الخميس 16 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

استراتيجية بيئية لإكثار الحبارى

24 ديسمبر 2011 20:12
عمليات الإكثار والإطلاق للطيور أو الحيوانات المعرضة للانقراض، تأتي ضمن إطار الجهود الاستراتيجية التي تبذلها الدولة، لزيادة وتعزيز أعداد الكائنات المحمية دوليا ومحليا. وهناك برنامج متكامل وضعته وتسعى لتنفيذه الدولة منذ عدة سنوات، بمشاركة مركز الإمارات لتنمية الحياة الفطرية، ومنه إكثار الحبارى في الأسر لزيادة مخزونها أو رصيدها المتجدد، للإسهام في برامج إعادة التوطين من خلال إطلاقها في محميات طبيعية، لزيادة أعداد طيور المجموعات البرية. ويعتبر إطلاق الحبارى في البرية بالإمارات جزءا هاما من استراتيجية أبوظبي، والتي استندت على الرؤية الثاقبة والمبادرات الرائدة التي أطلقها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وبتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وركزت على تحديد وتقييم البيئات المناسبة للحبارى، ورصد أعدادها على طول نطاق انتشارها الطبيعي في آسيا، وتوظيف كوادر مؤهلة لمراقبة وتقييم تأثير الصيد، والاهتمام بتطوير وتنفيذ برامج للإكثار في الأسر، لتوفير الطيور اللازمة لزيادة أعداد طيور الحبارى البرية، وإعادة الإطلاق في البيئات الأخرى المناسبة. ويعد مركز الإمارات لتنمية الحياة الفطرية مثالا متميزا للجهود الاستراتيجية التي تبذلها دولة الإمارات، لدمج الأسس الثلاثة للتنمية المستدامة والمتمثلة في حماية البيئة والتنمية الاقتصادية والتنمية الاجتماعية، ويعد واحدا من أنجح البرامج العالمية للحفاظ على طائر الحبارى، ويستخدم من خلاله أحدث الابتكارات العلمية لتربية وإكثار الحبارى، ومن ثم تهيئتها للتأقلم مع البيئة الخارجية وإطلاقها بعد ذلك إلى الحياة البرية، وتأتي فيما بعد جهود متابعة تحركات الطيور بعد إطلاق سراحها بدقة وعن كثب. أصبح واضحا للعالم المتقدم في مجال التوازن الإيكولوجي، وفي مجال حماية الكائنات المعرضة للانقراض الجهود التي تبذلها دولة الإمارات، خاصة ضمن الإطار الخاص بالحفاظ على أعداد طيور الحبارى الآسيوية في البرية، ويعمل المركز الوطني لبحوث الطيور على إعادة توطين أعداد من طيور الحبارى في البيئة الصحراوية بالدولة، لتكون محطة ضمن خارطة المواقع التي تتكاثر فيها طيور الحبارى الآسيوية. وبني مركز الإمارات لتنمية الحياة الفطرية على أحدث الطرز والتقنيات التي تجعله مؤهلا للجهود الكبيرة في هذا المجال، وبه عدة محطات للإكثار حيث تحتوي المحطة الأولى على ثلاثة آلاف قفص، وتتسع لأكثر من ألفي طائر والمحطة مجهزة لمرحلة ما قبل إطلاق الطيور في البرية، وتضم مبنى حديثا للحضانة والتفقيس، ويتم تفريخ حوالي 5 آلاف طائر سنويا، أما المحطة الثانية والتي أنشئت عام 2005 فستكون قادرة على تفريخ 10 آلاف طائر في العام بحلول سنة 2014. كما يضم المركز محطتين ميدانيتين دائمتين مجهزتين بمنشآت لعمليات ما قبل الإطلاق، ويمتلك المركز اليوم بنك بيانات وقاعدة معلومات تشكل مرجعا بالنسبة للباحثين من مختلف أنحاء العالم، ويمثل نموذجا حيا للعلاقة التي تربط التراث بالطبيعة، كما يعكس دور الدولة في رعاية المبادرات الهادفة للمحافظة على الحياة البرية، وإحداث توازن عام في البيئات المختلفة، ما يؤثر بشكل إيجابي على مختلف أنواع الحياة على كوكب الأرض. المحررة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©