؟ تحدث الأديب والروائي الإسرائيلي ''دافيد جروسمان'' أمام حشد هائل من حضور الاحتفال بالذكرى العاشرة لاغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إسحق رابين، منتقداً إسرائيل وحربها واستعراضها لقوتها العسكرية التي ظهرت هشاشتها وأنها أضعف بكثير من دعايتها الإعلامية، وأنها غير قادرة على حماية نفسها بنفسها دون الاعتماد على أميركا وحلفائها في الغرب، كان ظهور ''جروسمان'' الذي اعتزل الناس بعد وفاة ابنه ''أوري'' في الحرب الأخيرة على لبنان، ''جروسمان'' صبّ جام غضبه على أولمرت ذاكراً رحيل ابنه في الحرب وصمته بعده: ''سيدي رئيس الوزراء·· لا أقول هذه الكلمات من خلال شعور بالغضب أو الانتقام، انتظرت فترة كافية حتى لا أتخذ رد فعل من خلال مشاعر لحظية، لا يمكنك غفران كلامي الليلة بحجة أن الإنسان لا يحاسب ساعة غضبه، بالتأكيد مازلت ممتلئاً بالألم، ولكن أكثر مما أنا غاضب، فأنا متألم لهذه الأرض وما تفعله أنت وأصحابك بها، وبالفلسطينيين''· ؟ ''موشيه آرييه فريدمان'' أحد زعماء جماعة ''ناطوري كارتا'' التي لا تعترف بإسرائيل، بعد عودته من طهران ومشاركته في مؤتمر ''منكرو الإبادة الشاملة لليهود في معسكرات النازية الألمانية'' الذي نظمته إيران، والتقى خلاله بالرئيس الإيراني أحمدي نجاد الذي أخذه بالأحضان وأمطره بالقبل الحماسية، لكن حينما رأته زوجته، قررت ترك منزلهما الزوجي في فيينا، وغادرت إلى نيويورك بعد أن رضخت لغضب والديها، خصوصاً وأن ''فريدمان'' مدد إجازته في إيران وألقى المحاضرات في جامعاتها، الزوجة لم تكتف بهذا، بل قصدت حاخامات اليهود في نيويورك لمساعدتها في استخراج فتوى للطلاق والتفريق بينها وبين زوجها، معتبرة أن ما فعله الزوج في إيران يعد من الأعمال الشريرة ضد اليهود، وخاطبته ممازحة بعد ما شاهدت تبادل القبل على شاشات التلفزيون والصحف أن يبحث عن امرأة أخرى ترضى بتقبيله، وتقبله كزوج، أما فهو فقد أصرّ على موقفه ولو أدى به إلى أبغض الحلال، فالرجل موقف· ؟ بويبو·· هذا الصيني العجوز هو آخر الثمانية الخالدين، رفقاء ماوتسي تونغ في الثورة، والذين تخلص منهم لاحقاً، عملاً بالقول المعروف ''الثورة تأكل ابناءها'' فعاشوا في الظل حتى وفاة ماو عام ،1979 وهو آخرهم في زعامة الحزب الشيوعي الصيني الذي قاد الصين في فترة التحول من مبادئ ماو الشيوعية إلى اقتصاد السوق الحر الجديد والحذر، ولد في إقليم شانزي عام ،1908 انضم للحزب وعمره 17 عاماً، خلال الحرب العالمية الثانية ألف فرقة انتحارية لمحاربة الدولة المحتلة اليابان، وحين نجح الحزب الشيوعي في تولي مقاليد الحكم في الصين، عين وزيراً للمالية، ونائباً لرئيس الوزراء، حتى أدين بتهمة البروجوازية لمطالبته بالتبادل التجاري مع الغرب، فزج به في السجن هو وعائلته لمدة 15 عاماً، كانوا يعاملون فيها معاملة قاسية، فتعرضت زوجته للموت بسبب التعذيب، وبعض من أبنائه الستة سجن وبعضهم الآخر نفي، وحين تولى دنج سياو بنج عام 1979 السلطة أخرجه من السجن وعينه نائباً لرئيس الوزراء، حينها أرسى سياسة الانفتاح على الغرب المدروس، كان من الحرس القديم الذي يعارض الإصلاح المتسارع، لذا ساهم في التخلص من زعيم الحزب ذي الشعبية الطاغية هو ياو بنج عام 1987 وبسط يده على الحزب وعارض قمع الجيش للطلاب في ميدان تيان ان عام 1989 واستغل نفوذه وعين ابنه ''بوزيلاي'' وزيراً للتجارة، في سنواته الأخيرة وظل بعيداً عن العمل السياسي لكبر سنه، لكن ظله بقي يتجول في أرجاء مبنى الحزب الصيني العتيق، وكلمته ترّن فيه ويسمعها الجميع·