(غدا أجمل) دائما نرددها، ولكننا لا نعرف ما الذي يخبئه لنا الغد، أنه اليوم إذا تركناه يذهب من بين يدينا فمن المؤكد سوف نتحسر عليه لذا يجب أن نردد اليوم جميل وغدا إن شاء الله أجمل فلا أحد يعرف ما الذي يحمله الغد. أما اليوم فهو جميل بلا شك، يحمل الكثير لنا منذ اشراقة الشمس حتى الغروب، أجواؤنا ليست كأي أجواء، العصافير تزقزق مع نسيم الصباح هذا النسيم الذي يحمل لنا هواءً نقيا يملأ رئتينا بأمل لا يعرفه من ينتظر الغد وينسى أن الغد لا يأتي بغير اليوم، الغد يصعد على أكتاف اليوم ليبزغ لنا مشرقاً. أنظر إلى سماء الظهيرة نعم في الأعلى، ولكنها ترسم ظلها هنا على الأرض حيث تقف، أنظر إلى تلك الغيمة كيف تلاعب الشمس لترسم ظلها على الأرض، ها هم الأطفال ينزلون من الحافلة حافين الأقدام يتحسسون دفء الأرض. عصر اليوم يضج بالحياة، إلى المنزل وجهتنا..الملجأ والملاذ... القيلولة بمواعيدها الجديدة التي فرضتها الحياة العصرية، طلاب وواجبات وأصوات كثيرة، نزهة ..حدائق وبحر ونسائم لا نشبع منها، رحلات بر وبحر، أنظر كيف يتسلل المغرب إلينا ليعلن لنا قدوم القمر. وتبدأ الرحلة الأخيرة من هذا اليوم، ففي الليل يحلو السكون والسكينة والسمر نجوم وقمر ومراجعة أجمل أحداث اليوم لتساعدنا على مواجهة الغد. مهما كانت هناك مرارة في اليوم تيقن أنها جزء من هذه الجمالية التي يتمتع بها هذا اليوم لأنك لن تدرك إلا عندما ينتهي لذا يجب أن يكون اليوم جميلاً. لا أحد يعرف ما ينتظره في الغد فلماذا نعول كثيراً عليه. لماذا لا نفعل كل ما نرغب به اليوم! حتى إن لم نستطع عمل نصف ما نرغب به يكفي أننا حاولنا وسعينا. غدا أجمل لأن اليوم جميل وليس لأننا محبطون من يومنا هذا، غدا أجمل لأن كل شيء جميل حولنا حتى الألم فيه جمالية لا يعرفها إلا من عرف أنه لا يدوم وسيزول بمجرد أن نغمض أعيننا. كيف ننظر إلى الحياة، وكيف ننظر إلى أنفسنا وكيف ننظر إلى العالم من حولنا؟ من المؤكد ليس من خلال المواقف والأشخاص ولكن بالمساحة التي نعطيها لهم اليوم، فلا تقف اليوم أمام أي موقف يحزنك أو شخص يؤلمك وتذكر بأن اليوم جميل. ameena.awadh@admedia.ae