لا أعتقد أن المشاركة المحدودة التي شهدتها انتخابات المجلس الوطني، والتي بلغت نسبتها 28% فقط من عدد الناخبين، تمثل مفاجأة لأي متابع للانتخابات، لأننا كنا نعرف منذ البداية أن التفاعل مع الانتخابات سيكون دون المستوى على الرغم من رفع الهيئة الانتخابية إلى 130 ألف ناخب. ولا أعتقد أننا يجب أن نشعر بالخجل من نسبة المشاركة المحدودة، أو نحاول البحث عن مبررات أو أعذار لتزيين الصورة لأن الكل يعرف السبب الحقيقي، والذي يتمثل في عدم قناعة معظم الناس بدور عضو المجلس الوطني وقدرته على خدمة قضاياهم ومناقشة همومهم ومشاكلهم. القناعة الموجودة عند معظم الناخبين أنهم لن يستفيدوا شيئاً في المستقبل من المرشح الفائز لعضوية المجلس الوطني، والفائدة الوحيدة من الفوز في الانتخاب ستعود على العضو الفائز فقط، سواء كانت مادية للأعضاء الذين يبحثون عن مكاسب مادية من خلال الوصول إلى المجلس، أو ممن يبحثون عن واجهة اجتماعية جديدة للأعضاء المقتدرين مادياً. وبصرف النظر عن مدى صحة هذا الاعتقاد، إلا أنه للأسف هو السائد عند معظم الناخبين، وهو السبب الذي أدى إلى محدودية المشاركة، وما ساعد على ترسيخ هذا الشعور أكثر محدودية صلاحيات المجلس الوطني نفسه، وعدم الشعور على الدوام بوجود أعضاء المجلس في الدورات السابقة، سواء من وصل إليه بالانتخاب كما حصل في المرة الماضية أو عن طريق التعيين. شئنا أم أبينا، هذه هي القناعة السائدة عند معظم الناس عن الانتخابات، وهذه القناعة لن تتغير إلا إذا تغيرت النظرة إلى أعضاء المجلس الوطني وشعر المجتمع بوجودهم أكثر، والأهم الاقتناع بأنهم عناصر مفيدة وضرورية له، وبصراحة هذه المهمة ليست سهلة لأن الحكومة غير مقصرة في مختلف المجالات. قد تكون هناك بعض الملاحظات من هنا وهناك على بعض الوزارات والقرارات، لكنها تظل محدودة ولا ترتقي إلى درجة الشعور بوجود جهاز يراقب أداء الحكومة ويشاركها في اتخاذ القرارات وصياغتها. شخصياً أعتقد أن المفاجأة الحقيقية التي أسفرت عنها الانتخابات تتمثل في إخفاق العنصر النسائي في الحصول على ثقة الناخبين، وباستثناء شيخة العري من أم القيوين لم تنجح أي مرشحة، والسؤال الذي يطرح نفسه، لماذا لم تمنح المرأة صوتها للمرأة؟ على الرغم من أنها الأكثر قدرة على فهم قضاياها وطرحها ومناقشتها تحت قبة المجلس الوطني. هل السبب يكمن في غيرة بنات حواء! أو أنه يكمن في عدم إدراك مدى أهمية أن يكون للمرة صوت مسموع. salshamsi@admedia.ae