كثيرة هي المحاور التي تطرق لها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي في الجلسة الافتتاحية للقمة العالمية للحكومات، بدأها بتفاؤله بالمستقبل باستئناف الحضارات بتعاون الجميع مروراً بنظرية المؤامرة، ومستقبل مجلس التعاون والجامعة العربية ودور الإعلام الفاعل والمؤثر وتطوير وتمكين المرأة، واستوقفني وغيري من المهتمين بالشأن الرياضي تطرقه إلى أهمية الإدارة في المجالات المختلفة، وتحديد سموه لفقدانها في الرياضة، مؤكداً بأننا في العالم العربي لدينا فشل كبير في إدارتها. العالم العربي غني بموارده المالية والطبيعية والبشرية المقدرة بثلاثمائة مليون نسمة، حقق خلال مسيرته الأولمبية التي امتدت لـ 104 أعوام 108 ميداليات من 26 مشاركة، بينما حققت الولايات المتحدة الأميركية وبسكانها المماثل خلال مشاركاتها التي امتدت لـ112 عاماً 2298 ميدالية من 28 مشاركة. لا أدري إن كانت قياداتنا الرياضية في العالم العربي تدرك هذه الحقيقة أم أنها غائبة، وكل طموحها 5 ميداليات ملونة في كل دورة أولمبية لتتبارى عبر وسائل الإعلام تحقيق كل حلمها في هذه التظاهرة العالمية، وتتذيل دولنا قائمة الدول وكأن طموح التأهل أو المشاركة بالدعوات لتشارك في طابور العرض مع بقية الدول، تسبقها وعود وتتبعها حسرة وألم ونعيد الكرة مع كل دورة ونتبادل التهم ونشتكي تفرغ لاعبينا وقلة مواردنا. لمعظم دولنا العربية اتفاقات ثنائية مع العديد من الدول المتطورة، ومع جهات ذات العلاقة بالشأن الرياضي فيها وكثيرة هي المرات التي أقمنا معسكرات الإعداد في تلك الدول، ولكننا لم نخطط يوما الاستفادة من تلك الإمكانات، وكان كل همنا أن نكون بجوار المكان في الإعداد لا بجوار الأبطال وصانعيهم، وكأن المكان والزمان كفيلان بتحقيق ما نصبو إليه دون إدارة وتخطيط وبرامج تكفل لنا ما ننشده من مشاركاتنا في هذه التظاهرة الأولمبية. منظومتان بحجم مجلس التعاون وجامعة الدول العربية تقودان مسيرة العمل الخليجي والعربي المشترك ووزراء الرياضة والشباب ورؤساء اللجان الأولمبية فيهما يلتقيان بصفة دورية وعلى هامش تلك الأحداث، ولكنهما تفتقدان إلى إدارة صناعة البطل بخطط وبرامج تحقق لنا الأمل في الدورات القادمة.. فسموه حدد لنا معالم الطريق كما حددها للمجالات الأخرى.. فهل نحن جادون في الأخذ برؤيته وتوجيهاته لبلوغ الهدف وتحقيق الإنجازات في القادم من الأحداث لنتفادى الفشل.