الأربعاء 15 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

الريش.. ثقيل في ميزان التجارة

الريش.. ثقيل في ميزان التجارة
22 فبراير 2020 00:33

حسونة الطيب (أبوظبي)

من طوكيو إلى تورنتو، يلجأ الناس لحماية أنفسهم من ويلات البرد القارس، بارتداء المعاطف المحشوة بالريش أو الزغب. وبعد أن بلغت ذروتها مطلع تسعينيات القرن الماضي، تراجع إلى حد كبير حجم تجارة الريش التي كانت تلبي متطلبات دور الموضة الغربية، إلا أنها ظلت تتمتع بأهمية تجارية.
ويزن حجم تجارة ريش الطيور في الاقتصاد العالمي 3 تريليونات دولار، ولا تنطوي فقط على العرض لمقابلة الطلب، حيث يمثل الريش المحشو داخل المعاطف، منتجاً ثانوياً لطيور البط والإوز، التي ينتهي بها المطاف على الموائد.
وفي الفترة بين 1899 إلى 1920، شكلت نحو 15 ألف كيلو من ريش الطيور، تراوح عددها بين 15 إلى 20 مليون ريشة، حجم صادرات أميركا الجنوبية من الريش، بحسب موقع «ريسيرشجيت».
وعلى مدار الـ 25 عاما الماضية، نتج عن طلب الملابس الشتوية، زيادة في حجم تجارة الريش العالمية بنحو ثلاث مرات، وناهزت تجارته السنوية العابرة للحدود، وزن 90 ألف سيارة، يجيء 80% منها من الصين.
وفيما يتعلق بالسعر، يعتبر ريش صدور البط، الأغلى ثمناً، بتكلفة تراوح بين 25 إلى 50 دولاراً للكيلو جرام الواحد، أي ما يقارب 10 أضعاف سعر الكيلو من لحمها. ويقدر إنتاج الطائر الواحد، بنحو 2,5 كيلو جرام من اللحم، مقارنة مع 15 جراماً فقط من الريش الناعم، ما يعني أن قيمة البط تكمن في لحمه وليس في ريشه. ويشكل الريش الناعم، 3% فقط من قيمة البط.
وكادت تربية النعام في جنوب أفريقيا، التي انتشرت بعدها لأميركا ودول أفريقية أخرى، أن تكون حكراً على تجارة الريش، إلا أن الجلد واللحم، أصبح أكثر أهمية اقتصادية في الوقت الحالي.
وتعتبر الصين، أكبر منتج ومستهلك للبط والإوز في العالم، حيث ارتفع استهلاك الفرد السنوي من 270 جراما في 1978، إلى أكثر من 2 كيلو جرام حالياً. وكل 3 من البط يتم أكلها حول العالم، 2 منها في الصين. كما تشكل الصين، 95% من مجموع الإوز الذي يتم ذبحه حول العالم.
وسواء للمعاطف أو الوسائد، تظل تجارة الريش ليست كخفته، بل مصدر للذين يبحثون عن الدفء والهروب من قسوة البرد والحصول على قسط كافٍ من النوم العميق.

أدي باور
حصل أدي باور، على براءة اختراع أول معطف تجاري من الريش في عام 1940، وتمكنت شركات مثل، كندا جووز، المختصة في ملابس الوقاية من البرد القاسي، وشركة مونكلر، من جني مليارات الدولارات، من خلال تصميم سترات تحمل علامات تجارية عالمية.

الملبوسات المحشوة
انتشرت الملبوسات المحشوة بالريش بين الناس، حيث يعتبر الريش، أكثر المواد التي تجود بها الطبيعة لتدفئتهم. ويعود تاريخ صناعة أول معطف من الريش لعام 1922. ونظراً لخفة وزنه، لا يمكن لأي متسلق جبال الاستغناء عنه حالياً، بل عندما نجح أدموند هيلاري وتينزنج نورجاي في تسلق قمة إفرست للمرة الأولى في 1953، كان معطف الريش خير رفيق لهما.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©