كثيرة هي الأحلام التي تحققت على أرض الإمارات، فالحلم والحقيقة هنا صنوان وتوأمان ووجهان لعملة واحدة، وعندما نقطع المسافة بينهما، فليس سلاحنا التمني ولا انتظار القراءات في فناجين العرافين، بل العمل والجهد الدؤوب والمثابرة، التخطيط والوعي والتنفيذ والتقييم، لذلك تولد الإمارات من واقع نهضتها الحضارية والعمرانية، وتولد مكانتها من عطاء قيادتها وبجهود أبنائها، ويظل الوصل قوياً وواضحاً بين ماض معهود، عميق الجذور، وحاضر مشهود، ومستقبل موعود· تلك توطئة ضرورية لمقدم معرض ومؤتمر الدفاع الدولى / ايدكس 2007 / الذي افتتح دورته الثامنة بالأمس صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله''، وذلك بمجمع ابوظبي الدولى الجديد للمعارض الذي يعد مفخرة للعاصمة، لما يتميز به من مقومات حديثة تعرفها معارض العالم· معرض آيدكس الذي أصبح عنواناً جميلاً للعاصمة، وحدثاً تقليدياً تستضيفه كل سنتين، هو معرض يستقطب أرباب صناعة التسليح وإمداد الجيوش، حتى أصبح مدرجاً على خرائط المعارض المتميزة في العالم، وهذا تطلب جهداً في بدايته غير عادي، ودعماً غير مسبوق من صاحب السمو رئيس الدولة، ورهاناً على النجاح كان وراءه عقل متوثب، شاب ووطني، طموح لغايات كبار، يعرف النجاح ويدركه، لا يخفى على الجميع، الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الذي كان خلف الفكرة منذ بدايتها إلى أن استقامت بالرعاية والتخطيط والتوجيه· اليوم·· قادرون نحن في الإمارات أن نمنح هذه التظاهرة الدولية بعدها الإعلامي والترويجي والسياحي، مثلما قدرنا أن نواكبها في السنوات الأخيرة بالأبحاث والدراسات المتعلقة بنشاطاتها ومجالاتها المتخصصة، فعندما نصف آيدكس 2007 بالعرس، فلأننا نفهم المعرض برعايته السامية وحضوره المتميز ومكوناته الحديثة وضيوفه الكرام والمشاركين فيه من شتى بقاع العالم، فهو أكبر من سوق سلاح، إنه ملتقى للإبداع العسكري، والحوار السياسي والاقتصادي، وللوقوف على ما يقدمه عدد من كبريات الشركات والمؤسسات العالمية، وما تتطلبه حاجتنا وحاجة المنطقة من وسائل دفاعية، كما أننا نفهم آيدكس كرسالة من الإمارات إلى العالم، بأننا نحب السلام ونسعى إليه ونحرص على توفير مقوماته ومنها العامل الدفاعي، وهي رسالة يشاركنا في صنعها العديد من الأصدقاء والأشقاء، وفي المناسبة من الفرص ما يساهم في تمكين المنطقة من أداء دورها ورسالتها في التوازن الإقليمي واستقطاب نوع مميز من رؤوس الأموال واتجاهات الاستثمار الحديثة، فالمؤسسات العسكرية والشركات الكبرى لم تعد محصورة في دورها العسكري بل امتد دورها ليشمل الاستثمار وبناء العلاقات الدولية وإقامة المشروعات، والمساهمة في البحث العلمي من أجل خدمة الإنسان، لأن الكثير من الاختراعات العسكرية أخذت الآن بعداً عالمياً وخرجت من سريتها لتخدم الحضارة الإنسانية مثل الإنترنت وغيرها·· دعونا إذن نشارك آيدكس أفراحه ونجاحه المتوقع بأكثر من الأرقام الخاصة بالعقود والاتفاقيات، وبما يستحقه هذا المعرض من تقدير بعدما شب عن الطوق، وترعرع في ربوع الإمارات كأكبر تظاهرة في الفكر والابداع والتصنيع العسكري، مغلبين دائماً وأبداً شعار الدفاع عن الحياة·