«الحدس غير حياتي، والتحضير والعمل الجاد مهم لتنفيذ هذا الحدس» تيم كوك في مؤتمر شركة أبل لعام 2013 لإطلاق الإصدار الجديد لــ «آي فون» وقف تيم كوك الرئيس التنفيذي للشركة على المسرح بكل فخر وتواضع! وكالعادة كان الحضور مبكراً بانتظار الحدث الأهم في هذا العالم التقني المتغير كل يوم. بدأ الإعلان وتحدث تيم كوك عن الشركة وإنجازاتها وكان يحوم في المكان شبح المؤسس «ستيف جوبز» بقميصه الأسود وإبتسامته القصيرة الجادة، كأنه يحتفل معهم ويشاركهم إنجازاتهم ويقول لهم: لقد تركتكم ولم أترككم! وأنا الذي قضم التفاحة. إنجازك يبقى بعدك ويسافر العالم بالنيابة عنك ومهما حاول الفريق الجديد وضع بصماتهم تبقى بصمتك حاضرة في كل الأمكنة، أنت مرحلة مهمة إذا أردت أن تكون كذلك، الاختيار بيدك والطريق أمامك، ستبقى إذا أردت أن تبقى. كان تيم كوك مقنعاً في حديثه وبصماته واضحة ولا أعرف الكثير عن الأمور الإدارية والمالية في الشركة لكن لدي إحساس أن هذا الرئيس التنفيذي الجديد سيترك بصمته على هذا الشركة الأبرز عالمياً. «إن بناء السمعة يستغرق 100 عام، إلا أن تشويهها يستغرق 5 دقائق فقط. إذا فكرت في هذا الأمر ملياً فستغير الكثير من تصرفاتك» وارن بوفت جدلية المنصب الجديد وإدارة المؤسسات والشركات الكبرى المهمة مستمرة وتتطلب خبرات وأشخاص مؤهلين وأحياناً يوكل الأمر لأشخاص مغيبين في السابق، وبجهد مميز وإدارة جيدة، يحققون إنجازات إدارية لافتة، ويحققون نقلة نوعية ترفع من أسهم الشركة وأسهمهم. وتبدأ المشاكل الإدارية عندما لا يملك المسؤول رؤية استراتيجية واضحة ويكون المنصب أكبر منه، ولا يستطيع أن يكبر مع المنصب، يفكر في نفسه على حساب عمله وينشغل بتفاصيل إدارية ضيقة وصغيرة تأخذ كل وقته تضيعه وتضيِع شركته معه! كانت لديه كل الفرص ليترك بصمته لكنه اختار طريقاً مختلفاً ومعارك صغيرة منهكة، أنهكته، حطمت أسلحته وقللت من حظوظه وخسر قوته ومصداقيته. والآن تم اتخاذ القرار بتنحيته من منصبه! وأتي مؤهل بعده، انتشل المكان من عثرته، بدأ صفحة جديدة، ووضع بصمات حقيقية على المكان وأضاف إنجازاً إلى رصيده وصاحبنا الخاسر الأكبر، الذي خسر كل شيء لا يزال يلوم غيره! يقول ستيف جوبز: إن الحياة قصيرة، فلا تضيعها وأنت تحاول تقمص شخصية أخرى. تحل بالجرأة للاستماع لقلبك وحدسك، فهما أعرف بما تتمنى أن تحققه، وكل شيء آخر يعد ثانوياً. ينام الآن ستيف جوبز ولا تنام إنجازاته ويبقى هو صاحب القضمة الأولى. قال لي صاحبي مرة: ما هو حلمك الرئيسي؟ قلت له: أن أكون مدير نفسي! jamal.alshehhi@gmail.com