حسنا فعلا بلدية دبي بسنها قانون يمنع بيع الدراهم المزورة التي تباع على هيئة اكسسوارات زينة، ليس لأنها كما أفادت أجهزة البلدية دراهم مزيفة، ويمكن أن تستغل في عمليات شراء بسيطة هنا وهناك، ولكن لأن من فكر بوضعها كزينة لم يحترم أساسا كونها العملة الرسمية لدولتنا الحبيبة، ولم يدر أنها رمز رسمي يجب توقيره. عادة ما تحظى الأفكار الجديدة في عالم الموضة بإقبال الكثير من الفتيات اللواتي يتلهفن لالتقاف أي شيء متميز وغريب، ربما لاعتقادهن بأن ارتداء الاكسسوارات أو الصرعات الجديدة تعكس الشخصية المتفردة! أو ربما ليثبتن لصويحباتهن أنهن قادرات على الإتيان بما لم يأت به الأوائل. هذه النقطة تحديدا هي ما يجعل هذه الصرعات تدخل وتنتشر وترتديها الصغيرات والكبيرات، دون حتى مجرد التفكير بأن الدراهم التي صكت للتعاملات المالية ليست للتزين والتأنق، وأن ارتداء قطعة مقلدة أو مطبوعة منها كاكسسوار جمالي هو تقليل من أهمية الهدف الذي صكت من أجله، وبالتالي إساءة ولو بسيطة لها الرمز. خيارات الزينة النسائية بلا حدود، ويمكن أن تدخل الكثير من الأشياء الغريبة ضمن الزينة النسائية، لقد رأيت مرة فتاة تعلق أمواس حلاقة في عباءتها! تحب الفتيات ارتداء كل مستحدث حتى لو لم يكن أساسا من أدوات الزينة، ويمكن أن تبيع أي غريب وتجد فتاة تشتريه، فهناك من تجعل شعارها (كل ما يباع قابل للارتداء) وحتى لو كانت ترتدي العباءة (من نوعية غير القابلة للارتداء أساسا) ستجدها ترتدي الكثير من السلاسل المتدلية وذات النهايات الغريبة إما جمجمة أو عظمة أو ربما «ويل بانه»، أو حتى «بكر». أما الأحذية فحدث ولا حرج، بعض الأحذية توحي بأن صاحبتها تمشي على أصابع قدميها من فرط الارتفاع، وهناك من الأحذية ما يجعلك تتساءل: ترى هل احتاجت مصعدا لارتدائه؟ وقمة الأناقة عند بعض الفتيات تكمن في تثبيت مشبكي شعر مزركشان فوق بعضهما ولف «الشيلة» عليهما لتحصل على «قنبوعة» لا نهائية يعرف لها أول وبلا آخر. وجود هذه النماذج من الفتيات بيننا هو الأمر الذي دفع بصناع الاكسسوارات تحديدا لاستعمال أي شيء وكل شيء في تصميم خط موضة تتبعه المهووسات، وهن بالطبع من كافة الفئات العمرية ولسن مراهقات فقط. لا يمكن أن تجبر الفتيات على اختيار معين، ومن الصعب جدا أن تفرض عليهن عدم اقتناء قطعة معينة في السوق، لكن وضع نظام لما يباع وما يمكن أن يعرض من اكسسوارات يجعلنا نشعر بالثقة بأن هناك تنظيما وإطارا قانونيا يحمي عيوننا من التقاط شطحات الموضة. وهو في الوقت نفسه يقلل فرص وجود رموز نحبها تستعمل بشكل خاطئ ويروج لها كأدوات تزين تقلل من قيمتها الفعلية لأداة لدعم التطور الحضاري.