البحرين بحر العين، بحر العذوبة والناس الطيبين، من ماء عذاري، سقت مملكة القلوب دروب أهل الإمارات، فأجزلت وبذلت وأعطت من الحب ما يشخب ويسكب ويخصب، ويرطب ويهذب ويشذب ويصخب، ويكتب رسالة عاطفية مشحونة بلواعج المحبة والوفاء والعطاء والانتماء، والخصال الطيبة العبقة بالعطر الشجي، المشحونة بحلوى بحرينية بماركة مسجلة لا يمكن تقليدها أو مشابهتها أو التماثل معها.
الاصطفاف البحريني حكومة وشعباً، حول من أنجز وأعجز، وأفرز كوكبة من شباب قل مثيلهم في المكان والزمان، يؤكد أن حضارة دلمون تتناسل وعياً، على مر العصور، وأن هذا البلد لم يزل يسبح في عيني خليجي عربي، معطر بأناشيد من غاصوا من أجل الدر الثمين، لأجل عرف لا يبلى، ولا يصدأ ولا يتغير لونه على مر السنين.. بحرين، بحر الهوى والعشاق المدنفين، بحرين، بحر الأنساق المترامية في الخافقين، بحرين الدار المشجرة بالمعاني الأصيلة، والأخلاق النبيلة، والقيم ناصعة البياض، ببياض قلوب من أسسوا مملكة الحب، إلياذة شامخة راسخة، متناسقة متألقة معانقة شغاف السحب.
كل الذين حضروا دورة الخليج من أبناء الإمارات عادوا محملين بمشاعر الشكر والعرفان لشعب احتفل واحتفى بضيوفه ووضعهم ما بين الرمش والرمش، وسخر جل الإمكانات، ووفر كل الطاقات لأجل أن يتابع عيال زايد مباريات منتخبهم، بكل أريحية وأمن واطمئنان.. وقد عبر أحد أبنائنا عن هذه المشاعر قائلاً: لقد أحسسنا بانتقالنا من الإمارات إلى البحر، كما أننا ننتقل من إمارة إلى إمارة من إمارات بلادنا، لما لقيناه من حفاوة وطيب معشر، وحسن معاملة، وأخلاق بحرينية عربية، أرق من الماء، وأدق من خيوط الحرير.
وقد صرح أحد المسؤولين البحرينيين عندما توافدت الحشود الإماراتية لمتابعة مباراة الإمارات والعراق، قائلاً: لن يشقى عيال زايد، فإذا لم يسعهم المدرج، فسوف نضعهم في عيوننا، ونوفر لهم كل ما يحتاجون إليه وبالفعل، فقد أعدت الصالات الواسعة، والشاشات الضخمة، ليجد الجمهور الإماراتي، الذي لم يسعفه الحظ في الحضور إلى المدرج، في باحات وواحات سخرت فيها كل وسائل الراحة، للاستمتاع بمشاهدة لا ينغصه عائق ولا شائك.
هذه هي مملكة البحرين، وهذه هي الإمارات، في عيون أهل دلمون وفي قلوبهم الزاخرة بالحب دوماً وأبداً.. إنهم يملكون القلوب بأخلاقهم، وشفافية تعاطيهم مع من يستحق الحب.



Uae88999@gmail.com