فعاليات «عوافي» تبهر الزوار من عشاق البيئة ورواد الطبيعة

اهتمت فعاليات مهرجان عوافي التي بدأت الجمعة الماضي، بإرضاء الأذواق المختلفة لزوار المهرجان من عشاق البيئة ورواد الطبيعة، وراعت أعمارهم المختلفة، ومنحتهم فرصة العيش في لحظات من البهجة والفرح وممارسة الأنشطة المتنوعة. قال الشاب المواطن راشد سعيد من العين إنه قدم إلى عوافي للتصعيد بسيارته إلى تل العرقوب الذي يعد أعلى التلال الرملية، مثمناً جهود حكومة إمارة رأس الخيمة في تنفيذ عدد من الطرق للوصول إلى منطقة عوافي، والمساهمة في تخفيف الازدحام المروري، بالإضافة إلى أن كافة المرافق الخدمية في عوافي متكاملة من مطاعم ودورات مياه ونقطة أمن وعيادة صحية. وأشار إلى أن تنوع فعاليات مهرجان عوافي في دورته التاسعة، وقال إنها ركزت على استقطاب العديد من الزوار إلى هذه المنطقة السياحية، التي تتمتع بطبيعة خلابة، ومناظر ساحرة تستحق زيارتها في هذا الوقت من العام، خاصة من تحسن الأحوال الجوية، وتمتع دولة الإمارات بطقس معتدل خلال الفترة المقبلة. عطلة الربيع وقال الطفل أحمد محمد 10سنوات الطالب في الصف السادس الابتدائي إنه يغتنم عطلة العام الدراسي لقضائها وسط عائلته في ربوع منصة عوافي لقيادة دراجته النارية ذات الدفع الرباعي على التلال الرملية مع شقيقاته، منوهاً إلى أن لديهم عزبة في المنطقة يجلسون بها طوال فترة العطلة الربيعية من كل عام للتمتع بالحياة البرية الطبيعية التي كان يعيشها الأجداد في الماضي. وعبر أحمد بطريقة طفولية عن سعادته بالتواجد في المهرجان ومتابعة فعاليات التي نالت إعجابه، ومتعته بالأجواء المبهجة في المكان، مشيراً إلى أنها زادت من حركته ونشاطه، وجعلته يفكر في أداء حركات جديدة بدراجته، لكنه يراعي اشتراطات الأمن والسلامة، حتى لا يتعرض للإصابة بمكروه. وأوضحت المواطنة فاطمة سيف أن أنشطة مهرجان عوافي أعادتنا إلى الماضي البدوي الجميل، وخلصتنا من ازدحام المدن وصخبها المرتبط بصيحات العصر المختلفة، وأرجعنا إلى لحظات من الهدوء في نزهة طبيعية، تجمع كل أفراد العائلة في جلسات سمر، يتبادلون خلالها أطراف الحديث، خاصة عن الذكريات وكيف كانت حياة الآباء والأجداد، وما واجههم من صعوبات كبيرة بذلوا الكثير لتذليلها، حتي نعيش نحن خلال هذه الأيام رغد العيش ونهنأ بما نحن عليه الآن. وقالت فاطمة سيف، نجلس حول الحطب لطهي الطعام ومن ثم تجتمع العائلة حول النيران في جلسات نقوم خلالها بإعداد الشاي والقهوة للزوار من الأهل والأصدقاء أو الأسر الزائرة للمنطقة مع ممارسة شوى الفندال«البطاطا الحلوة» والذرة وغيرها من المأكولات التي تجهز بالحطب. عيادة طبية من جهة أخرى تقدم العيادة الطبية المتواجدة في منطقة عوافي السياحية العديد من الخدمات العلاجية للزوار، حيث تعمل دون توقف، ووجدت العيادة تعاوناً كبيراً من المواطنين الذين قاموا بالتبرع بدمائهم، ومن جانبه أكد محمد راشد الشحي نائب مدير منطقة رأس الخيمة؛ أن المنطقة وفرت كل الاحتياجات الطبية خلال فترة المهرجان، التي تتمثل في كادر طبي وتمريضي على كفاءة عالية يعمل على مدار 24 ساعة وسيارة إسعاف، بجانب فريق عمل للتثقيف الصحي يقدم محاضرات جماعية وفحوصات طبية وزيارات ميدانية للمخيمات لمناقشة الكثير من المشاكل الصحية العصرية، كالتدخين والسكري والخمول والبدانة والعادات الغذائية السيئة، بالإضافة الى حملات تبرع بالدم خلال فترة المهرجان. وأشاد الشحي بتجاوب الجمهور مع الفريق الطبي المتواجد طيلة