سوف نترك ما أبدعه الروائي الإماراتي علي أبوالريش جانباً؛ لأنه يستحق وحده دراسة ومتابعة خاصة وقراءة واسعة متأنية، حيث أمسك بمشروعه الروائي وحدد مساره، ولم يعد أحد يسأل عن رواية الإمارات، إلا وجاء المبدع الروائي علي أبوالريش في المقدمة، كما أن ما أنتجه من أعمال روائية تستحق وحدها اشتغالاً مختلفاً؛ لذلك وفي هذه العجالة، لن أتطرق مطلقاً إلى نصوص علي أبوالريش، وسوف أركّز على ثلاثة أعمال روائية صدرت أخيراً، وليس لي غاية في إضاءة صغيرة على المضامين التي وردت في تلك الروايات ومبتعداً عن التطرق إلى المستوى الفني أو الإبداعي، وهذا بحكم أنني لست ناقداً أو صاحب إبحار طويل في دراسة الأعمال الإبداعية، ولكن كشخص يشعر بالفرح كلما ظهر في المجال الأدبي والثقافي ما يساند المشروع الأدبي والروائي في الإمارات· والأعمال التي أعنيها هي ثلاث روايات متباعدة المستوى الفني، ولكنها تأتي من شخصيات أكثر تجذراً في بيئة الإمارات، لذا يهمنا أن نقرأ ما يطرحه هؤلاء الإخوة، وذلك لمعرفتي التامة بأنهم من أصحاب الاهتمام بالحراك الاجتماعي والوطني، وهم شخصيات فاضلة ووطنية وجديرة بالاحترام، وما ينتجونه من إبداع يأتي من فيض صدق وحرص على هذا الوطن والمجتمع· ثلاثة مسارات سار فيها هؤلاء الذين أتحدث عنهم، وهم: الدكتور علي عبدالعزيز الشرهان في رواية ''عبود تاجر الفريج''، وإن كانت هذه الرواية مبسطة اللغة والسرد وسهلة الوصول إلى المضامين، حيث غاب عنها تداخل الأزمنة والأمكنة، وكذلك ابتعدت كثيراً عن الرمزية، ولكنها جاءت كما أراد لها كاتبها بأن تكون ذاكرة للماضي وعبرة، وعظة لأجيال إماراتية سوف يعنيها مثل هذا العمل لفهم الحياة القديمة في الإمارات والتنظيم الاجتماعي وكيفية مواجهة الحياة، بل كيف صنع الإنسان حياته على ساحل عُمان· ثم رواية الدكتور عبدالله الطابور، والتي تتقدم كثيراً من حيث الفترة الزمنية التي تدور فيها أحداث الرواية، وتأتي أهمية رواية ''سهيل'' عن عمل يكاد يكون توثيق لحياة الشهيد سالم سهيل الذي سقط شهيداً على أرض طنب، وهو يتصدى للاحتلال الإيراني لجزر الإمارات الثلاث أبوموسى، وطنب الكبرى، والصغرى، عمل لم يتحدث عنه الكثير من كتاب الإمارات، لأن البعض لا يملك الشجاعة لطرق أبواب المسكوت عنه! ثم يأتي الأديب ناصر جبران صاحب التجربة الطويلة في المجال القصصي، ليطرق في روايته الأولى ''سيح المهب'' حكاية الناس والبلد في هذا الزمن، حيث أبدع جبران في هذا العمل ووضع اصبعه على الجرح· إنها ثلاثة مضامين في ثلاث روايات تستحق القراءة والربط بين الأزمنة