الإثنين 27 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«القارات» ترقص «السامبا»

«القارات» ترقص «السامبا»
30 يونيو 2009 00:38
توج المنتخب البرازيلي بلقب بطولة كأس القارات لكرة القدم للمرة الثانية على التوالي بعد تغلبه على نظيره الأميركي 3/2 أمس الأول في المباراة النهائية للنسخة السابعة من البطولة التي جمعت بين الفريقين على ستاد «ايليس بارك» بمدينة جوهانسبورج بجنوب أفريقيا. ونجح الفريق البرازيلي في تحويل تأخره بهدفين إلى الفوز بثلاثة أهداف حاسمة، وتقدم الفريق الأميركي بهدفين في الشوط الأول حملا توقيع كلينت ديمبسي ولاندون دونوفان، بيد أن نجوم السامبا كشروا عن أنيابهم في الشوط الثاني وردوا بثلاثة أهداف «طراز» لويس فابيانو (هدفين) ولوسيو. والتقى الفريقان، البرازيلي والأمريكي، في دور المجموعات في البطولة نفسها حيث حققت البرازيل فوزا سهلا 3/ صفر، وأسفرت اللقاءات الـ 15 السابقة التي جمعت بين المنتخبين البرازيلي والأميركي، عن فوز نجوم السامبا 14 مرة مقابل فوز وحيد للولايات المتحدة جاء في الدور قبل النهائي لبطولة الكأس الذهبية (جولد كاب) لدول الكونكاكاف 1998 في لوس أنجليس، وسجل بريدراج رادوسالفييتش هدف المباراة الوحيد آنذاك. وشهدت المباراة التي حضرها السويسري جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) وجاكوب زوما رئيس جنوب أفريقيا، الوقوف دقيقة حدادا إحياءً لذكرى النجم الكاميروني مارك فيفيان فوي الذي فارق الحياة اثر أزمة قلبية خلال مباراة منتخب بلاده أمام كولومبيا في الدور قبل النهائي لنسخة 2003 من كأس القارات. ونزل نجل فوي، مارك سكوت «15 عاما» إلى أرض الملعب وتحدث عن والده في رسالة معبرة وسط تأثر جميع المتواجدين داخل الملعب، كما وجه شكره للفيفا على مساندته لعائلته منذ وفاة الأب، وارتدى مارك قميص المنتخب الكاميروني ووقف بجانب لاعبي الفريقين البرازيلي والأميركي وأثناء إلقاء خطابه الموجز، ظهرت صورة والده على شاشة عملاقة في الاستاد، وقام العديد من اللاعبين الأمريكيين بمواساته في نهاية كلمته. وبدأت مباراة نهائي كأس القارات بمحاولات هجومية ضارية من جانب الفريق البرازيلي لتأمين الفوز منذ الدقيقة الأولى، وشكلت هذه المحاولات بعض الخطورة على المرمى الأمريكي في الدقائق الخمس الأولى من المباراة ولكن دون أن ترقى للغة الأهداف. وعلى عكس سير اللعب، تقدم الفريق الأميركي بهدف في الدقيقة التاسعة عندما نفذ بيني فيلابر تمريرة عرضية من الناحية اليمنى وصلت إلى كلينت ديمبسي داخل منطقة الجزاء ليسددها مباشرة على يمين الحارس جوليو سيزار، محرزا هدفه الثالث في البطولة. وهذه هي المرة الأولى خلال البطولة التي تتأخر فيها البرازيل بهدف، حيث كان الفريق دائما هو الذي يبدأ بالتسجيل في المباريات الأربعة الماضية. وشن الفريق الأمريكي أكثر من محاولة هجومية قوية في الربع ساعة الأولى، كادت إحداها أن تسفر عن الهدف الثاني، لولا بسالة سيزار ومن أمامه الدفاع المتكتل. وافتقد بوب برادلي مدرب المنتخب الأميركي جهود ابنه مايكل، الذي يشارك في خط وسط الفريق، بعد تعرضه للطرد خلال المباراة أمام إسبانيا في الدور قبل النهائي للبطولة. وأشهر الحكم السويدي مارتن هانسون البطاقة الصفراء في وجه قائد المنتخب الأمريكي كارلوس بوكانيجرا لتدخله بعنف مع كاكا. وأنقذ هاوارد مرماه من هدف محقق إثر تسديدة قوية من خارج منطقة الجزاء نفذها فيليبي ميلو، الذي حصل على بطاقة صفراء لتوجيه ركلة للمنافس بدون كرة. وشهدت الدقيقة 26 الهدف الثاني للمنتخب الأمريكي إثر هجمة مرتدة وصلت إلى لاندون دونوفان ليتبادل التمرير مع تشارلز ديفيز قبل أن تصل الكرة إليه على حدود منطقة الجزاء ليتخلص من الرقابة ويسدد كرة قوية عانقت أقصى الزاوية اليسرى لمرمى سيزار. وحصل سانتوس على بطاقة صفراء بعد إعاقته للمهاجم الأميركي جوزي التيدور، وكان الفريق الأميركي الأفضل في أغلب فترات الشوط الأول حيث اتسم أداء لاعبيه بالتوازن بين الدفاع