هناك أمور في الحياة لا يمكن أن تكون من دون تكاتف جهود جميع البشر لإنجازها، وعندما أقول جميع البشر فهذه عبارة حقيقية لا مجازية. فالأغلبية هنا لن تفيد في تنفيذ الهدف، لأن الأقلية قادرة على تدمير الفعل الذي يقوم به الآخرون وليس عرقلته أو تشويهه فقط. (واقع) نعيش في عالم مترابط ارتباطاً عضوياً وثيقاً ببعضه البعض، فكل ما نقوم به هو نتيجة لسلسة من التتابعات التي قد تشكل في مجموعها عدداً لانهائياً من الأفعال وردود الأفعال، فما نأكله على سبيل المثال هو نتاج تتابع آلاف إن لم يكون ملايين الكائنات الحية التي تغذت على بعضها لإنتاج ما تضعه في فمك الآن في هذه اللحظة. (حقيقة) مهما بلغت أهمية الموضوع الذي تتحدث به مع الآخرين ومهما وصلت درجة صلتهم وعلاقتهم المفصلية به، لا يمكنك أن تحدث أي تأثير فيهم ما لم تكن تتحدث معهم بلغتهم، وبالطريقة التي يفهمونها واعتادوا استخدامها. (واقع) إن لم تكن معنياً بعمق الموضوع وشغوفاً بتفاصيله ومدركاً وجدانياً لحقيقته وتأثيره عليك قبل الآخرين، ولم تكن ملتزما به في حياتك مع المقربين منك ومن هم حولك، فلن تتمكن مهما فعلت أن تقنع الآخرين به. (حقيقة) إذا اعتنيت كثيرا بصورتك أمام الآخرين، وانشغلت طويلاً بما يقوله الناس عنك، فتأكد تماما أن لا قدرة لك على إلهام من حولك والتأثير بهم، فهذه انشغالات كفيلة بأن تفقدك مصداقيتك فيما تفعل وكفيلة بأن تذهب بكل جهودك أدراج الرياح. (رأي) كل القيم الفكرية الواردة في الأديان السماوية وحتى الأيديولوجيات الإنسانية، إنما وجدت لها مكاناً راسخاً على الأرض وعمقاً متأصلاً في التاريخ لأنها تغلغلت في الناس من أسفل القاعدة، فأجبرت النخبة ومن في القمة على الانصياع لها؛ لكي تقنع المجتمع بقيمةٍ ما، ابدأ من الأسفل.. وقتها سيكون الصعود سهلاً. (واقع) هناك أمور حولنا لم يعد التمسك بها ترفاً، أو خياراً قابلاً للتفكير والمناقشة، بل يجب على الجميع الانشغال بجدية وصدق فيها، لأنها متعلقة بإمكانية استمرارنا على قيد الحياة من عدم ذلك. وعندما يتحول أمر ما إلى حياة أو موت بسبب أمور كتلك، يصبح الإجبار واستخدام القوة حقا للسلطة أن تستخدمه على الرافض والمعرقل. (أمنية) على كل مؤسسات البيئة العاملة في الدولة وفي كل دول العالم أن تعمل وفق الخطوط السبعة السابقة الذكر، إن كانوا بالفعل يهدفون إلى الحفاظ على الكوكب.. (رجاء) ‏Als.almenhaly@admedia.ae