الخميس 16 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العائلة أمام مفترق طرق يزيد صعوبة اختيارها للمسلك الصحيح

العائلة أمام مفترق طرق يزيد صعوبة اختيارها للمسلك الصحيح
27 ديسمبر 2011 00:49
يبرز دور العائلة في تنشئة الأبناء على السلوكيات القويمة، التي تحميهم من متغيرات العولمة وتأثيراتها السلبية على الأجيال الجديدة، في ظل معاناة البعض من الشتات الاجتماعي وبالإضافة إلى ضعف الروابط الأسرية، ودخولها في مفترق طرق يصعب عملية اختيار المسلك الصحيح. إلى ذلك أكدت حسناء بركات داوود وزيرة ترقية المرأة في جيبوتي ضرورة تفعيل دور العائلة، والاهتمام بالأمور التربوية وتأثيرها على الهوية الوطنية للفرد باعتبار ذلك من مرتكزات إنقاد هذه الأجيال من الأطفال من الضياع وسط الانفتاح الذي يعرفه العالم، مشيدة في هذا الصدد بما تقوم به دولة الإمارات بأنشطة وفعاليات تربط الشباب بماضيهم، وتجعل من مستقبلهم امتدادا لحاضرهم وماضيهم، مما يزيد من الانتماء والهوية الوطنية لدى جيل الشباب. دعت حسناء بركات داوود وزيرة ترقية المرأة في جيبوتي إلى زيادة الاهتمام بقضايا الأسرة في العالم خاصة العربي، وسن التشريعات التي تعزز دورها وتزيد من تفاعلها في مجتمعها. جاء ذلك خلال مشاركتها في «قمة الأسرة العالمية+ 7« التي استضافتها أبوظبي ونظمها مؤخراً الاتحاد النسائي العام والمنظمة العالمية للأسرة تحت الرعاية الكريمة من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيس المجلس الأعلى للأمومة والطفولة. وأضافت أنها تريد أن تكون متفائلة بأوضاع المرأة والأطفال في العالم لكنها لا تستطيع ذلك، نظرا لمعطيات الواقع خاصة في بعض البلدان حيث انتشار المجاعة والأمية، مؤكدة ضرورة سن قوانين تحمي المرأة وتساعدها على ممارسة حياتها السياسية. الاستقرار للأسرة وقالت إن الوزراء استعرضوا خلال القمة عدداً من تجارب بلدانهم في مجال مكافحة الفقر وتحقيق الاستقرار للأسرة، كما استعرضوا العديد من الموضوعات المتعلقة بصحة المرأة والطفل، وعرفت الجلسات الحديث عن قصص نجاح بعض الدول في هذا المجال، وتضمنت أوراق الأعمال التي قدمت خلال جلسات القمة، ما قامت به بعض البلدان المشاركة وما ستقوم به لتحقيق الأسر المستدامة، بالإضافة للنقاشات التي رافقت الجلسات. وتساءلت بركات خلال الجلسة الثانية من القمة عن دور المنظمات وما الحلول الفعلية التي تقدمها بالنسبة للأسر التي تعاني من الفقر المدقع؟، وذكرت أيضا بركات أنها تريد أن تكون متفائلة فيما يخص المخاطر البيئية، لكنها لا تستطيع، مشيرة في سياق حديثها إلى أنه يتم الحديث عن هذه المسألة لمدة تجاوزت أكثر من 20 سنة، وتم عرض المشاكل والحديث عن التوعية أما الإصلاح فهو متأخر. وقالت إن مسألة التوعية تتطلب وقتا طويلا، وهذا يعطل السياسات، متساءلة عن كيفية تفعيل الحلول وتفعيل هذه السياسات البيئية على أرض الواقع؟، بقولها: أريد الحديث عن دول في طور النمو كيف ستوفر التغذية ومكافحة المجاعة التي تعصف ببعضها ؟ وأعطت مثالا بقطع الأشجار من طرف بعض الدول وما سيترتب عن ذلك مستقبلا على البيئة. الهوية والاستدامة وقالت الوزيرة حسناء بركات من جيبوتي إن أوضاع الأسر في بلدها تتسم ببعض الخصوصية، موضحة أن المشاكل العائلية في جيبوتي كباقي المشاكل في كل أنحاء بلدان العالم الثالث، من الناحية الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، فالعالم أصبح قرية صغيرة جدا، وما يحصل في هذا المكان يصل صداه للمكان الآخر من الكرة الأرضية، لهذا فالتحديات أصبحت كبيرة، وبالتالي أضيفت أشياء أخرى لتحقيق استقرار الأسرة لم تكن موجودة في السابق، وكانت تنحصر في ضرورة توفير الموارد الطبيعية من أكل وشرب واحتياجات الأسرة من تمدرس وحقوق وغيرها، إذ بات ضرورة حمايتها