فترة المهرجان من خلال التبليغ الفوري لأي طارئ صحي أو إصابات، وتفادى الحلول الفردية كتوصيل المصاب بسيارة خاصة للمستشفى، حيث يتطلب ذلك الكثير من الوقت للازدحام الكبير المتوقع، موضحاً أن العيادة الطبية المتجولة والثابتة ستكون على مرأى الجميع وتقدم خدماتها الإسعافية والعلاجية والتثقيفية. وقالت الفنانة ميادة الحناوي خلال حضورها حفل افتتاح الدورة التاسعة لمهرجان عوافي 2011 إن هذه المرة الأولى التي تتابع فيها فعاليات مهرجان عوافي التراثي السياحي، الذي يعكس حضارة وتراث دولة الإمارات العريق، مشيرة إلى أنها دائمة الحضور إلى دولة الإمارات للمشاركة في الحفلات أو للسياحة، حيث تشعر بالراحة والاستجمام خلال زيارتها للدولة. وأكدت أنه في كل زيارة ترى معالم نهضوية جديدة تضاهي دول العالم المتقدمة، لافتتاً إلى أنها زارت رأس الخيمة قبل 13سنة، ولاحظت خلال زيارتها الحالية التطور العمراني والنهضة التي تشهدها الإمارة، ومواكبتها لمختلف معالم النهضة التي تشهدها الدولة في شتى المجالات. وقالت الفنانة الكويتية حياة الفهد إنها أعجبت كثيرا بالطبيعة الخلابة التي حبا الله بها مختلف إمارات ومناطق الدولة، وخاصة منطقة عوافي التي قامت بزيارتها وتفقدت تلالها الرملية، مثمنة جهود حكومة رأس الخيمة في ترك المنطقة على طبيعتها البرية البكر لاستقطابها راغبي البر. وثمنت حياة الفهد النهضة العملاقة التي تشهدها دولة الإمارات في مختلف مناحي الحياة، والتي تعكس اهتمام القيادة الرشيدة بالمواطنين والوطن من خلال جعل اسم دولة الامارات خفاقا دئما في شتى المحافل الخليجية والعربية والعالمية، مشيرة إلى أنها دائمة الزيار إلى دولة الإمارات عامة ورأس الخيمة للتمتع برؤية المناطق السياحية والتراثية ومراكز التسوق وللتصوير العديد من أعمالها الفنية في أبوظبي ودبي، مشيرة إلى أن جديدها تصوير مسلسل تلفزيوني جديد في الإمارات في القريب العاجل يحمل اسم «حبر العيون» ويشاركها في التمثيل نخبة من الفنانين الكويتيين. من جانبه أوضح الدكتور محمد عبد اللطيف نائب رئيس مجلس جمعية الإصلاح الاجتماعية الثقافية الرياضية في رأس الخيمة أن الجمعية أطلقت في نطاق فعاليات مهرجان عوافي 2011 حملة توعوية بعنوان 10X 10، تتضمن تنفيذ 10 حملات توعية، تتمحور حول الجوانب الثقافية والوطنية كافة، بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني في الإمارات، كما تتضمن الحملة 10 إرشادات اجتماعية يتم تقديمها من خلال الخبراء والمختصين لكل حملة، بالإضافة إلى 100 جائزة قيمة، بواقع 10 جوائز في اليوم، يتم السحب عليها في كل حملة بالإضافة إلى جائزة أخرى يومية. وأضاف أن الفعاليات بدأت يوم الجمعة الماضي بمحاضرة للدكتور سلطان بن خالد القاسمي تحت عنوان الوقاية من المخدرات والتدخين، التي أقيمت على مسرح عوافي وقوبلت المحاضرة بتفاعل كبير مع الجمهور من جميع الفئات والأعمار. حملة 10X 10 يهدف برنامج حملة 10X 10 إلى تعزيز القيم الاجتماعية والوطنية والثقافية لدى الشباب وتوعيتهم بالمخاطر والآثار السلبية لبعض السلوكيات والممارسات الخاطئة ووسائل التعامل معها، كما يهدف إلى إثراء الجانب الثقافي والاجتماعي لمهرجان عوافي، الذي يعد من إحدى أهم الفعاليات التي تقام في الإمارة. وتتضمن محاضرات الحملة عدة محاور مثل المحافظة على الصلاوات وبر الوالدين والسلوكيات الحضارية واحترام النظام والانتماء للوطن، وعدد من المواضيع التوعوية، التي تهم الشاب في مختلف مجالات حياته.