عدد اليوم
أزهار البياتي (الشارقة)
تواصل الدورة الحالية 17 من أيام الشارقة التراثية، التي تستمر حتى 23 أبريل الجاري، احتفالاتها الشعبية المميّزة وسط المدينة، وتفوح الروائح الزكية التي تهب على الزوار فور الدخول إلى بوابتها الخشبية العتيقة، لتستقبلهم من هناك نفحات شهية من عبير منكّه بأريج الهيل والزعفران مع لذة السمن العربي والسكر، ويشدهم نحو ركن الأكلات الشعبية ومرجل الحلوى العمانية الشهيرة.ويعد طبق الحلوى التقليدي المميّز في عموم الخليج وفق طقوس ومقادير خاصة به، وحيث تميّزه نكهة وطعم لا يضاهيه أي مذاق آخر، هو مرتبط ارتباطاً وثيقاً بتاريخ وتراث موطنه نشأته في السلطنة، ويعكس صورة جميلة من حضارة المنطقة وموروثها الإنساني.وعن إعجابها بتقليد صناعة الحلوى العمانية أمام جمهور حضور أيام الشارقة التراثية قالت نوف المزروعي: «تعد الحلوى العمانية جزءاً مهماً من تراث المطبخ الشعبي الخليجي، ولها صلة وثيقة بثقافة وتاريخ السكان والأهالي في المنطقة، وهي بلا شك تعتبر من أهم الأطباق التراثية التي اشتهرت بها سلطنة عمان على وجه خاص، وتعتبر رمزاً للضيافة العربية التي تقدم في صدر المجالس والديوانيات في مختلف المناسبات، متربعة على موائد أهل الخليج في المواسم والأعياد كافة.
في هذه النسخة من أيام الشارقة التراثية، لفتت طريقة صناعة مرجل الحلوى العمانية أنظار الكثير من الزوار والضيوف، مستقطبة اهتمام الحضور المتابعين لتفاصيل ومراحل إعدادها كافة بمنتهى الحماسة والتشويق، بدءاً من تحضير المقادير، ومروراً بخلط المكونات والتقليب والغليان، ويصف الحلواني أحمد من المصنع العماني للحلوى في الشارقة هذا العملية: «لطالما اعتبرت هذا الطبق الشعبي الخليجي موروثاً شعبياً قديماً، له تقاليد وطقوس يعتز بها أهالي المنطقة كافة في السلطنة ودول الخليج، وحيث توارثت الأجيال المتلاحقة طرق تحضيره وإعداده من منذ زمن الآباء والأجداد، خاصة أن مراحل التحضير ومقادير المكونات ونوعياتها تتمّيز بقواعد وأصول أساسية يعرفها كل من تخصص بهذه الصناعة العريقة، إلا أن لكل صانع منا سره وبصمته التي تفرد حلواه عن الآخرين، وهو مقياس للفن والإبداع يبرز فيه فقط ويلمع اسمه من يمتاز بمهارة وقدرة في هذا المجال، مرتبطة بأمور واشتراطات عدة، منها ما يتعلق بالمدة الزمنية لطهي الحلوى أو بالنوعية والنكهة ».
ويضيف: «ولكن في صناعة الحلوى العمانية هناك مواد أولية تعد من أساسيات تحضير الطبق، منها مثلاً كميات من (الدقيق، والسمن العربي، والسكر الأبيض أو الأسمر، والماء والنشا والبيض)، يزيد عليها تشكيلة من المكسرات كاللوز والجوز والكازو والفستق والبندق والصنوبر، مع بعض المطيبات المنكّهة كالزعفران ومسحوق الهيل وماء الورد، والتي تضاف مرحلة بعد أخرى في قدر كبير ومقعر يسمى (المرجل)، ثم تطبخ على نار حامية وقوية مع التحريك والتقليب المستمر.