من الناحية الثقافية، ومن حيث الهوية، فالتربية على هذا المفهوم أمر ضروري جدا اليوم. وأشارت بركات إلى ضرورة أن نربي أطفالنا على القيم والمبادئ واحترام الأهل وحسن معاملة الآخر، معتبرة هذا الأمر مهماً في بناء وتوازن الفرد نفسه، ليكون مرتكزا على أسس، مشددة على أهمية ربطهم بماضيهم، ليعرفوا من أين أتوا ونربطهم بجدورهم، وهذا تحد يواجه هذا الجيل الجديد من الأطفال كما يواجه الأجيال القادمة بشكل أكبر، نظرا للانفتاح التي تشكله وسائل الاتصال والتواصل في العالم، والخوف أن يكبر هؤلاء دون الارتكاز على أرضية صلبة، أو بدون أرضية أصلا، وضياع الهوية يسبب شتاتا فكريا وثقافيا ويخلق أجيالا هشة لا أسس لها. المجتمع شاب أما عن المشاكل التي تشكل نقصا عند الأسر في جيبوتي أضافت ركات، على الرغم مما تقوم به الحكومة في مجال توفير المساحات الخضراء، فإنني أعتقد أن هناك نقصا في أماكن اللعب خاصة في المدن، وأكدت بركات أن الأطفال يشكلون نسبة 50? من مجموع سكان جيبوتي، أما الفئة الفتية بشكل عام فهي تمثل نسبة 70? وتشمل الأطفال والشباب، واعتبرت بالتالي بأن الشعب الجيبوتي شعب شاب، وهذا من جانب آخر يمثل تحديا في توفير الدراسة، وتوفير مخرجات للشغل، ورهانا لنقل المعرفة والتربية على أسس متينة حسب قولها. وفي ساق آخر قالت الوزيرة إن نسبة التمدرس في بلادها تكاد تصل نسبة 100? في وسط كل الأطفال الذين يصل سنهم سن التمدرس، إلى ذلك تضيف: أما بالنسبة للفتيات المتمدرسات في القرية فإن 50? منهم يكملون دراستهم في المدينة نظرا لصعوبة ذلك في قراهم، نظرا لنقص المرافق. النساء في البرلمان وأفادت وزيرة ترقية المرأة في جيبوتي أن تمثيل المرأة في البرلمان وبلغ نسبة 15 ? وذلك بعدد 9 نساء منتخبات مقابل 65 نائبا منتخبا، أما عن المشاكل المرتبطة بالأسرة، فقالت إن مشاكل الطلاق تعتبر كباقي البلدان، وليست هناك خصوصية ترتبط بها، وترجع في غالب الأحيان إلى مشاكل عائلية أو مالية أو نفسية شخصية، مشيرة إلى أن هناك سياسة في جيبوتي لمناهضة الفقر، وذلك بإعادة توزيع الثروات، وهي سياسة تضامنية تنهجها الحكومة، وتتكفل إحدى الاستراتيجيات والتي تقدم لفائدة كل الفئات الاجتماعية إذ تتكفل بمشاريع لدعم البنية التحية وتشغيل العاطلين عن العمل وتوفر الحماية الاجتماعية. حق تبادل الخبرات وعن قمة الأسرة العالمية التي بحثت عبر حلقات نقاش عدة مواضيع أبرزها، التحديات التي تواجه النهوض بأوضاع المرأة في العالم وتعزيز قدرتها الإنتاجية، وتوفير فرص العمل اللائق والقضاء على الفقر وتحقيق الأهداف الإنمائية الألفية، وإشكاليات التنمية المستدامة والنمو الاقتصادي في الدول النامية في ظل التحولات الاقتصادية والاجتماعية الراهنة، قالت وزيرة جيبوتي إن هذه القمة سمحت للبلدان المشاركة بالحديث عن دور الأسرة في بلدانهم، كما سمحت لنا بالاطلاع على ما يحصل داخل باقي البلدان، بحيث قدم كل وزير تجارب بلده الشخصية، التي يعتمد عليها في تنمية الأسرة بشكل مستدام، وأشادت بركات بقيمة المؤتمر وقالت إنه مؤتمر جيد للغاية. دور العائلة قالت حسناء بركات داوود وزيرة ترقية المرأة في جيبوتي: لتجنب انحراف الأطفال يجب تفعيل دور العائلة الممتدة، التي ستلعب دورها في تقليص المشاكل الجديدة التي يعرفها العالم اليوم، إذ نحاول تفعيل هذا الدور في جيبوتي، لأنه محافظتنا على العائلة الممتدة فإننا نضمن نقل ثقافة وقيم الجد والجدة للأحفاد، ونحافظ بالتالي على توازن الفرد، ويتربى الصغير على أرضية صلبة، كما نحاول من خلال ذلك التربية على قيم التضامن، والتكافل بين أفراد الأسرة، وهي القيم مهمة جدا بالنسبة للأطفال، هكذا فنحن محتاجون لتربية الأطفال وسط ذويهم للنهل من الحب والتربية على القيم.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©