والهجوم، فيما غلبت حالة من التسرع والرعونة على مهاجمي البرازيل في إنهاء الهجمات. ويبدو أن المحاضرة الساخنة التي قدمها كارلوس دونجا للاعبيه بين شوطي المباراة قد آتت ثمارها حيث أحرز الفريق البرازيلي هدفا في الدقيقة الأولى من بداية الشوط الثاني بعدما تهيأت الكرة إلى فابيانو داخل منطقة الجزاء ليسددها مباشرة من بين أقدام جاي ديميريت، ولتذهب في أقصى الزاوية اليسرى وسط ذهول هاوارد. وبعد الهدف سيطر الفريق البرازيلي على مجريات اللعب بشكل كبير وشن أكثر من هجمة خطيرة كادت أن تسفر عن أهداف. وكادت الدقيقة 58 أن تعلن عن هدف التعادل للفريق البرازيلي عندما نفذ روبينيو ضربة ركنية من الناحية اليسرى ارتقى لها لوسيو برأسه، ولكن هاوارد نجح في إبعادها لتصل إلى جيلبرتو سيلفا الذي سدد كرة «بدون عنوان». وسدد كاكا كرة رائعة برأسه تجاوزت خط المرمى وأبعدها هاوارد من داخل المرمى، ولكن الحكم مارتن هانسون أشار باستمرار اللعب ليحرم الفريق البرازيلي من هدف مؤكد. وكاد ديمبسي أن يحرز الهدف الثاني له والثالث للفريق الأمريكي عندما سدد كرة قوية من خارج منطقة الجزاء، أبعدها سيزار بأطراف أصابعه إلى ضربة ركنية. وأجرى دونجا تغييرين دفعة واحدة بنزول دانييل الفيس وايلانو بدلا من سانتوس وراميريس. وواصل الحكم السويدي إشهار بطاقاته الصفراء، حيث أنذر القائد البرازيلي لوسيو لتدخله بقوة مع التيدور. وأهدر فابيانو أخطر فرصة للفريق البرازيلي في الدقيقة 70 عندما انفرد تماما بهاوارد ولكنه سدد في أيدي حارس إيفرتون الإنجليزي. وكان الفريق البرازيلي على موعد مع السعادة في الدقيقة 74 بعدما نفذ كاكا تمريرة عرضية من الناحية اليسرى سددها روبينيو مباشرة لتصطدم بسقف العارضة وترتد إلى فابيانو الذي أكملها برأسه محرزا الهدف الثاني له ولمنتخب بلاده. وأجرى برادلي تغييرين في نفس الوقت بنزول ساشا كلييستان وجوناثان بورنستاين بدلا من فيلابر والتيدور. وأسفر الهجوم الضاري لنجوم السامبا عن الهدف الثالث في الدقيقة 85 بعدما نفذ ايلانو ضربة ركنية من الناحية اليمنى ارتقى لها لوسيو برأسه ليسكنها شباك الامريكان. وأجرى برادلي أخر تغييراته بنزول كونور كايسي بدلا من ريكاردو كلارك في الدقائق الاخيرة، ومرت تلك الدقائق دون أن تشهد جديد ليطلق الحكم صافرته معلنا فوز المنتخب البرازيلي بلقب كأس القارات للمرة الثانية على التوالي، والثالثة في تاريخه. وفاز البرازيليون بكأس القارات في عامي 1997 و2005. دونجا يشيد بلاعبيه الملتزمين أشاد كارلوس دونجا مدرب المنتخب البرازيلي الأول لكرة القدم بلاعبي فريقه الذين وصفهم بالالتزام التام وذلك بعدما عوض الفريق تخلفه بهدفين ليفوز 2/3 على منتخب أميركا محرزا لقب البطولة للمرة الثانية على التوالي. وقال: «لدينا فريق يتميز بقمة الالتزام ويتكون من لاعبين على أعلى مستوى. إنهم محترفون متمكنون تماما وينتمون كلية للمنتخب البرازيلي». وأكد دونجا «45 عاما» الذي أصبح أول شخص يفوز بلقب بطولة كأس القارات كلاعب وكمدرب، أنه حاول منح لاعبيه بعض الوقت للتعافي واستعادة نشاطهم. وقال: «أعتقد أن أهمية هذا الأمر ظهرت في مباراتنا أمام أميركا، فقد كان جميع لاعبينا في حالة بدنية رائعة حتى في المرحلة الأخيرة من البطولة، ولا شك في أن تعويض هدفين وتحقيق الفوز بعد ذلك أمر في غاية الصعوبة». وأوضح دونجا أنه أكد للاعبيه فيما بين شوطي المباراة أنهم مازالوا قادرين على تحقيق الفوز، وقال: «كان أبسط ما قلته لهم هو أن هناك شيئا ما مفقود، كان لاعبونا يتمركزون بشكل خاطئ وهذا ما أصلحناه». وأكد دونجا أن النهائي أثبت أن انتقادات أسطورة الكرة الألمانية بيكنباور لمنتخب السامبا عندما قال إنه لا يوجد لديه مهاجمون لا أساس لها من الصحة. وقال: «يقول الألمان إننا لا نسجل الأهداف، ولكننا سجلنا 3 في النهائي، والفريق الذي يسجل 14 هدفا (في 5 مباريات) لا يمكن وصفه بأن هجومه ضعيف».
المصدر: جوهانسبورج
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©