شخصية البطل
كشفت الجولة السادسة لدوري الخليج العربي، ما يمكن أن نطلق عليه «شخصية البطل»، وهو ما تجسد في مباراة القمة ما بين الأهلي والجزيرة، والتي ألحق فيها «الفرسان» أبطال دوري 2014 أول هزيمة بالفريق «الجزراوي» هذا الموسم.
وشكلت الدقيقة الأخيرة من الشوط الأول منعطفاً مهماً في تلك المباراة، عندما سجل بشير سعيد المدافع «الأهلاوي» هدف التعادل للجزيرة بالخطأ في مرماه، وبدلاً من أن يضع ذلك الهدف الفريق الأهلاوي في الموقف الصعب، إذ به يكشف عن «شخصية البطل»، الذي نزل الشوط الثاني وكله عزيمة وإصرار على تصحيح الوضع سريعاً، ولم تكد تنقضي الدقيقة السابعة من الشوط الثاني، إلا وكان الأهلي متفوقاً بثلاثة أهداف لهدف، وعندما ضيّق الجزراوي علي مبخوت الفارق إلى هدف واحد، مارس جرافيتي هوايته، وسجل هدفاً رابعاً أنهى به المهمة الأهلاوية.
وإذا كان الفريق الأهلاوي قد نجح في العودة إلى أجواء المنافسة على لقب تطمع فيه خمسة فرق على الأقل هذا الموسم، فإن الفريق الجزراوي لا يزال يملك مقومات المنافسة بشرط تصحيح منظومته الدفاعية التي استقبلت سبعة أهداف في آخر مباراتين، فعندما فاز على العين بالأربعة استقبلت شباكه ثلاثة أهداف، وعندما واجه الأهلي دخل مرماه أربعة أهداف، ليصبح صاحب المعادلة العجيبة «أقوى هجوم، وثاني أضعف دفاع بعد اتحاد كلباء، فما قيمة أن يسجل الفريق 17 هدفاً في ست مباريات، في حين تستقبل شباكه 14 هدفاً، وما قيمة أن يتصدر مهاجمه ماركو فوسينيتش قائمة الهدافين برصيد 10 أهداف، بمعدل يقترب من الهدفين في المباراة الواحدة، بينما شباك حارسه الدولي أصبح الطريق إليها سالكاً، بسبب منظومة دفاعية مليئة بالثغرات والثقوب.
وإذا كان البلجيكي جيريتس يؤمن بالأسلوب البرازيلي الذي يرى أنه إذا سجل المنافس هدفاً فنحن قادرون على الرد بهدفين وبثلاثة وبأربعة، فإن على جيريتس ألا ينسى أن المنتخب البرازيلي انتظر لمدة 24 عاماً بعد فوزه بلقب مونديال 1970 حتى تذوق شهد المونديال مرة أخرى، ولم يتسن له ذلك إلا بتطبيق قاعدة أن الهجوم القوي يجب أن ينطلق من قاعدة دفاعية قوية، وعندما تخلى عن ذلك في مونديال 2014 وقعت الكارثة، وودع الفريق البطولة التي تقام على أرضه وبين جماهيره، بهزيمة مذلة، وبسبعة أهداف تاريخية سجلها الألمان الذين تجاوزوا الأرجنتين في النهائي ليكونوا أول منتخب أوروبي يكسب المونديال في أرض لاتينية.
خسارة الأبيض الثقيلة أمام أوزبكستان برباعية، ناقوس خطر في الوقت المناسب، قبل خوض غمار «خليجي 22».
وكل ما أرجوه أن يسد «الأبيض» آذانه عن حملة الترشيحات، التي ستظهر في الفترة المقبلة، ولا هدف لها سوى أن يشعر لاعبوه بأنهم أول المرشحين للفوز باللقب الخليجي، فالمهمة ليست سهلة على الإطلاق، والاحتفاظ باللقب أصعب بكثير من الفوز به،وإياكم والوقوع في فخ «التخدير»، واللعب على نغمة سبق أن دفعنا ثمنها غالياً.