44 عاماً من العمل الصحفي، 44 نجما يضيء في سماء صحيفة «الاتحاد»، نجوم «الاتحاد» لا تحصى وإنجازاتها لا تعد. لن تطفئ «الاتحاد» شموع عامها الـ44 بل ستنير الدنيا بمزيد من الأعمال، وستغدو شموعها شعلة تحمل على عاتقها مزيداً من الإبداع والتألق. ولعل ما يضفي على «الاتحاد» جمالية خاصة لدي ولدى كل مواطن؛ معاصرتها لولادة الوطن فهي الجريدة المحلية الوحيدة التي شهدت على بزوغ شمس الوطن؛ وطن يتغنى الجميع به وبشعبه السعيد. ويكبر الوطن وتكبر هذه الصحيفة تحت ظله، «الاتحاد» ليست شخصا أو أفرادا يعملون فيها بل كيان ينبض، وتاريخ بدأ أجمل قصصه الصحفية بالوطن ومازال يحكي عن الوطن وللوطن. والصحافة هذه المهنة التي أهواها منذ الصغر والتي درستها على مدار 8 أعوام ولا أزال أشرب من منابعها، مارستها داخل هذه الصحيفة التي احتوت شغفي لهذه المهنة. كواليس «الاتحاد» مليئة بالحياة أرشيفها يحكي تاريخا بسلاسة، وناسها يتغنون بتناغم على قيمتها. كنت ولا أزال أحب أن أجالس كل الناس الذين عاصروا «الاتحاد» في بدايتها، وحتى الآن وأسمع كيف يتحدثون عن هذه الصحيفة، دائما ما يقول لي العم حمدي «دي «الاتحاد» أنت عارفة إيه «الاتحاد« يا بنتي.. دي جريدة عريقة.. كبيرة أوي وغالية علي». عم حمدي يعشق هذه الصحيفة بكل تفاصيلها، دائما ما يحكي لي عنها فيشعرني بأصالة «الاتحاد» وعراقتها. وفي غرفة الاستماع يجلس الأستاذ غنام، الذي يحمل بدوره ذكريات عن إنجازات «الاتحاد»، يحتفظ الأستاذ غنام ببعض الأجهزة، التي استخدمتها الجريدة في مراحل مبكرة جدا. يقول «تعلمين الاتحاد من أولى الجرائد في الشرق الأوسط، التي استقبلت أول صورة عن طريق الراديو». وندخل في تفاصيل وأسماء أجهزة لم أسمع عنها في حياتي، أجهزة غابت أسماؤها عن ذهني ولم تبق إلا «الاتحاد». هناك الكثير ممن مروا في ممرات «الاتحاد» لا أزال اسمع أصواتهم وأقرأ أسماءهم وأراهم. أصبحت «الاتحاد» اليوم مدرسة تقف على أساس راسخ، الوطن فيه العنوان الأبرز. ولامس «البنر» الملصق الإعلاني، الذي علا مبنى جريدة العام الماضي «فيني» وترا بصورة الصفحة الأولى لـ«الاتحاد»، وهي تعلن عن قيام دولة الإمارات تحت عنوان «قامت دولة الإمارات العربية المتحدة»، نعم «الاتحاد» تحتفي باتحاد الوطن، وفي كل عام من أعوامها التي خلت والمقبلة سيكون الوطن هو عنوانها الأجمل. الصحافة ليست مجرد عمل عادي، بل مجموعة من القيم والمبادئ تجتمع في قلم أو في أحرف مبعثرة في الكومبيوتر أو على سطح «الأيباد» تكبر وتسمو بسمو القيمة هي مهنة أخلاقية لا فردية أساسها المجموعة والمجتمع.. هكذا هي الاتحاد وستبقى جريدة كل الوطن. ameena.awadh@admedia.ae