ما أسهل على الناس أن يضيعوا الزين، كما ضيعوا المعروف، لهم قدرة كبيرة في تشويه الأشياء، وتلويث سمعة الآخرين، وسلب الأمور الإيجابية، وحشو مكانها بالأمور السلبية، هؤلاء هم الناس، ولن يتغيروا منذ الأزل، وإن هم اليوم، وهم في قمة تحضرهم، يعيدون سيرة أجدادهم الغالبة عليهم الهمجية، والشراسة في التعامل مع الآخرين، مريم المنصوري، لا تحزني لأي شيء كان يقال، فهناك بالمقابل أشياء كثيرة قيلت مفرحة، وأشياء فعلتها كانت مصدر فخر للآخرين قبلك، وكنت أنت في غاية الرضا عن النفس، فلا تبالي، وأمر آخر مهم، أنت اليوم أصبحت شخصية عالمية، نتيجة ما قمت به من عمل يشرف المرأة في كل مكان، ويشرف الإمارات كوطن مستنير، وينشد السلام، ويتطلع لدعم الحضارة الإنسانية، ضد الجهل والتكفير، وعدم التفكير، وضد قتل النفس بغير حق، لمجرد أن الطرف الآخر مختلف عنك في الملة والطائفة والمعتقد، ونتيجة للتسليط الإعلامي الدولي عليك، وهذا أمر أصاب غيرك، وسيصيب أي شخصية عامة، لذا لا تحزني، ولا تبالي، بما تتقول به المواقع الإيرانية، ولا بما تلتاكه المواقع المتأسلمة من غيبة ونميمة وسب وقذف للمحصنات، أما النكات التي تطلق فهو أمر عليك أن تتعودي عليه لأيام، وسيزول من تلقاء نفسه، بدءاً من نكات الإعلام الأميركي، فهم مشهورون بالتبسط على النفس والذات، والضحك على كل عمل يعملونه أو حتى يعمله رئيسهم، والعرب كانت تقول: «من ساواك بنفسه، فما ظلم»، مروراً بنكات المبغضين، والمبغض لا تتوقع أن يعطيك حقك، فما بالك أن ينصفك، سينفث سمه، وإن لم تجبه، مات به، وبغيضه، وانتهاءً بنكات «المطاوعة» الذين انتهى عصرهم مع بداية الثورة الصناعية، وعهد النهضة، وإن ظلوا يقاومون لا بقوة دفعهم الذاتية، ولكن بفضل قوة النصوص عند الجهلاء، والدهماء من الناس، مثل نكتتهم التي ترد على رؤوسهم: أنه كيف تضرب امرأة مقر داعش، دونما أي محرم، يعني تريدون مساعد طيار شرعي! ــ لأشد ما يؤلمني منظر الرجل المهزوم، وهو منظر يكفي، فما بالكم يكون في الوقت نفسه مضروباً على عينه، والمسألة واضحة الزرقة، ولا يعتقد أنها ستنتهي في وقت قريب جداً! ــ معقول.. ما زال هناك أناس يرتادون المساجد بـ«بيجاماتهم»، أو «كناديرهم المشخطة»، وكأنهم يأتون بيوت الله بزينتهم التي أمروا بها، عيب.. يا جماعة المصلين، ترا هناك بيجامات «رفع عتب» وبيجامات «جالبة الأشجان»، وبيجامات «صالحني» وبيجامات «منزوعة التيلة»، وبيجامات «صافيني مرة»! ــ يعني مرات عندنا أمثال، ما أعرف من اخترعها، وكيف طرأت على باله، وكيف أقنع الناس أن يتبنوها، ويتناقلوها مع الأيام، مثل: «من توصلها، كلّ بصلها» أو «كلّ من البصل لين تحّصَلّ، ومن الرويد لو عويد» تماماً مثل بعض الأمثال العربية الساذجة: «سنرد الصاع صاعين» وهو لن يرد، ولا يعرف ما هو الصاع أصلاً!