140 كيلو جراماً من المستحضرات مجهولة الهوية، تدخل البلد، وقد يكون أضعاف هذا الرقم قد دخل، وساح على وجوه الحسناوات، وغطى وطمس، وراج واستحكم واستولى على قلوب من في عيونهن حور ولا من شاف ولا من دري، ونساء اليوم تواقات عاشقات مدنفات بالألوان البرّاقة، ولا يفكرن بالعواقب ولا بالنوائب، ولا بالمصائب ولا بالنواكب المهم أنهن يسبحن في أحواض المستحضرات ويلونَّ الخدود، والقدود، و”اللي يصير يصير”.
ودول شرق آسيا بقرة حلوب، تدرُ وتكرُّ، وتجرُّ، وتمرُّ حتى من ثقب إبرة، وما لديها من مواد استهلاكية يغرق الأسواق، ويغشي الأحداق، ويرفع من حرارة الأشواق، والناس، خاصة النساء يتدفقن على كل جديد وله لمعة العين الصافية ويشترين ما يلزم وما لا يلزم، المهم في الأمر أنهن يعدن من الأسواق ويفرشن ما جادت به غزوة الأمس، على الصديقات والجارات، والأخوات، ويتباهين ويتفاخرن، وتمتلئ وجوههن بالابتسامات المشرقة الرشيقة الأنيقة المتألقة.
وبعد أيام، وبعد أن يقع الفأس في الرأس، يلعنَّ المستحضر المغشوش ويكلن السباب على البائع ومن عرفهن على مكانه، ولكن لا جدوى من كل ذلك لأنهن لا يستفدن من التجارب المريرة، فالكرات والغزوات تتكرر على أماكن أخرى، والنتائج نفسها يحظين بها ولا فائدة ولا عِبرَة ولا معتبِر.
دول شرق آسيا، تفرخ بضائع لا حصر ولا عد لها، ونحن نتلقف كل ما تجود به قريحة أصحاب تلك المصانع لأننا نعاني داء اسمه مرض الشراء، والبراعة فيهم أنهم يعرفون ما نحن نحبه ونسعى إليه، ونبحث عنه فيبحثون هم عن رغبات أهل الدار، بأساليب يعجز عن انتهاجها الشيطان، ونحن لا نعجز ولا نكل ولا نمل من الركض وراء كل ما هو لامع وساطع حتى ولو كانت محارة بائرة خائرة، حائرة، خاوية إلا من لمع البلل، نحن نبحث عن محارة الدهشة حتى ولو كانت في ساعة مغشوشة عليها علامة تجارية مجهولة الهوية والمصدر، فقط لنقول للآخرين إننا اشترينا .. واشترينا هذه تساوي عند البعض، المال والولد، وتساوي أحلاماً زرعتها أوهام الشراء المستبدة اللابدة في القلب والشريان والوريد.
وجود مستحضرات مجهولة المصدر بهذا الرقم، يجب أن يتوقف عنده الجميع بدءاً من البلديات في الدولة، ووزارة الاقتصاد، والجمارك، والإدارات في المطارات، لطرح السؤال التالي.. كيف دخلت هذه الكمية إلى البلد؟ وماذا عن المجهول الذي قد يكون عَبَر واستقر وسافر في عيون ما عرفت أنه سر البلاء والوباء والافتراء..
سؤال يجب أن يبقى بحجم المصائب التي تسببها مثل هذه البضائع وما تجنيه النساء قبل غيرهن جراء استعمال مثل هذه النفايات..


marafea@emi.ae