السبت 25 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

التعامل مع التغيير المتسارع بالعالم قضية وجود

التعامل مع التغيير المتسارع بالعالم قضية وجود
28 مارس 2019 02:28

أبوظبي (الاتحاد)

أكد المؤتمر السنوي الرابع والعشرون لمركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجيَّة «حوار أبوظبي: تحديات وفرص التغيير في القرن الحادي والعشرين» في ختام أعماله أمس، أهمية التعامل مع التغيير المتسارع بالعالم بصفته قضية وجود، وإيلاء أولوية قصوى لدراسة آثار التكنولوجيا الحديثة في الطاقة، والاهتمام بتداعيات التغييرات التكنولوجية بخاصة في مجال الذكاء الاصطناعي، على الأمن الوطني في الدول المختلفة.
وأكد سعادة الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي، مدير عام المركز، أن المؤتمر الذي يتزامن مع احتفال المركز باليوبيل الفضي لتأسيسه، يمثل حلقة جديدة في سلسلة المؤتمرات السنوية التي دأب المركز على عقدها بشكل منتظم على مدار السنوات الماضية.
وناقش المؤتمر من خلال جلساته الأربع، قضايا على درجة عالية من الأهمية تناولت التحديات وفرص التغيير في القرن الحادي والعشرين، وهو ما يأتي ضمن الاهتمام الخاص الذي يوليه المركز لقضية استشراف المستقبل وطرح الرؤى الخاصة بكيفية تحقيق الأهداف المنشودة.
وعبَّر المشاركون في ختام المؤتمر عن تقديرهم الكبير لقيادة دولة الإمارات العربية المتحدة، برئاسة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله؛ لما توليه من أهمية كبيرة لاستشراف المستقبل، بما فيه من فرص وتحديات، والاستعداد لهذا المستقبل من خلال منهج علمي وخطوات وخطط استراتيجية شاملة.
ووجَّه المشاركون الشكر والتقدير إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لتشجيع سموه الكبير على العمل من أجل وضع رؤى علمية شاملة تمهِّد الطريق للدخول الآمن والواثق إلى المستقبل، سواء في دولة الإمارات العربية المتحدة، أو دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والعالم العربي بشكل عام.
وخرج المؤتمر بعد مناقشات زاخرة بالأفكار والرؤى والأوراق البحثية المتخصِّصة، بالعديد من التوصيات المهمة، منها أهمية النظر إلى التغيير المتسارع في العالم في المجالات المختلفة بصفته قضية وجود، والتعامل معه من خلال منهج علمي، وعبر مؤسسات متخصصة؛ لأن عدم الاستجابة الصحيحة لهذا التغيير يعني الخروج من التاريخ، أو البقاء على هامشه.
كما أوصى بإيلاء أولوية قصوى لدراسة آثار التكنولوجيا الحديثة في قضية الطاقة، على المستويات الإيجابية والسلبية، وما يعنيه ذلك بالنسبة إلى الدول العربية النفطية، وما يجب على هذه الدول عمله للحفاظ على استدامة التنمية فيها.

اليوم الثاني
بدأت فعاليات اليوم الثاني للمؤتمر بكلمة ألقاها المهندس عمران شرف، مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل»، بمركز محمد بن راشد للفضاء، أعرب في مستهلها عن شكره لمركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، لما يقوم به من جهود تستهدف تعزيز الحوار حول القضايا التي ترتبط بمستقبل الإمارات ودول المنطقة بوجه عام.
وأشار المهندس عمران شرف إلى أن إعلان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في عام 2014 عن إنشاء وكالة الفضاء الإماراتية، وبدء العمل على مشروع لإرسال أول مسبار عربي وإسلامي إلى كوكب المريخ بقيادة فريق عمل إماراتي في رحلة استكشافية علمية تصل إلى الكوكب الأحمر في عام 2021، وضع دولة الإمارات على خريطة الدول المتقدمة في قطاع الفضاء، وأصبحت منذ عام 2018 دولة مصنعة للأقمار الاصطناعية بالكامل.
وأوضح المهندس عمران شرف أن الإمارات قطعت مرحلة متقدمة على طريق تحقيق حلمها الخاص بالوصول الى المريخ في الموعد المحدد له في ديسمبر عام 2021، حيث تم الانتهاء من مرحلة تصميم وتصنيع مسبار الأمل، وهو الآن في مرحلة الاختبار. مؤكداً أن رسالة «مسبار الأمل» هي إحياء أمل الشعوب العربية في استئناف المشاركة في صنع الحضارة العالمية مجدداً، فالعرب أرض الحضارات ومهد الديانات، وقادرون على استعادة دورهم الحضاري.

«العمل من المنزل» فرصة «لإعادة توطين» الصناعات
حملت الجلسة الثالثة عنوان «الاستراتيجية الصناعية لتنافسية مستدامة ودور التعليم في مجال الأعمال»، وترأسها الدكتور محمد عبدالرحمن العسومي، خبير في الشؤون الاقتصادية، بدولة الإمارات، وتحدث خلالها الدكتور ديفيد بيلي، أستاذ الاستراتيجية الصناعية في كلية أستون للأعمال، برمنجهام - المملكة المتحدة، الذي قدم ورقة بحثية ناقش فيها طبيعة العلاقة بين الاستراتيجية الصناعية والتنافسية الدولية.
وأشار إلى أن المشروعات الصغيرة والمتوسطة الحجم تتطلب تمويلاً ودعماً مالياً من أجل استيعاب التكنولوجيات الرقمية؛ مؤكداً ضرورة اغتنام فرص «العمل من المنزل» كفرص سانحة «لإعادة توطين» الصناعات، وضرورة الاستثمار في مشروعات البنية التحتية؛ حتى يكون في الإمكان استيعاب التكنولوجيات الحديثة؛ مثل تقنية الجيل الخامس، كجزء من سياسة صناعية أكثر شمولاً. وأكد الدكتور ديفيد بيلي أن الثورة الصناعية الرابعة ستنعكس بشكل كبير على الكثير من القطاعات والمناطق، وستكون هناك حاجة إلى سياسة صناعية تحويلية لربط التكنولوجيات، والقطاعات، والمناطق، وستتمثل التحديات التي تواجهها السياسة الصناعية مستقبلاً في الإقرار بالضرورة التحويلية لسياسة التدخل، بدلاً من المزيد من التطوير التدريجي.كما تحدث في الجلسة الدكتور دومينيك فوراي (عبر الفيديو)، وهو أستاذ كرسي الاقتصاد وإدارة الابتكار، بالمعهد السويسري الاتحادي للتكنولوجيا، في لوزان بالاتحاد السويسري، وتطرق فيها إلى الاستراتيجيات المبنية على المعطيات المكانية، والتخصص الذكي، والنظام الإيكولوجي، متسائلاً: أين يمكن أن تركز منطقة ما في مجال الصناعة والخدمات طاقاتها من أجل الاستفادة القصوى من التخصص في نشاطات البحث والتطوير والابتكار؟ وما مجالات البحث والابتكار التي يمكن أن تشكل التكملة المثلى للمقدرات الإقليمية الموجودة؛ من أجل بناء قدرات مستقبلية تساعد على خلق امتيازات تنافسية بين البلدان الإقليمية؟.
كما تحدث في الجلسة الدكتور كريستوس بيتليس، عميد كلية إدارة الأعمال، جامعة أبوظبي، الذي قدم ورقة حول التعليم في مجال الأعمال والاستراتيجية الصناعية لازدهار مستدام.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©