الخميس 16 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رشا شربتجي: «بنات العيلة» اجتماعي غير مكرّر

رشا شربتجي: «بنات العيلة» اجتماعي غير مكرّر
26 ديسمبر 2011 22:53
بعد أن احتل مسلسلها الأخير “ولادة من الخاصرة” المرتبة الأولى في الأعمال الرمضانية ذات الرسالة الواضحة التي تلامس واقع الأسر الشرقية، تعود المخرجة السورية رشا شربتجي إلى إخراج مسلسل “بنات العيلة” لتظهره مميزاً كما اعتدنا منها، متحدية جميع الظروف والأزمات التي تعصف بالعالم العربي وبسوريا تحديداً، وذلك من خلال جرأة امرأة تحاول إبراز الدراما النسائية ودفعها دوماً نحو الطليعة. وتقول رشا شربتجي لـ”الاتحاد”: “إن ما حكي عن تشابه وتكرار بين مسلسليها: السابق “أشواك ناعمة”، والحالي “بنات العيلة”، هو غير صحيح، فلكل منهما هويته وحكايته الخاصة. وتضيف: مسلسل “بنات العيلة” مكتوب بأنامل امرأة ناعمة مسالمة ورقيقة هي الكاتبة رانيا بيطار التي اعتمدت في صياغته على جرعة كبيرة من الجرأة في التعاطي. بنات تلك العائلات قصصهن ليست غريبة ولا قريبة، بل مزيج من البساطة والعمق، من البسمة والضحكة، من الرومانسية والحب، والكره، والشقاوة، والحرية والانطلاق، والغموض .. مروراً بمعاناة النجومية”. لا تنكر شربتجي أن “بنات العيلة” يضعنا أمام دراما نسائية بامتياز، لكنها لا تزيح الرجال جانباً، وفقا لما رشح عن طبيعة أدوار عدد من الممثلين الرجال. حكايا تنضح بالجمال والرقة، وتتواصل بشدة مع واقعنا، بنات جمعتهن عائلة واحدة، وفرقتهن الدنيا بدروبها الكثيرة، فحاكت كل بنت من البنات قصتها. تتابع شربتجي: “العمل اجتماعي معاصر يروي قصة مجموعة من الفتيات ينتمين لعائلة واحدة، تجمعهن الخالة الكبرى “ملك”، يترددن الى بيتها بشكل متكرر، وهي تحتوي هؤلاء الفتيات بعدما فرقتهن الحياة بظروفها المختلفة. العمل يسلط الضوء على مجموعة من القضايا والمشاكل من خلال قصص بنات العيلة المختلفة، فيصور مثلاً مرض السرطان، يحكي عن المرأة الرومانسية لتي تفتقد لحنان واهتمام زوجها، يطرح قضية الزواج بين أبناء دينين مختلفين، وانعكاسات هذا الزواج على الأطفال”. من جانبها تقول الكاتبة رانيا بيطار: “في العمل أدوار تشهد الرومانسية والحب في دور هبة، الحقد والكره في دور ميرفت، الشقاوة في دور سارة.. الغموض في دور عليا.. مروراً بمعاناة النجومية في دور ميرا، ولا ننسى الجاذبية والألق في دور رنا،? والحرية والانطلاق في دور علا، كل منهن تدفع ثمناً باهظاً لأحلامها المشروعة. هنَّ نماذج بنات تعشن في بيوتنا ومعنا لكن بأسماء مختلفة. قد تكوني أنت جارة، أختاً أو صديقة لواحدة منهن، هن منا ومن لحمنا ودمنا لشدة ما تشبهننا، وتشبهن معاناتنا في الحياة”. بيطار على وشك الانتهاء من كتابة عملها الاجتماعي “بنات العيلة”، فقد تبقت لها الحلقتان 29 30 من المسلسل. وهي تقول: “إنها التجربة الثانية لي مع المخرجة رشا شربتجي، بعد مسلسل “أشواك ناعمة”: “الحقيقة أنا استمتع جداً عندما أتعامل مع رشا، وأكون مطمئنة ضمنياً لأن نصي بين أيادٍ أمينة، وهو موعود بقدر المتعة، هناك تعب مضاعف، فهي