس والجامعات ومؤسسات الأعمال والحكومات».

رؤية القيادة
وأوضح أن إعلان عام التسامح في دولة الإمارات العربية المتحدة بعد «عام زايد» ليس مجرد صدفة، بلْ جاء تأكيداً لرؤية القيادة الحكيمة للتسامح، وامتداداً للقيم النبيلة التي جسّدتها شخصية المغفور له بإذن الله الشيخ زايد خلال حياته.
وقال إنه من المؤكّد أنّ التسامح في دولة الإمارات العربية المتحدة، ليس شعاراً للاستخدام في الكلمات الخطابية والمناسبات المهرجانيّة، بل هو ممارسةٌ فعليةٌ منبثقةٌ من رؤية سديدة، أرسى دعائمها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيّان (طيّب الله ثراه)، لتتحول فيما بعد إلى نهج حياة ومكوّن رئيس من مكونات الهوية الوطنية الجامعة، تتبناه القيادة الحكيمة في الدولة في كافة توجهاتها وسياساتها على المستويات المحلية والعربية والدولية.
وتابع « التسامح كان لدى الشيخ زايد (طيًّب الله ثراه) فعلاً إنسانيّاً عابراً للحدود، لأنه كان يقول دائماً إنّ البشرية أسرةٌ واحدةٌ، يرى في الإنسان أينما كان بذرةً صالحةً لاستدامة الحياة وصيرورتها، لا بد من الحفاظ عليها وحمايتها من شرور الكراهيّة والإرهاب والعنف.
وأضاف أنّ المتتبع للسيرة العطرة للشيخ زايد (طيّب الله ثراه) يلمس بوضوح حياةً حافلةً بالعطاء، واحترام الآخر، وتقدير التنوع بين الشعوب والثقافات، ونبذ العنف والإرهاب والكراهيّة، وإعلاء قيم العيش المشترك والسلام والأخوّة الإنسانية.

نهج حياة
وأشار إلى أن التسامح في الإمارات نهج حياة، ومكون من مكونات الهوية الوطنية الجامعة التي تستمد صيرورتها من التسامح والتعايش المشترك، والتنوع الثقافي، والحضاري، والانفتاح على الثقافات، ومكافحة الكراهية والعنف، ومدّ يد العون للمحتاجين والملهوفين في كلّ مكان.
ولفت في محاضرته إلى أن العاصمة أبوظبي استضافتْ في مستهل عام التسامح حدثاً تاريخياً اعتبر الأول من نوعه في الجزيرة العربية، وهو لقاء الأخوّة الإنسانية بحضور كلّ من قداسة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان والدكتور أحمد الطيب، شيخ الجامع الأزهر، بمشاركة 700 شخصية من رجال وعلماء الدين منْ مختلف الديانات والطوائف.
وهدف المؤتمر لتكريس الحوار والتواصل بين الأديان السماوية، وتعزيز دور الإمارات كمركز عالمي للحوار بين الحضاراتْ.
وفي مشهد جسّد معاني التسامح واحترام الآخر، وقّع القطبان الكبيران بحضور كلّ من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وثيقة الأخوّة الإنسانية.
وقال معالي زكي أنور نسيبة إنه في حدث تاريخي آخر كرّس رمزية عام التسامح لدولة الإمارات في أذهان المجتمع الدولي، استضافتْ أبوظبي الألعاب الأولمبية العالمية لأصحاب الهمم في الفترة من 8 إلى 22 مارس 2019 شارك فيها أكثر من 170 دولة.
وذكر معاليه أن كلا الحدثين أتيا تعزيزاً لمبادرة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بإعلان «عام 2019» عاماً للتسامح، ما يرسّخ دولة الإمارات عاصمةً عالميةً للتسامح ويؤكد قيمة التسامح، باعتباره عملاً مؤسسياً مستداماً من خلال مجموعة من التشريعات والسياسات الهادفة إلى تعميق قيم التسامح والحوار وتقبل الآخر والانفتاح على الثقافات المختلفة خصوصاً لدى الأجيال الجديدة، بما تنعكس آثاره الإيجابية على المجتمع بصورة عامة.

قدوة استثنائية
قال معالي زكي نسيبة: كانَ لفكرِ الشيخ زايد القائمِ على التسامحِ والأخوةِ الإنسانيةِ صدى كبير بين القريبِ الذي عرفهُ والبعيدِ الذي لم يعرفه.
ولقد وصفهُ العديدُ من رجالِ الدولةِ والسياسةِ العربَ والأجانبَ بأنهُ زعيمٌ تاريخيٌ وقدوةٌ استثنائيةٌ يُحتذى به.
نعاهُ الرئيسُ نيلسون مانديلا بالقول إن وفاتَه خسارةٌ للبشريةِ كلِها، وقالَ عنهُ صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، إن زايد زعيمُ الإنسانيةِ بدونِ منازع، ووصفهُ دبلوماسيٌ بريطانيٌ في العام 1966 (آرشي لامب) بالقول إن الشيخ زايد كانَ يسيرُ بين أفرادِ القبائلِ فتبدو للمراقبِ وكأن نسائمَ الجنةِ تتناثرُ من عباءتهِ. وقال معاليه في ختام محاضرته «خلالَ قيادتهِ الاستثنائيةِ كمؤسسٍ ورئيسٍ لاتحادِ دولةِ الإماراتِ العربيةِ المتحدةِ، زخرَ عهدُ الشيخ زايد (طيَّبَ اللهُ ثراه) بالكثيرِ من الممارساتِ المبهرةِ المنطلقةِ من فكرٍ مستنيرٍ يرى في التسامحِ قاعدةً رصينةً للتعاملِ مع الآخرين في الداخلِ والخارجِ، فسُمِي حكيم العرب لسعةِ صدرهِ وبُعدِ نظرهِ وتفانيهِ في مساعدةِ الآخرين، ومناوأتهِ للكراهيةِ والعنفِ، ومناصرتَه للمظلومينَ والمستضعفين»، وفي عهدهِ الميمونِ، باتت دولةُ الإماراتِ العربيةِ المتحدةِ حاضنةً لأفرادٍ من 200 جنسيةٍ من حولِ العالمِ يعيشونَ بوئامٍ وسلامٍ في إطارٍ من التناغمِ والسلامِ والتكاملِ، تتيحُ لكلِ جاليةٍ التعبيرَ عن نفسِها ثقافيا وتراثيًا وإبرازِ هَويتِها الثقافيةِ والوطنيةِ.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©