صرخة في الظلام
يبدو أن صدمة الأسياد في إنشيون لن تمر مرور الكرام، فكل المعطيات تؤكد أننا في مرحلة الصمت الذي يسبق العاصفة، بداية بعلامة الاستفهام الكبيرة التي أطلقها سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم رئيس اللجنة الأولمبية، عن معايير اختيار ممثلي الدولة في البطولات، وإبدائه عدم الرضا الكامل عن التمثيل والأداء والنتائج، وانتهاء بنتائج اجتماع الأمس لمجلس إدارة الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة، وهو الأول لها بعد التشكيل الجديد برئاسة معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، والذي عبر عن دهشته لما تحقق من نتائج هزيلة في كوريا الجنوبية، ورغبته في التعرف إلى الأسباب لعدم تكرار هذا المشهد.
وفي ظني أن الصراحة التي تحدث بها بطلنا الذهبي الأولمبي الشيخ أحمد بن حشر في تصريحاته لـ «الاتحاد» أمس، تستحق أن يتوقف عندها الجميع، وأن توضع ملاحظاته في الاعتبار، لأنه إنْ لم يكن الرياضي الوحيد الذي فاز بذهبية الأولمبياد في الإمارات، فهو الوحيد الذي خاض تجربة تدريبية ببريطانيا في الرماية.
وعندما تابعت تصريحات بطلنا الأولمبي توقفت عند أكثر من نقطة، أولها أنه عبر عن صدمته البالغة من النتائج في إنشيون، على الرغم من أنه أول من توقع ألا تذهب رياضتنا بعيداً في كل المنافسات القارية أو العالمية، والتفسير الوحيد في ذلك هو أن الشيخ أحمد بن حشر كان يتمنى أن تخيب توقعاته، وأن تسعد الجماهير بأبطال جدد، وذلك من دوافع حبه الشديد للوطن.
والنقطة الثانية أتساءل إذا كنا نستبعد بطلاً بحجم الشيخ أحمد بن حشر وتجربته الثرية، فمن نسترشد برأيه في الخروج من النفق المظلم الذي تعيشه رياضتنا، وإذا كانت صراحته وتصريحاته تطال بعض المسؤولين من آن لآخر، فهذا ليس مبرراً على استبعاده من المشهد.
لا نزال ننتظر ما ستسفر عنه التحقيقات لحساب المسؤولين عن كبوة إنشيون والمسؤولين أيضاً عن عدم مواكبة رياضتنا لطموحات القيادة والشعب معاً، وننتظر في الوقت نفسه طرح الرؤى الجديدة لتحقيق النهضة المأمولة، لأن الرياضة أصبحت علماً كبيراً، وليست رمية بغير رام.
كلمة أخيرة
الناجح من يغلق فمه قبل أن يغلق الناس آذانهم
ويفتح أذنيه قبل أن يفتح الناس أفواههم.