مذاقها ليس كأي مذاق آخر .. لها مذاق يبهر العيون ويخطف العقول، «تفاحة» لامعة كنجمة في السماء التكنولوجية، هذه هي «تفاحة» ستيف جوبز، الذي رحل عن عالمنا بعدما أبهرنا، وأثبت لنا أنه مبدع حالم. قال جوبز «الحياة قصيرة فلا تضيعها بأن تعيش حياة شخص آخر ... لا تحيا بنتائج أفكار الآخرين»، رحل جوبز تاركا إرثاً إبداعياً وحلماً لم ينته بعد، رحل وظلت «التفاحة» بين أيدي الملايين ممن أحبوا جوبز، رحل بعدما أبدع لأنه كان شغوفاً بعمله. «ما جعلني استمر هو أنني أحببت ما أعمله .. يجب عليك أن تجد ما تحب القيام به»، هكذا تكلم جوبز عن سر نجاحه ببساطة، نعمل كثيراً ونغير كثيراً في عملنا ولا ندرك أحياناً أن كان هذا العمل ينتمي لنا أو نحن ننتمي له. معايير العمل المتفق عليها المسمى الوظيفي والراتب وغيرها، إلا أنها ليست معايير حقيقية، اتفق مع جوبز أن الحب والشغف في ما نعمله، يجعل عملنا مختلفاً، والاختلاف هنا لا يعني النجاح فقط، قد تنجح ولكن من الصعب أن تضع بصمة خاصة بك، إن لم يكن لديك هذا الحب الذي تحدث عنه جوبز. عندما تسمع ستيف وهو يتحدث عن أي منتج جديد له، تسمع صوتاً حالماً يروج لحلم أو لشيء حي فيه نبض، وليس منتجاً عادياً، هو شخص مفعم بالأحلام وبالشغف، لذا ينساق الملايين من الناس لشراء الحلم، هكذا نصح كل من يروج لشيء يحبه. وفي آخر نصيحة قدمها ستيف، خلال كلمة ألقاها في حفل تخريج دفعة من طلاب إحدى الجامعات الأميركية عام 2005 «ابق جائعاً»، ابق أحمق، هذا ما تمنيته لي نفسي، وهذا ما أتمناه لكم، ابقوا جائعين وأبقوا حمقى». وكان يعني بـ «ابق جائعاً» لنيل المزيد من المعرفة، و«ابق أحمق» كي تستطيع أن تقدم على أية مغامرة دون أن تفكر في الخسارة. قدم ستيف استقالته بشجاعة دون أن يفصح عن السبب الحقيقي لهذه الخطوة، فقد اكتفي بالقول «لقد كنت أقول دائماً إنه إذا جاء يوم لا أستطيع فيه القيام بواجبي وما هو منتظر مني كمدير لآبل، فإني سأكون أول من يعلن ذلك... للأسف، فإن هذا اليوم قد حان. وأنا أقدم استقالتي من منصب مدير عام آبل». «لا يهمني أن أكون أغنى رجل، قدر ما يهمني أن أعود للفراش في المساء وأنا أشعر أنني قمت بشيء رائع!» كنت غنياً بقيمك التي تحملها، كنت غنياً بشغفك الذي أسعدنا، فاسترح، لأنك قمت بعمل رائع، شكراً لكل السحر الذي قدمته، ولهذه التفاحة التي بين أيدينا. ameena.awadh@admedia.ae