مخرجة تتعب بقدر اهتمامها بالتفاصيل، وهذا ما يميزها حقاً، أتمنى أن يكون عملنا هذا أنجح من الذي سبقه”. «خليل» و «ملك» النجمة السورية الشابة ديمة الجندي تشارك في العمل، وتلعب أحد أدوار البطولة حيث تجسد شخصية “هبة”، وهذه الشخصية رومانسية لأبعد الحدود، تعيش مع زوجها حياة روتينية رتيبة تحاول تغييره للأفضل بمساعدة والدتها لكنه لا يتغير، ويدخل شيء ما يهز روتين هذه العلاقة ويغير مجرى حياتها. ويجسد الفنان سليم صبري شخصية “خليل” زوج الخالة “ملك”، التي تجمع العائلة وتبدأ القصص من بيتها، هو أب لثلاثة شباب، رجل متزن يحاول قدر الإمكان أن يساعد أبناءه على حل مشاكلهم دون أن يتدخل بحياتهم. يوضح صبري عن التجربة: “العمل نصه جميل، ويضم الكثير من الخطوط والشخصيات، ويصور حياتها ومشاكلها، ومن الجميل أن تقوم بإخراجه مخرجة مبدعة كرشا شربتجي”. الفنانة القديرة ثناء دبسي تطل من خلال شخصية الخالة “ملك” التي تجمع “بنات العيلة” عندها، وعن دورها في العمل تقول دبسي: “ملك” سعيدة ببنات شقيقاتها المثقفات والمتنوعات، فهناك المذيعة، والمضيفة الجوية، والمطربة، والكاتبة، وصاحبة مركز التجميل”، موضحة أن الخط يسلط الضوء أيضاً على ابنها الذي يعمل في مجال الإعلام، ولديه برنامج مهم يهاجم فيه أخطاء الدولة، وفي أحداث العمل يتم تغيير برنامجه إلى اجتماعي، ولكنه ينجح أيضاً في هذا العمل، مثبتاً أن الناجح ناجح في كل مكان. وتحدثت دبسي عن رأيها بالشخصية، فتقول:”ملك” إنسانة طيبة وهادئة وظريفة، تواجه المشاكل بالحكمة والقوة”.?دبسي أوضحت أنها تحب العمل مع المخرجة رشا شربتجي، “لأنها دائماً متفهمة، ودائماً تترك المجال للممثل كي يبدع، فتمنحه حريه العمل، وتساعده على أن يُظهر كل مواهبه، كما أن لديها عيناً جميلة في الإخراج”. مشاكل متدحرجة عن المشاركة في هذا العمل تقول الفنانة الكبيرة مها المصري: “العمل اجتماعي بحت وهو يتحدث عن مشكلات تتعرض لها فتيات من عائلة واحدة، وكيف تكون مشكلة كل بنت مرتبطة بمشكلات البنات الأخريات، لا بل وكيف أن كل فتاة تصبح مع تقدم الأحداث تخشى من حدوث مشكلة مع أي فتاة لأن بعض المشكلات كانت تؤدي إلى تبلور مشكلات خفية لدى الأخريات... وهكذا...”. وتتابع: “تعاونت مع رشا في أكثر من عمل درامي، كان آخرها مسلسل “ولادة من الخاصرة”، وهو كان من أقوى الأعمال التي قُدمت خلال دراما رمضان 2011. العمل كان واقعياً جداً في تسليطه الضوء على مشاكل الطبقة الفقيرة المسحوقة، وقد اتهم البعض العمل بالسوداوية، ولكنني أعتقد أن قسوة بعض المشاهد في العمل كان لها مبررها الدرامي المستمد من واقعنا المؤلم . واعتبرت الفنانة السورية أن العمل أعاد الاعتبار للبطولة الجماعية، لأن البطولة كانت موزعة بالتساوي على كل الفنانين، بدليل أن الفنانين الذين جسدوا أدواراً صغيرة، وحتى الكومبارس، أخذوا حقهم وظهروا بشكل مميز”. ?