الأربعاء 15 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«أبناء العراق» مستهدَفون

30 يناير 2012
مهند محمود لا يستطيع إيجاد مكان له في العراق الجديد. فإذا كان الجيش الأميركي الذي قام بتوظيفه إلى جانب أكثر من 80 ألف مقاتل سني آخر من أجل محاربة المتمردين التابعين لتنظيم "القاعدة"، قد رحل للتو، فإن المتمردين لم يفعلوا بكل تأكيد. ما الحكومة العراقية، والتي باتت تخضع على نحو متزايد لهيمنة القوى الحزبية الشيعية، فإنها حذرة ومتحفظة بشأن توظيف المقاتلين في صفوف قوات الأمن. ثم إنه حتى في حال تمكن محمود من الحصول على مثل هذه الوظيفة، فإن بعض السنة جد مرتابين في الحكومة الجديدة لدرجة أنهم قد لا يجدون غضاضة في وصفه هو وأمثاله بالخونة. وكعضو في "أبناء العراق"، الذين يُنسب إليهم الفضل على نطاق واسع في مساعدة الولايات المتحدة على إعادة الاستقرار إلى البلاد قبل سنوات، يقول محمود وزملاؤه إنهم تعرضوا للتهميش والإقصاء، حتى في الوقت الذي يتعرضون فيه للملاحقة من قبل المتمردين بشكل يومي. وفي هذا السياق، قال محمود مؤخراً، بعد أن توقف عن وظيفة إصلاح خطوط الكهرباء التي تمتد من مولد كهربائي يزود منازل الحي ومتاجره بالتيار الكهربائي من أجل استراحة قصيرة: "إنني مستعد لمحاربتهم من جديد". والواقع أنه منذ سنوات والحكومة العراقية تسعى جاهدة لتنفيذ مخطط رعته الولايات المتحدة، ويقضي بإيجاد وظائف في الجيش والشرطة للمقاتلين السنة، والذين يُعتبر بعضهم أبطالاً حقيقيين، وبعضهم كانوا متمردين سابقين، غير أن الطريقة التي ستعاملهم بها الحكومة خلال الأشهر المقبلة يمكن أن تشكل فرصة من أجل المصالحة، أو قد تهدد بتوسيع وتكريس الانقسام الطائفي في البلاد، وبخاصة إذا ما قام أعضاء "أبناء العراق" بالعمل بشكل مستقل ومنفرد أو -وهذا هو الأخطر- الانضمام إلى مجموعات مثل تنظيم "القاعدة في بلاد الرافدين". في هذه الأيام، وعلى الرغم من ازدياد أعمال العنف، إلا أن "أبناء العراق" باتوا مستهدَفين بشكل خاص حيث يتعرضون لمحاولات اغتيال يومية. فهم يُعرفون عبر مختلف أرجاء العراق باسم "الصحوة". وخلال الأسبوع الماضي فقط، تعرض أربعة عراقيين على علاقة بـ"الصحوات" للاغتيال في يوم واحد. وقد مات اثنان يوم الثلاثاء الماضي جراء انفجارين متزامنين خارج منزليهما في الفلوجة، في حين مات آخر بعد أن أطلق عليه النار متمردون أغاروا على منزله وقتلوا أيضاً زوجته وثلاثة من أطفاله، كما قال قائد الشرطة في المنطقة العقيد صباح الفلحي. أما الرابع، المولى نديم جبوري، فقد أُطلقت عليه النار من قبل مسلحين بواسطة مسدسات مزودة بكاتم للصوت، حسب مسؤولين أمنيين. وكان جبوري في الماضي عضواً في تنظيم "القاعدة في بلاد الرافدين"، لكنه تخلى عنه في عام 2007 وأقنع العديد من السنة بمحاربة التنظيم الإرهابي. وخلال العامين الماضيين، كان يعيش في الأردن، لكنه كان يزور العراق بين الحين والآخر ويتحدث مع "الصحوة" والزعماء السنة. وفي هذا السياق، يقول ستيرلنج جينسن، الذي يدرس هذه الحركة في "مركز الشرق الأدنى وجنوب آسيا للدراسات الاستراتيجية"، والذي عمل مترجماً لحساب قادة عسكريين أميركيين في العراق إبان الحرب: "إنهم الأشخاص الأكثر استهدافاً وضعفاً في العراق". ومن جانبه، يقول مصطفى شبيب، وهو أحد زعماء "أبناء العراق"، وكان قد نجا من أربع محاولات اغتيال بواسطة سيارات مفخخة، ويقدِّر أن نحو ستة من أعضاء المجموعة يتعرضون لهجمات يومية عبر مختلف أرجاء البلاد: "لقد بتنا ملاحَقين من قبل جميع الإرهابيين!". دان مورس - بغداد ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©