هويدا وأول وقوف عن مشاركتها في مسلسل “بنات العيلة” تصرّح الفنانة هويدا أنها “خطوة غريبة جدًا بالنسبة لي كهويدا، أن أكون موجودة في مسلسل سوري، ولكن بما أن مشاركتي مع مخرجه كبيرة ومبدعة كرشا فإنها تضيف لمسيرتي.. كنت أحب أن أشارك في الدراما منذ زمن، وللأسف لم يحدث من قبل، وأتمنى أن أكون عند حسن ظن رشا وأن أعطي من قلبي في هذا العمل ولا أكون مجرد ممثلة فقط”.? وكشفت هويدا أنها تجسد في العمل شخصية المطربة “ميرا”، موضحة أنها ستقدم أغنيات خلال المسلسل.? وعن أول لحظات وقوفها أمام كاميرا الدراما، قالت هويدا: “كنت مرعوبة، وعندما انتهيت من المشهد الأول بدا علي التوتر، لكن رشا ساعدتني وطلبت مني أن أهدأ، بقيت في خوفي هذا لمدة 3 أيام لكنني أعتقد أنني تخلصت منه اليوم”. ?وأضافت المطربة السورية: “المشكلة في الحوار، فعليك أن تحفظ الحوار وتؤدي بوجهك ردود أفعال في الوقت نفسه، رغم هذا أحببت العمل في التمثيل، وأتمنى أن أعيد التجربة”. نتائج ذات قيمة الفنان نضال سيجري المشارك في العمل، يوضح أن أهمية النص تكمن في بساطته، ومدى تشابه تقاطعاته مع الأمهات والسيدات المحيطات بنا، فهو يقدمهن بطريقة قريبة جداً من الواقع، والجميل أن البطولة في هذا العمل نسائية بحته وهذا يدعو للفرح، كون الأدوار النسائية تأتي في الصف الثاني إلا في بعض الأعمال القليلة والتي كان منها “جلسات نسائية” وأعمال أخرى قليلة. أما عن مخرجة العمل رشا شربتجي وتعامله معها يقول سيجري:”أعتقد أن نتائج “بنات العيلة” ستكون ذات قيمة فنية تقدم للمشاهد السوري والعربي، لأن مخرجة العمل الأستاذة رشا شربتجي من المخرجين الشباب الذين يملكون القدرة على تحويل الورق إلى حياة، وتحويل الشخصيات التي هي من حبر على ورق إلى شخصيات من لحم ودم بعلاقتها بالممثلين وكذلك الفنيين الذين يحاولون أن يقدموا أبهى ما لديهم”. تحريك الركود عن شخصيته في العمل يقول سيجري: “أجسد شخصية “كمال”، فنان تشكيلي رومانسي شاعري فقد صوته أثناء عملية جراحية فهجرته زوجته الأجنبية وعادت إلى بلادها، يلتقي بامرأة عن طريق الصدفة فتُنسج لهما حكاية بسيطة يتخللها الإعجاب والاشتياق والحنين ولحظات تنحى باتجاهات حميمية، ولكن ولسبب وضع هذه المرأة الاجتماعي ينسحب “كمال” من حياتها بهدوء كما دخل كي لا يسبب لها أي أذى لعلاقتها مع أسرتها ومع محيطها، ولكن بعد أن يخرج نكتشف بأن “كمال” من خلال وجودة الرقيق قد حرك بحيرة من العواطف لدى تلك المرأة كانت راكدة وساكنة”. مشاركة مصرية الفنان المصري احمد زاهر يشارك في العمل مع ابنته الطفلة ليلي، وهو توجه الى سوريا لتصوير دوره الذي تستغرق مدته ثمانية أيام.. كما يشارك كل من الفنانين كنده علوش وباسم ياخور وجيني إسبر التي تلعب شخصية “د.صبا” العاملة في مستشفى للأطفال، تقول اسبر إنها سعيدة بهذه الشخصية خاصة انها تختلف عن كل الشخصيات التي سبق وقدمتها، كما أنها سعيدة بالتعامل مع المخرجة رشا شربتجي، وتضيف: “ما شجعني للمشاركة في هذا العمل هو أنه من إخراج رشا شربتجي، إضافة إلى نصه الجميل، ولكونه أيضاً من أعمال البطولة الجماعية”. كذلك توضح أن المسلسل يتحدث عن مشاكل النساء في المجتمع، ونظرة الناس إلى المطلقة مهما كان موقعها الاجتماعي أو المادي، وكيف أنها تتعرض لمضايقات وإزعاجات.
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©